ثنائيات تاريخية في كأس العالم – رونالدو وريفالدو ثنائية لاتينية أبهرت العالم في مونديال 2002
هناك أسطورة تقول: ” عشق كرة القدم يهبط لا إراديًا في DNA اللاعب منذ ولادته! “.. هل تصدق هذه المقولة؟ إذا لم تصدقها فهناك أسطورة أخرى سألقيها في وجهك الآن تقول: ” لكل لاعب توأم له.. ربما لم يولد في نفس يومه أو لحظته.. وربما لم يتعرف عليه داخل رحم أمه أولًا.. لكن بالتأكيد سيتعرف عليه في أي لحظة خلال مشواره في مداعبة الكرة! “
في واحدة من أجمل قصص كرة القدم على الإطلاق، تلك التي يرتبط فيها اسمين أو ثلاثة داخل فريق واحد، يرتدون نفس اللون ويجرون بشغف لتحقيق نفس الحلم والهدف! يقدمون لوحة فنية فريدة تجعل العالم أجمع -حين يُذكر إسم أحدهم- يدرك بأنه يجب أن يتبعه إسم آخر لا يفترق عنه أبدًا
سلسلة “ثنائيات تاريخية في كأس العالم” سوف يقدمها موقع 365Scores بشكل أسبوعي، لأخذك في رحلة استثنائية بين ثنائية كونها لاعبين اشتهرت أكثر شيء بين نسخ كأس العالم المختلفة -ربما ستتعرف عليها للمرة الأولى- أو قد نُعيدها فقط إلى ذاكرتك.
ثنائية لاتينية – توأمة رونالدو وريفالدو التي أبهرت العالم
62 هدفًا كانت حصيلة مشاركة النجم البرازيلي المخضرم رونالدو مع منتخب البرازيل في مسيرته الدولية، توّج خلالهم مع السيليساو بلقبين اثنين من البطولة الأضخم على الإطلاق؛ كأس العالم.
الظاهرة رونالدو يعد أحد أفضل من ارتدى القميص رقم 9 سواءًا مع الأندية وكذلك مع منتخب البرازيل على مر العصور، رونق وأداء وتناغم داخل الملعب لم يٌخفِ على أحد، الجميع كان ينتظر مباريات راقصي السامبا للاستمتاع بتراقص الكرة بين قدميه.
ظن البعض أن رونالدو فقط سيكون قادرًا على قيادة البرازيل بمفرده، حتى خرج توأمه من جحره أخيرًا، ريفالدو صاحب الـ35 هدفًا في مشواره الدولي مع السامبا، والذي ارتدى القميص ذو اللون الأصفر ممزوج في جوانبه بالأخضر للمرة الأولى ليتعرف منذ ذلك الحين على رجلِ آخر سيكون الثنائي “دويتو” أو توأمة لاتينية سيتحدث العالم عنها كثيرًا.
لكن في العُرس العالمي الضخم، كان السبق للظاهرة رونالدو فقط، حين شارك مع منتخب البرازيل في كأس العالم نسخة 1994، تلك التي نجح في التتويج خلالها مع السامبا بالذهب، ليصبح أول ألقابه مع المنتخب الأول على الإطلاق.
في تلك النسخة لم يظهر معه ريفالدو، لكن سرعان ما ظهر فيما بعد حين مثّلا معًا السيليساو في دورة الألعاب الأولمبية 1996، وكأس القارات 1997، وكأس العالم 1998، وكوبا أمريكا 1999، حتى عادا لتتفجر موهبتهم سويًا في كأس العالم 2002.
ثنائية رونالدو وريفالدو – انطلقت من مونديال 1998 وتفجرت في كأس العالم 2002
في نسخة 1998 من كأس العالم، سقط منتخب البرازيل في المجموعة الأولى رفقة منتخبات: ( اسكتلندا – النرويج – المغرب )، نجح السامبا في الفوز أمام اسكتلندا والمغرب، بينما خسر أمام البرازيل 1-2.
تأهل البرازيل كأول مجموعته ليضرب موعدًا مع منتخب تشيلي في ثمن النهائي، تلك المباراة التي انتهت بفوز السيلساو بنتيجة 4-1، في أمسية تألق فيها رونالدو بمساعدة توأمه ريفالدو.
فيما بعد، كشّر ريفالدو عن أنيابه في ربع النهائي النهائي، بعدما سيطر التعادل 2-2 على مباراة البرازيل والدنمارك حتى الدقيقة 60، ليضع ريفالدو هدفه الثاني في شباك شمايكل، لتنتهي المباراة بنتيجة 3-2 للسيليساو.
