تحليل بالصور – ماذا تغير في مانشستر سيتي بين الشوط الأول والثاني ليتفوق على باريس سان جيرمان؟
قلب نادي مانشستر سيتي تأخره أمام باريس سان جيرمان بانتصار ثمين على ملعب حديقة الأمراء في الشوط الثاني تحديدًا في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وتفوق باريس سان جيرمان بشكل كامل في الشوط الأول مترجمًا ذلك بالتقدم بهدف نظيف، قبل أن يقلب مانشستر سيتي الطولة ويقدم شوطًا نموذجيًا ويخرج منتصرًا بهدفين مقابل هدف وحيد.
- طالع أيضًا
- فيديو – حكيم زياش.. من إدمان المخدرات إلى العالمية
- بعد صدمة كارفاخال.. زيدان يتلقى دفعة قوية قبل مباراتي أوساسونا وتشيلسي
- خطة الخليفي للجمع بين ميسي ورونالدو في باريس سان جيرمان
ماوريسيو بوتشيتينو نجح في التعامل مع اندفاع بيب جوارديولا المعتاد بشكل مثالي في الشوط الأول، من خلال الإبقاء على مبابي ونيمار دائمًا كرأسي حربة وعدم تكليفهما بأدوار دفاعية.
ونجح بوتشيتينو في فكرته بخلق موقف 2 على 2 دائمًا مع استحواذ باريس سان جيرمان على الكرة والاعتماد على التحول السريع مما يعطي أفضلية فردية للفريق العاصمي.
من جانبه فإن بيب جوارديولا لم يتعامل بالشكل المطلوب مع الموقف وحاول فرض أسلوبه دون النظر إلى أسلوب الخصم، فوجدنا الظهيرين منطلقين بشكل مستمر في عملية البناء مع وقوف الارتكازين على خط واحد.
البلوكات الدفاعية التي نظمها بوتشيتينو نجحت في عزل خط وسط مانشستر سيتي عن هجومه من العمق تحديدًا، لإجبار الفريق على الخروج من الأطراف ومع تراجع مستوى ووكر وكانسيلو، كان يتم الضغط عليهما سريعًا.
باريس سان جيرمان اتفن التحولات السريعة في الشوط الأول مستغلًا المساحات التي تظهر في الصورة السابقة سواء خلف الأظهرة أو بين قلبي الدفاع، مستغلًا سرعة ومهارة مبابي ونيمار.
ضغط مانشستر سيتي لم يكن منظمًا بالشكل الكافي مع إتقان باراديس وفيراتي الخروج من الضغط بشكل ممتاز فور قطع الكرة، مما كان يُخرج نصف ملعب السيتي كاملًا من مناطقهم ويعطي الفرصة للجزء الهجومي من إيجاد المساحات.
أما في الشوط الثاني، صحح بيب جوارديولا من وضعه وجعل هناك زيادة عددية مستمرة في الخط الخلفي ببقاء أخد أظهرته مع انطلاق الآخر لجعل الوضع 3 مدافعين أمام 2 من باريس سان جيرمان.
وساعده في ذلك تراجع بوتشيتينو المبالغ فيه خلال الشوط الثاني، وسحبه حتى للثنائي الهجومي لخلف وسط الملعب وهو ما ساعد مانشستر سيتي على تضييق المساحة تمامًا في وجه تحولات السيتي.
مانشستر سيتي مع فقدان الكرة أخر خط الضغط الأول له ليكون متوسطًا بدلًا من الضغط العالي المعتاد من بيب جوارديولا، وذلك لتضيع المساحات الشاغرة بين الدفاع والوسط وخلف خط الدفاع.
مع التراجع البدني للثنائي باراديس وفيراتي، والضغط المدروس السريع من لاعبي السيتي عكس الشوط الأول، بهدف غلق زوايا التمرير على الثنائي ومحاصرتهم فور استلامهما الكرة، نجح السيتي في وأد خطورة باريس سان جيرمان.
هجوميًا، تحسنت تحركات لاعبي مانشستر سيتي في أنصاف المساحات بين خطي الوسط والدفاع لباريس سان جيرمان كسر تمركز خط الوسط من ثم “هرجلة” المنظومة الدفاعية للفريق بتمريرات سريعة.
الخريطة الحرارية التالية، يظهر الفرق بين إجبار مانشستر سيتي على الخروج للأطراف الشوط الأول والقدرة على التحرك بين الخطوط الشوط الثاني أمام منطقة جزاء السيتي.
كما يظهر فشل بوتشيتينو في التعامل مع التحول الذي طرأ على منظومة السيتي وتراجع مردود باراديس وفيراتي البدني، فلم يتمكن باريس سان جيرمان من كسر ضغط مانشستر سيتي ووصول منتصف ميدانه بنفس كثافة الشوط الأول بل قلت كثيرًا.
كان ينقص مانشستر سيتي رأس حربة صريح قادر على التحرك العمودي المباشر في منطقة الجزاء طالبًا الكرة تجاه المرمى، إذ أن كتيبة جوارديولا كانت تصل لمناطق خطورة كبيرة لكن بدون وجود لاعب في منطقة الجزاء.
ضغط مانشستر سيتي المميز في الشوط الثاني ومحاصرة عقلي باريس سان جيرمان المدبرين نتج عنه زيادة كبيرة في نسبة الكرات المقطوعة للاعبي الفريق الشوط الثاني قبل وصولها إلى مناطق الخطر.
مانشستر سيتي سيكون عليه في لقاء العودة منع باريس سان جيرمان من إيجاد الفرصة للقيام بالتحولات المميز بها تحت قيادة بوتشيتينو من خلال رقابة ثنائي الوسط، مع تضييق المساحة على نيمار ومبابي.
أما باريس سان جيرمان فسيكون وجوبًا على بوتشيتينو إيجاد حلول جديدة يتجه لها في حال فشلت لعبة التحولات كما في الشوط الثاني وقرر جوارديولا الاعتماد على الضغط المتوسط وليس العالي مما سيقلل من المساحات المتاحة.
عندما تعرف الهدف غير مجريات المباراة وليس فلسفة جوارديولا