يستعد نادي بايرن ميونخ الألماني لخوض المباراة الأهم في موسمه الكروي بمواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في نهائي دوري أبطال أوروبا مساء الأحد.
وسنقوم سويًا بأخذ رحلة تكتيكية داخل أسلوب اللعب الذي يعتمد عليه المدير الفني الألماني فيليك مع بايرن ميونخ خلال مشواره في الدوري أبطال أوروبا، لتوضيح مزايا وعيوب العملاق البافاري.
بايرن ميونخ يعتمد على رسم تكتيكي ثابت وهو 4/2/3/1 تتحول إلى 4/5/1 في الحالة الدفاعية، وهنا سنبدأ الحديث، فيليك يعتمد في أسلوب لعبه على الضغط العالي والقيام بعمليه “ضغط” لخطوط فريقه بأقصى حد لعدم توفير مساحة للخصم تحديد لنقل الكرات في عمق الملعب مع إجباره على الاتجاه إلى الأطراف، كما سيظهر في الصورة.
الضغط العالي الذي يُمارسه بايرن ميونخ مع وجود ثنائي قلبي دفاع بطئ نوعًا ما يجعل الفريق في خطر واضح أمام سرعات الثلاثي الهجومي لباريس سان جيرمان، مبابي ونيمار إضافة إلى دي ماريا، وهو ما ظهر في ربع النهائي ونصف النهائي.
ليون امتلك سرعات هجومية كبيرة، ونجح بالفعل في تهديد مرمى نوير في أكثر من مناسبة بسبب الدفاع المتقدم لفيلك، كما سنشاهد.
وتكرر الأمر ذاته ولكن هذه المرة في المساحة بين قلبي الدفاع في عمق الملعب لضرب الدفاع المتقدم للعملاق البافاري.
وبالنظر إلى أسلوب لعب باريس سان جيرمان الهجومي الذي اعتمد عليه لضرب دفاعات أتالانتا ولايبزيج من بعده، سنجد أن توخيل يعتمد في الأساس على سرعات الثلاثي الأمامي في كسر دفاع الخط للخصم مع إرسال تمريرات قطرية للمنطلق.
وفي نصف النهائي تكرر الأمر مرة أخرى بنفس الكيفية أمام لايبزيج والذي يعتمد على أسلوب لعب مشابه كثيرًا لما يقوم به بايرن ميونخ.
وهذا سيمثل تهديد قاتل لمنظومة لعب فيلك في حال ثباته على أسلوب اللعب ذاته محاولًا الاستعادة السريعة للكرة، خاصة مع عودة فيراتي ووجود باراديس اللذان يتميزان بالقدرات الجيدة على الخروج بالكرة والتمرير الدقيق.
أما على المستوى الهجومي، فإن فيلك يفضل اللعب المباشر السريع فور استحواذه على الكرة والتركيز على استغلال سرعات أطرافه في الارتداد المباشرة نحو الخصم، وهو ما قتل برشلونة، وسيكون تهديد خطير لباريس سان جيرمان.
توماس توخيل يعتمد في بناءه للهجمات على انطلاق أظهرته للأمام وتراجع أحد لاعبي وسطه ليمثل ثلاثي دفاعي مع قلبي الدفاع، ولكن هذا لا يمنع وجود مساحات واسعة خلف الأظهرة وهنا سيكون الخطر الأكبر من عناصر بايرن ميونخ.
أما في حال ارتداد الخصم واستعادة تمركزه، فإن بايرن ميونخ يعتمد على تركيز اللعب في الجهة اليمنى من خلال التمرير القصير وذلك لسحب الخصم وتحريكهم من مراكزهم قبل أن يباغت الخصم بتمريرة عكسية صوب الجهة اليسرى ليستغل سرعات ديفيز وبريزيستش الصاروخية وتوافر المساحات التي ستظهر، ويعتمد في ذلك على قدرات نوير وقلبي الدفاع على الخروج الصحيح بالكرة بصورة طولية.
ومع الضغط الكبير الذي يقوم به ثلاثي باريس سان جيرمان الهجومي إضافة إلى أحد لاعبي الوسط سيخلق ذلك زيادة عددية على الأطراف للعملاق البافاري حال نجح في إستدراك الخصم بحرص ودقة، لأن هذا الأسلوب يعتبر مخاطرة كبيرة خاصة مع سرعات لاعبي باريس الكبيرة فأي خطأ في التمرير في الثلث الأخير من ملعب بايرن ميونخ سيكون العقاب قاسي.
وفي الثلث الأخير من ملعب الخصم، يعتمد فليك على خلق زيادة عددية كبيرة بدخول الجناحين إلى منطقة الجزاء مع انضمام مولر إلى ليفاندوفيسكي كمهاجم ثاني وتواجد تياجو وجورتسكا على حدود المنطقة للفوز بالكرة الثانية وإحياء الهجمات أو التسديد المباشر، مما يزيد من احتمالية وصول الكرة لأحد لاعبي العملاق البافاري سواء بصورة مباشرة أو من خلال الكرة المرتدة الثانية.
قد يُغير كلا المدربين بعض من أفكارهم بسبب اختلاف قوة الخصم المنتظر عن المباريات السابقة، لكن هذه الأفكار التي ظهرت وتكررت على مدار المباريات الماضية بما فيها من عيوب وما لها من مميزات.