أما عن مواجهة نصف النهائي، فقد تواجه منتخب البرازيل بنظيره منتخب هولندا، لكن ثنائية رونالدو وريفالدو التي كانت سببًا في هدف السامبا الوحيد، لم تقدم على تقديم المزيد من الأهداف في ذاك اللقاء الذي انتهى وقته الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1.
لكن ظهر الثنائي معًا مجددًا حين وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح، دخل رونالدو لتسديد الركلة الأولى ببسالة، ومن بعده واصل ريفالدو التقدم للبرازيل بشجاعة بعدما ضرب الكرة في الشباك في الركلة الثانية.
انتهت مباراة نصف النهائي أخيرًا بفوز البرازيل على هولندا بنتيجة 4-2 بركلات الحظ الترجيحية. ما ضمن وجود راقصي السامبا في المباراة النهائية، والتي كان طرفها الأخر منتخب فرنسا.
لكن هنا، في نهائي كأس العالم 1998، لم يبتسم الحظ لرونالدو أو ريفالدو، بل كان شاهدًا فقط على دموع وأحزان برازيلية، بعدما خسر السامبا فرصته في الفوز باللقب الخامس له ليصبح الأكثر تتويجًا باللقب الأضخم عالميًا، كأس العالم.
في ليلة شهدت على بكاء زين الدين زيدان من شدة فرحه، عندما تذوق شعور معانقة ذهب كأس العالم للمرة الأولى، على الجانب الآخر، كان رونالدو إلى جوار ريفالدو يفترشون أرضية الملعب والدمع ينهمر منهم دون توقف. في تلك الليلة خسرت البرازيل 3-0 أمام منتخب فرنسا، ويهدفين بتوقيع زيدان وهدف سجله بوتي.
الأحلام ليس لها نهاية..
تحالف رونالدو وريفالدو على نفس الهدف هذه المرة! لكن بعزيمة أكبر وشغف يكاد يغطي المحيط، خلال نسخة كأس العالم 2002.
خلال تلك النسخة، لم يكتفِ رونالدو وريفالدو في قيادة البرازيل إلى المجد في كأس العالم فقط، بل اعتزموا على الفوز بجميع المباريات السبع التي خاضوها طوال البطولة.
ومن بين 18 هدفًا سجلتها البرازيل في كأس العالم 2002، كان بينهم 13 هدفًا جاءت من ثنائي المقدمة، الدويتو اللاتيني المبهر، رونالدو وريفالدو.
حيث فاز رونالدو الظاهرة بالحذاء الذهبي لنسخة كأس العالم 2002، بعدما نجح في تسجيل 8 أهداف دفعة واحدة طوال مباريات البطولة، بينما سجل ريفالدو 5 أهداف.
وتشارك معهم أحد أضلاع المثلث الهجومي في ذلك التوقيت، رونالدينيو الذي ساهم في تحقيق هدفين مع البرازيل في تلك النسخة.
تأهل منتخب السامبا كأول المجموعة الثالثة التي ضمت منتخبات: ( الصين وكوستاريكا وتركيا )، بعدما هزم الثلاثي وحصد النقاط الـ 9 التي وضعته في الصدارة.
في ثمن النهائي، تواجهت البرازيل مع بلجيكا، وتألق رونالدو وريفالدو حتى أنهم كانوا أصحاب هدفي السيليساو في تلك المباراة التي انتهت بنتيجة 2-0.
أما في ربع النهائي، واصلت ثنائية رونالدو وريفالدو التألق حتى تخطى نجوم السامبا منتخب إنجلترا بنتيجة 2-1، ريفالدو سجل هدف في تلك المباراة، بينما جاء الهدف الثاني عن طريق رونالدينيو.
في نصف النهائي، كان البرازيل على موعد مع منتخب تركيا، الذي كان الحصان الأسود لتلك النسخة من كأس العالم، هدف رونالدو في الدقيقة 49 وضع قدم السيليساو في المباراة النهائية لتلك النسخة.
أما النهائي، فكتب رونالدو إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كأس العالم عمومًا، بعدما قاد البرازيل للفوز على ألمانيا بهدفين نظيفين، كانت الأهداف من توقيعه، في ليلة كانت شاهدة بكل تأكيد على تعملق ثنائية تاريخية جمعت رونالدو إلى جوار توأمه ريفالدو.