تسريب عقد ميسي .. من المستفيد؟ هل الراتب مستحق؟ هل تعامل بارتوميو ماليًا بشكل جيد؟
فجرت صحيفة الموندو الإسبانية مفاجأة من العيار الثقيل، بنشر نسخة من العقد المبرم بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ونادي برشلونة.
وقالت الصحيفة إن ميسي يحصل بموجب عقده الأخير مع النادي على أكثر من 555 مليون يورو، شاملة بعض البنود التحفيزية في حالة تحقيقها، خلال الأربعة المواسم المنصرمة، وحتى يونيو 2021.
ذلك بالإضافة إلى أن ميسي، وفقا للصحيفة، يحصل على أكثر من 115 مليون يورو كحافز توقيع العقد، وأكثر من 77 مليون يورو كحافز انتماء، وقد حصل على 92% من تلك الحوافز حتى الآن.
وفيما يلي تفاصيل المبالغ المالية التي حصل عليها ميسي بموجب عقده :
555,237,619 مجموع رواتب اللاعب خلال أربعة مواسم.
138 مليون يورو راتب ثابت للاعب في كل موسم.
115,225,000 يورو حافز عند توقيع العقد.
77,929,955 يورو حافز انتماء بعد تجديد التعاقد.
تم توقيع هذا العقد في نوفمبر عام 2017، وبدأ تنفيذه منذ ذلك الموسم.
تبدو هذه الأرقام هائلة، ويعد هذا هو العقد الأكبر في تاريخ جميع الرياضات بشكل عام، وليس كرة القدم فقط.
- طالع أيضًا
- تطور جديد بشأن مستقبل ديمبيلي مع برشلونة
- غضب من برشلونة وتكهنات بقرار صادم – أول رد فعل من ميسي بعد تسريب عقده
- من المسرب؟ .. ٤ جهات فقط لديهم عقد ميسي
لكن لماذا تم تسريب العقد؟ ولماذا حدث ذلك في هذا التوقيت؟
بالعودة للوراء، وتحديدًا في أكتوبر الماضي، أعلن نادي برشلونة عن تكبده خسائر تقدر بقيمة 97 مليون يورو، بعد جائحة فيروس كورونا، كما أشارت تقارير إلى أن الديون الإجمالية المستحقة على النادي قد وصلت إلى 1.7 مليار يورو.
أصبح نادي برشلونة يعاني من أزمة مالية، وتوصل النادي إلى اتفاق مع اللاعبين في نوفمبر الماضي من أجل خصم جزء من رواتبهم المستحقة لتخفيف الأزمة المالية، ووصل المبلغ الذي تم خصمه إلى 122 مليون يورو.
طلب ميسي من إدارة ناديه السابقة السماح له بالرحيل بشكل مجاني من النادي، في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهو ما رفضته الإدارة تمامًا.
الآن، ومع اقتراب ميسي من نهاية عقده مع برشلونة، لم يعلن ميسي عن موقفه من البقاء أو الرحيل عن برشلونة، وأعلن أنه سيعلن عن قراره في نهاية الموسم، فهل يكون هذا التسريب وسيلة ضغط من إدارة برشلونة على اللاعب؟
قبل ذلك لم يتم الإعلان عن التفاصيل المالية لرواتب ميسي الهائلة، وسارت الأمور بشكل طبيعي خلال المواسم الثلاثة الماضية، قبل أن يعلن ميسي عن رغبته في الرحيل عن برشلونة.
قد تكون إدارة النادي رأت أن تسريب قيمة رواتب ميسي سيزيد من الضغوطات تجاه اللاعب من الجماهير حول العالم، ومن وسائل الإعلام أيضًا، مما سيقطع الطريق على ميسي في محاولة إلصاق تهمة رغبته في الرحيل بسبب إدارة النادي السابقة، والتي كانت هي من قامت بإبرام ذلك العقد مع اللاعب.
وقد يكون هذا ضغطًا على اللاعب من أجل ألا يطلب المزيد من المال، في حالة موافقته على تجديد تعاقده مع النادي، حيث ستكون المفاوضات أكثر سهولة، في حالة علم الجميع حول العالم بالتفاصيل المالية، ولن يستطيع ميسي المطالبة بالمزيد بشكل سري، وإلا سيزيد غضب الجماهير ضده، وقد يحدث تشكيكًا في حبه لنادي برشلونة، بسبب عدم مراعاته للأزمة المالية التي يمر بها النادي.
