تحليل بالصور – توخيل يستغل أخطاء زيدان “الغريبة” ويكتسح ريال مدريد
تمكن نادي تشيلسي من إكمال مهمته بنجاح أمام نادي ريال مدريد، والتأهل نحو المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا بعد الفوز إيابًا بهدفين دون رد.
وافتتح تيمو فيرنر التسجيل لصالح نادي تشيلسي في الدقيقة 27 بعدما أكمل تسديدة هافرتز التي ارتدت من العارضة، قبل أن يطلق ماونت رصاصة الرحمة في شباك ريال مدريد في الدقيقة 85.
- طالع أيضًا
- خطاب رسمي – بيراميدز يوافق على إعادة مباراة الزمالك بسبب الظلم التحكيمي!
- إنتر ميلان يُنافس تشيلسي على ضم نجم برشلونة
- برشلونة يحدد 3 أسماء لتعويض بوسكيتس الصيف المقبل
توخيل احتفظ بالرسم التكتيكي المعتاد الذي يتبعه مع تشيلسي بنظام 3/4/3، مع الدفع بكاي هافرتز كمهاجم ثاني بدلًا من بوليسيتش الذي شارك في لقاء الذهاب.
أما زيدان فقرر الاعتماد على رسمي تكتيكي مكون من 3/5/2، ولكن الغريب أنه دفع بفينيسيوس جونيور كجناح ظهير أيمن، مع دخول هازارد كمهاجم ثاني.
كيف استفاد توخيل من حيلة زيدان لصالحه؟
اعتمد زيدان على سقوط واحد من الثنائي، توني كروس أو لوكا مودريتش أو الإثنين معًا إلى الخلف من أجل المساعدة في عملية الصعود بالكرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم بسبب ضعف كاسيميرو في الخروج بالكرة بشكل صحيح.
مع سقوط أحد اللاعبين أو كلاهما، كان يتقدم كاسيميرو إلى الأمام تاركًا مركزه كارتكاز دفاعي إلى اللاعب بجانب اللاعب الآخر في وسط الملعب.
هذا الأمر كان يعود على ريال مدريد بسلبيتين واضحتين، استغلهما توخيل أفضل استغلال:
السلبية الأولى كانت هجومية، وذلك بابتعاد واحد من الإثنين عن مناطق صناعة اللعب الهجومية في وسط ملعب الخصم، مما يسهل على تشيلسي مراقبة الآخر وشل حركة خط هجوم الفريق بالكامل من خلال منعه من صناعة اللعب.
وتعامل توخيل بالفعل بشكل مميز مع هذه السلبية، إذ جعل جورجينيو دائمًا مراقب لصيق للعب الذي يحاول الدخول بين الخطوط لصناعة اللعب سواء كان أحد لاعبي الوسط أو إيدين هازارد، مع ضغط كانتي على صانع اللعب المتأخر أمام دفاع ريال مدريد.
السلبية الثانية كانت دفاعية، إذ أن خروج كاسيميرو من مركزه كارتكاز دفاعي سهل المجال أمام تشيلسي في القيام بتحولاته السريعة من الدفاع إلى الهجوم مستغلًا عدم وجود قاطع كرات يحمي خط الدفاع.
واستغل توخيل ذلك ببراعة من خلال سقوط أحد لاعبيه، هافرتز أو فيرنر كمحطة خلف وسط ريال مدريد “المساحة التي تركها كاسيميرو” مع انطلاق ماونت والآخر منهما في المساحة بين التي تظهر مع صعود المدافع المراقب للمحطة وخلف الأظهرة.
وبالفعل كانت مرتدات تشيلسي مرعبة على دفاع ريال مدريد، إذ كان دائمًا يكون لاعبي تشيلسي في موقف 3 على 3 مع خط الدفاع الأبيض مع تقديم كانتي الزيادة العددية من الخلف بفضل تحركه السريع في أنصاف المساحات.
