تحليل تكتيكي – كيف انتصر ريال مدريد على برشلونة؟
نجح نادي ريال مدريد في العودة بنقاط المباراة الثلاث من ملعب الكامب نو بعدما انتصر على غريمه التقليدي برشلونة بثلاثية مقابل هدف وحيد.
وشهدت المباراة العديد من التغييرات والأفكار التكتيكية من قبل زين الدين زيدان الذي استغل اندفاع كومان الغير مدروس، وقتله بسلاح سذاجة لاعبيه.
برشلونة حافظ على رسمه التكتيكي المعتاد “4/2/3/1” ولكن مع تغيير مهاجم الثنائي أنسو فاتي بتحويله إلى رأس حربة مع انتقال كوتينيو للجناح الأيسر.
أما ريال مدريد فعاد إلى أسلوب زيدان المحبب “4/3/3” مع الاعتماد على الثلاثي فيدريكو فالفيردي وتوني كروس رفقة كاسيميرو كثلاثي وسط ملعب، والدفع بناتشو كظهير أيمن.
أفكار زيدان
قرر كومان الدخول معتمدًا على الضغط العالي مع اقتراب خط الوسط مع الهجوم لمنع ريال مدريد من الخروج بالكرة وصناعة اللعب، وهو ما تسبب في ظهور ثغرة قاتلة كانت مفتاح ريال مدريد للمباراة.
وجود مساحة خلف ارتكازي الفريق الكتالوني كانت ثغرة برشلونة الواضحة، وهو ما استغلها فالفيردي للتحرك من خلفهما وخروج ريال مدريد من الضغط في حال التمرير السريع من الخلف للأمام وضرب ضغط برشلونة بـ6 لاعبين تقريبًا.
زيدان استخدم حيلة أخرى لاستغلال اندفاع كومان غير المدروس بنزول بنزيما إلى المساحة المتوفرة خلف الارتكازين، وذلك بنزول بنزيما كصانع لاستلام التمريرات في هذه المساحة التي تحدثنا عنها.
وهنا يضطر أحد قلبي الدفاع للخروج معه وتظهر المساحة من خلفه لينطلق فالفيردي مباشرة صوب هذه المساحة لاختراق دفاع البلوجرانا، وهي اللقطة التي جاء منها الهدف الأول وكانت مصدر خطورة ريال مدريد الأبرز.
وتمكن ريال مدريد في استغلال ثغرات برشلونة لضرب القلعة الكتالونية وتحديدًا باستغلال سذاجة لاعبي برشلونة وسوء تصرفهم بصورة فردية.
أفكار كومان
استهدف كومان الجهة اليمنى لريال مدريد لاستغلال ضعف ناتشو وقام بوضع كوتينيو أمام جوردي ألبا مع اقتراب دي يونج أيضا لتكون مثلث في هذه الجهة مع استغلال ضعف تغطية أسينسيو الدفاعية وبالفعل شكلك هذه الجهة الخطورة الأكبر تحديدا قبل نزول فاسكيز وسقوط مستوى ألبا البدني.
فالفيردي اتجه يمينًا قليلا لمساعدة هذه الجهة بمقابلة دي يونج مع وجود كروس قريبا من بوسكتس أعطى ذلك ميسي حريته وجعله دائما في مواجهة مباشرة مع كامسيرو مما اضطر راموس للخروج من مكانه لمواجهة ميسي وجهًا لوجه في أكثر من مناسبة.
أما فاتي فامتاز بالذكاء في تحركاته فكان يستهدف دائما التحرك في المساحة خلف فاران أو راموس على الرغم من تمركزه الدائم بالقرب من الفرنسي لاستغلال سرحانه في المراقبة، ولكن مع خروج راموس في بعض الأحيان لمقابلة ميسي بعد هروبه كان يتحرك فاتي مباشرة في المساحة من خلفه كما حدث في كرة الهدف.
المحلوظ أن كومان ظل متمسكًا بلاعبيه حتى الدقيقة ٨٠ بلا تغييرات حتى مع تأخره في النتيجة ومع الانهيار البدني للغالبية العظمى من التشكيل، تصرف غريب من الهولندي رغم امتلاكه عدد أوراق قادرة على إفاقة الفريق داخل المستطيل الأخضر.
فريق تحكيم
هلا مدريد