ماذا عن ميسي؟
بالتأكيد لن يكون اللاعب هو الطرف الذي قام بتسريب العقد، ولا يمتلك أي استفادة ممكنة من ذلك التسريب، بل بالعكس، فقد أشارت تقارير إلى غضب ميسي الشديد من ذلك التسريب.
وفقا لمجلة دون بالون الإسبانية، فإن ميسي حذّر إدارة نادي برشلونة من أن يتسبب ذلك التسريب في الإضرار به أو بعائلته، وأنه في حالة حدوث ذلك، فإنه سيتخذ قرارًا نهائيًا بالرحيل عن نادي برشلونة.
موقف نادي برشلونة الرسمي :
أصدر نادي برشلونة بيانًا رسميًا عبًر فيه عن أسفه حيال تلك التسريبات، وأكد أن هذه المعلومات هي معلومات سرية، وتخضع لمبادئ السرية بين الأطراف المعنية بالعقد.
كما أخلى نادي برشلونة مسؤوليته تمامًا من أن يكون له علاقة بتسريب عقد ميسي مع النادي، وأكد أنه سيقوم باتخاذ الإجراءات القانونية ضد جريدة الموندو التي قامت بنشر تلك التسريبات.
واختتم برشلونة بيانه، مؤكدًا على دعمه الكامل لنجمه ليونيل ميسي ضد أي محاولات للتقليل من صورته أمام العالم.
لكن هل بقاء ميسي في النادي، وراتبه يمثلان عائقًا ماليًا لنادي برشلونة؟
يقول الخبير المالي الإسباني مارك سيريا إن ميسي يحقق أرباحًا سنوية لنادي برشلونة تقدر ب 250 إلى 300 مليون يورو، مما يعني أنه بعد خصم راتبه الثابت المقدر ب 138 مليون يورو، يحصل نادي برشلونة على أرباح تقدر بما يزيد عن 100 مليون يورو على أقل تقدير.
ويضيف سيريا في حواره لجريدة إكسبانشن الإسبانية، إن الرعاة يجددون تعاقدهم مع نادي برشلونة عامًا بعام، خوفًا من رحيل ميسي وما سيسببه من هبوط في العوائد المالية للرعاة.
ويؤكد الخبير المالي سيريا أن نادي برشلونة عندما يقوم بالتفاوض حول تجديد التعاقد مع أحد الرعاة، فإن 90% من العرض التقديمي للنادي يكون عليه صورة ميسي.
كذلك وفقا لسيريا فإن 50% من أرباح الجولات السياحية في النادي تعتمد على تواجد ميسي في المباريات.
تحدث سينتو أرخام المسؤول عن نشاط رعاة نادي برشلونة سابقًا، عن أن تجديد التعاقد مع شركة راكوتين لعام إضافي، وبمقابل إضافي 30 مليون يورو، حتى عام 2022 فقط، هو دليل على عدم رغبة الرعاة في استثمار الأموال لدى نادي برشلونة قبل التأكد من تواجد ميسي في النادي.
وفقًا لأحد الخبراء الماليين، فإن 90% من زوار نادي برشلونة يشترون قمصان ليونيل ميسي من متجر النادي، مما يمثل دخلًا إضافيًا للنادي.
من المتوقع أن يتم تجديد حقوق البث التليفزيوني لمباريات برشلونة في عام 2022، وقد يشهد المقابل المالي تأثرًا في حالة عدم تواجد ميسي بين صفوف برشلونة، مما سيقلل العائد المالي للنادي.
يقول السيد فرانسيك كروسيس نائب رئيس أحد وكالات التسويق الرياضي، إن رحيل ميسي عن برشلونة قد يأخذ معه بعض المتابعين لنادي برشلونة في البلدان التي تقع خارج قارة أوروبا تحديدًا، بسبب تفضيل الجماهير لمتابعة اللاعب أكثر من متابعة النادي، وفقًا لفرانسيك كروسيس.
من أجل تلك الأسباب قد لا يكون راتب ميسي عائقًا ماليًا لنادي برشلونة.
