تسبب في ضياع الليجا – عندما خطفت المافيا هداف برشلونة في ظروف غامضة
داخل عالم كرة القدم ستجد صندوق ملئ بالعديد من القصص الطريفة أو الكوميدية، وكذلك القصص المثيرة للجدل حين تستمع إليها من الوهلة الأولى، من بين تلك القصص واقعة خطف هداف نادي برشلونة الإسباني على يد مافيا في فترة حسم لقب الدوري، ما أدى إلى ضياع اللقب على البلوجرانا.
إنريكو كاسترو جونزاليس أو المعروف بإسم “كويني” يعد واحد من أساطير الفريق الكتالوني خلال فترة الثمانينات، حيث انضم إلى صفوف البرسا عام 1980 قادمًا من فريق خيخون الإسباني.
كانت بداية “كويني” في الدوري الإسباني بقميص فريق “خيخون” حين خاض رفقته قرابة الـ 381 مباراة بالتمام، وحصل على لقب الهداف بواقع 3 مرات، لكن هبوط خيخون إلى الدرجة الثانية ساهم في رحيل “كويني” بعد تلقيه عرضًا مغريًا من برشلونة.
ومنذ الموسم الأول لـ”كويني” مع فريق برشلونة، برع للغاية في خط الهجوم، حين أصبح سلاحًا فتاكًا بكافة الخصوم والمنافسين في أوائل الثمانينات، ونجح وقتها في التتويج بلقب هداف الليجا مرتين على التوالي في موسمي 1981 و1982.
- طالع أيضًا
- بعد التعثر أمام بيتيس.. ريال مدريد يتلقى خبرًا سارًا قبل موقعة تشيلسي
- تشكيل برشلونة المتوقع لمواجهة فياريال في الدوري الإسباني
- بوتشيتينو يكشف مدى خطورة إصابة مبابي قبل مواجهة مانشستر سيتي
عندما خطفت المافيا هداف برشلونة في ظروف غامضة
استيقظ مشجعو نادي برشلونة يوم 1 مارس 1980 على نبأ صادم، “كويني اختفى”.. في واقعة غريبة للغاية تم اختطاق كويني على يد رجال مسلحين وهو في طريقه نحو المطار لاستقبال أسرته التي وصلت إلى إقليم كتالونيا في التو.
كان من المفترض، أن يتوجه “كويني” إلى المطار لاستقبال زوجته، ومن ثم يتوجه إلى التدريب، لكن بسبب تأخره الشديد وعدم قدرتها على التوصل إليه، قررت في النهاية الاتصال بالشرطة لإبلاغهم عن اختفاء زوجها منذ ساعات الصباح الباكر.
خرجت الصحف في اليوم التالي تسرد تفاصيل واقعة اختطاف هداف برشلونة في ظروف غامضة، موضحة أنه الخاطفين قاموا بربط عينه بقطعة سوداء وتقييد يديه ووضعه داخل شاحنة صغيرة ثم هموا بالفرار على الفوز.
في البداية، ربطت بعض الصحف بين نتيجة آخر مباراة لبرشلونة وواقعة الاختطاف، حيث التقى البلوجرانا بنظيره هيركوليس، وحسم المباراة بسداسية بيضاء، كويني سجل هدفين من بين حفلة برشلونة في تلك المباراة، الغريب أن هذه المباراة كانت تسبق واقعة الاختطاف بيوم واحد فقط.
ظلت تحريات الشرطة متواصلة قرابة 11 يومًا، حتى تلقت أسرة “كويني” اتصالًا من المختطفين! حيث قدموا عدة وعود بإطلاق سراحه في القريب العاجل لكن بشرط عدم إبلاغ وسائل الإعلام أو الشرطة بأي شئ.
لكن في تلك الفترة، تأثر بالطبع لاعبي برشلونة بكل ما يدور، حتى أن عدد كبير بينهم رفض لعب مباريات الفريق في الليجا خوفًا على حياتهم وحياة أسرهم، وعلى رأسهم “بيرند شوستر” أسطورة النادي الكتالوني.
وكانت الصحف الإسبانية، رسخت في أذهان القراء أن اختطاف “كويني” تم على يد جماهير الفرق المنافسة، ما تسبب في إرهاب لاعبي البلوجرانا حتى رفض بعضهم اللعب في المباريات.
وبعد 15 يومًا آخرين، أجرى المختطفون اتصالًا جديدًا بأسرة “كويني”، لكن هذه المرة للإتفاق على شروط إطلاق سراحه، حيث طالبوا بفدية قدرها 100 مليون بيزيتا “عملة كتالونيا في ذلك الوقت”، واشترطوا وضعها في مصرف معين في سويسرا.
تكفل رئيس برشلونة في تلك الفترة “خوسية رامون اليكزانكو” بسداد تلك الفدية، لكن قرر أيضًا الإتفاق مع الشرطة للقبض على المختطفين، وقامت الشرطة الإسبانية بتنفيذ عملية مشتركة مع الشرطة السويسرية، للقبض على مختطفي”كويني”.
الطريف، أن أحد المختطفين ذهب بنفسه إلى المصرف السويسري في التاريخ الذي تم تحديده مسبقًا لسحب الأموال، في ذلك الوقت انقضت الشرطة عليه وحققت معه حتى اعترف على شركائه ودلّ الشرطة على جراج السيارات المتواجدين بداخله في مدينة “سرقسطة”.
إنقاذ “كويني” وإصابته بمتلازمة “ستوكهولم”
وبعد 25 يومًا، قامت الشرطة بإنقاذ “كويني”، وتم القبض على المختطفين الذين عرفوا أنفسهم فيما بعد بأنهم أعضاء “الكتيبة الكتالونية”، لكن خلال تلك الفترة لم ينجح فريق برشلونة في تحقيق أي فوز بل حصل على نقطة وحيدة من تعادل خلال الـ 25 يومًا ما تسبب في خسارة لقب الدوري الإسباني.
وفي تصريح أدهش الصحف الإسبانية والعالمية أيضًا، خرج “كويني” بعد إنقاذه ليؤكد أن الخاطفين كانوا أشخاص لطفاء للغاية وتعاملوا معه بشكل جيد جدًا، ورفض توجيه إية إتهامات إليهم! كما رفض الحصول على تعويض من الخاطفين.
في ذلك الوقت، خرجت الصحف في إسبانيا، لتتحدث عن متلازمة “ستوكهولم” التي أصيب بها “كويني” وهي عبارة عن حالة نفسية يشعر خلالها الشخص المختطف بالتعاطف مع خاطفه.
متلازمة ستوكهولم!!!