بارتوميو وأزمة اللجان الإلكترونية السابقة :
في العام الماضي، تم اتهام رئيس نادي برشلونة وبعض أعضاء مجلس الإدارة بتعيين لجان إلكترونية من أجل تجميل صورة بارتوميو كرئيس لنادي برشلونة وبعض أعضاء مجلس الإدارة، بجانب محاولة الهجوم على بعض الأفراد مثل نجمي الفريق ليونيل ميسي، وجيرارد بيكيه، وكذلك طال الهجوم نجمي الفريق السابقين بيب جوارديولا وتشافي هيرنانديز.
أنكر بارتوميو تلك الاتهامات، وأعلن أنه تعاقد مع أحد الشركات من أجل تحسين صورة نادي برشلونة فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والدفاع عن النادي ضد الاتهامات التي تطاله، كما أعلن بارتوميو عن إنهاء التعاقد مع أي شركة تورطت في إنشاء حسابات وهمية للهجوم على أي فرد.
بالنظر إلى هذا الحادث الذي كان قبل عام، فقد يكون استخدام بارتوميو لأحد الشركات من أجل تجميل صورته، بداية لاستخدامه أحد وسائل الإعلام من أجل تجميل صورته أيضًا، من خلال الإعلان عن قيمة راتب ميسي الذي حصل عليه في عهد بارتوميو، ومحاولة إثبات أن بارتوميو لم يقصر في الجوانب المالية تجاه ميسي.
هل تعاملت إدارة برشلونة بشكل جيد فيما يتعلق بالتعامل المالي مع اللاعبين الآخرين؟
بالنظر إلى سوق الانتقالات الماضي فقط، فقد تعاملت إدارة بارتوميو بشكل سئ في عمليات بيع اللاعبين.
على سبيل المثال، تم بيع مهاجم الفريق السابق لويس سواريز إلى أتليتكو مدريد، مقابل ما يقرب من ستة ملايين يورو، في حين أن سعر اللاعب وفقاً لوقع ترانسفير ماركت، كان يصل في ذلك التوقيت إلى ثمانية عشر مليون يورو .
كما رحل لاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش إلى إشبيلية الإسباني، مقابل مليون ونصف المليون يورو فقط، في حين أن سعره طبقًا للموقع ذاته، كان يصل في ذلك لتوقيت إلى عشرة ملايين يورو .
هذا بجانب رحيل اللاعب التشيلي أرتورو فيدال بشكل مجاني إلى إنتر الإيطالي، في حين أن سعره طبقا لموقع ترانسفير ماركت، كان يصل في ذلك التوقيت إلى أحد عشر مليون يورو .
أيضًا، كان سعر الظهير الأيمن السابق للفريق نيلسون سيميدو إلى أربعين مليون يورو، وفقا للموقع نفسه، في حين أن نادي برشلونة قد باعه بمبلغ يصل إلى ثلاثين مليون يورو إلى نادي ولفرهامبتون الإنجليزي.
خسر نادي برشلونة أكثر من أربعين مليون يورو في عمليات بيع اللاعبين، وهو رقم كبير في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الأندية، بسبب فيروس كورونا .
كما قامت إدارة النادي سابقًا، بشراء فيليب كوتينيو وعثمان ديمبلي بمجموع 254 مليون يورو، ولم يتم الاستفادة منهما بما يوازي هذه القيمة، بل خرج كوتينيو معارًا إلى بايرن ميونخ، من أجل استعادة مستواه.
يشير أحد التقارير إلى أن نادي برشلونة قد أنفق أكثر من 900 مليون يورو على شراء لاعبين منذ صيف 2015، لكن كم لاعب انضم إلى برشلونة خلال الخمس مواسم الماضية واستمر على القمة طوال تلك الفترة؟ الإجابة صفر.
باستثناء اللاعبين المنضمين في الموسم الماضي، فلم يكن أي لاعب عنصرًا فعالًا في تشكيل برشلونة منذ قدومه وحتى الآن.
هذه الأرقام تدل على التعامل السئ لإدارة نادي برشلونة السابقة بقيادة بارتوميو فيما يتعلق بدفع الأموال، أي أن الأزمة التي يعاني منها برشلونة ليس سببها راتب ميسي فقط.
ماذا سيحدث في المستقبل؟
قد تكون تلك التسريبات هي القشة التي تقسم ظهر البعير، وقد تتسبب في قرار ميسي نهائيًا بالرحيل عن نادي برشلونة، بعدما لم يجد السرية والحماية حول تعاقده مع النادي، ومن قبل ذلك الخلافات التي امتلكها مع الإدارة، وتسببت في رغبته بالرحيل عن النادي في الصيف الماضي.