محاولة زيدان تسهيل الخروج بالكرة من الخلف والتضحية بأحد العقلين المدبرين في وسط الملعب، أظهر ريال مدريد أليفًا هجوميًا مع اضطرار بنزيما للابتعاد عن منطقة جزاء تشيلسي من أجل صناعة اللعب وعدم تمكن هازارد من لعب دور المهاجم الثاني في العمق، لم يشكل ريال مدريد أي خطورة.
خطيئة زيدان التي قتلت آمال ريال مدريد
قرار زيدان بالدفع بفينيسيوس جونيور كظهير هجومي، قتل أي أمل لفريقه ريال مدريد على مدار المباراة والغريب أنه لم يتدارك الموقف حتى نهاية اللقاء وأصر على خطأه.
فينيسيوس لم يجيد نهائيًا في هذا المركز الجديد عليه فظهر تائهًا غير قادر على القيام بأدواره الهجومية، التي يتميز بها بفضل سرعته ومهارته حتى مع سوء لمسته الأخيرة، وغير متمكن من الأدوار الدفاعية.
الدفع بفينيسيوس كظهير جعل ريال مدريد يخسر أهم عنصر هجومي قادر على صنع الفارق بمهارته الفردية في وسط التنظيم الدفاعي القوي من تشيلسي.
ودفاعيًا، أربك إيدير ميلياتو الذي ظهر مترددًا دائمًا بين التغطية على فينيسيوس في الجهة اليمنى وترك مكانه كقلب دفاع أو الثبات في مكانه، وفي كلا الحالتين كانت تظهر المساحة للاعبي تشيلسي لاستغلالها من أجل اختراق دفاع ريال مدريد بسهولة.
وكعادة توخيل لا يرد الهدايا، استغل خطيئة زيدان بإعطاءه تعليمات إلى ماونت بالميل أكثر نحو الجهة اليسرى لتشكيل ثنائية مع تشيلويل تسهل ضرب الثغرة الواضحة في منظومة ريال مدريد وهو ما حدث بالفعل طوال المباراة.
كانتي = 5 لاعبين
محظوظ المدير الفني الألماني توخيل بامتلاك كاسحة ألغام فرنسية تسمى إنجولو كانتي في وسط ميدانه، لاعب وسط وحيد قادر أن يشعرك وكأنه يقوم بدور 5 لاعبين.
دفاعيًا، اللاعب الفرنسي يغطي كل أرجاء الملعب بدون تعب أو ملل فتجده يقوم بمراقبة مودريتش ثم ينطلق نحو كروس لإفساد تمريرته من ثم الانطلاق في غارة هجومية.
شراسة كانتي في الضغط على حامل الكرة كانت سببًا في الهدف الأول بعدما افتك الكرة بنجاح من كاسيميرو قبل أن ينطلق للأمام بتمريرات ثنائية، واضعًا هافرتز منفردًا بالمرمى.
وبالنظر إلى أرقامه الدفاعية سنجد أن كانتي قام بقطع تمريرات الخصم في 5 مناسبات مع الفوز بـ3 التحامات أرضية بنسبة نجاح 100% إضافة إلى قطع كرتين بتدخل ثنائي مباشر مع لاعبي الخصم.
ولكن كانتي لم يُجيد في النواحي الدفاعية فقط، بل أنه قدم مباراة هجومية ممتازة بالنظر إلى إمكانياته فكانت سلاح توخيل في الاندفاع من الخلف للأمام قاصدًا المساحات التي تظهر في دفاعات ريال مدريد.
اعتمد لاعبو تشيلسي على كانتي في عملية التحولات كلاعب حر سريع يأتي من الخلف كاشفًا للملعب “كما تظهر من الصورة السابقة”، وبالفعل لعب دورًا أساسيًا في الهدفين.
أرقام كانتي الهجومي مبهرة بالنظر إلى إمكانياته المعتادة، إذ قام كانتي بصناعة 3 فرص محققة للتسجيل إضافة إلى تسديد كرة نحو المرمى أنقذها فيدريكو فالفيردي في اللحظة الأخيرة.
إجمالًا، تعامل زيدان مع المباراة بشكل غير مفهوم بتغيير مراكز بعض لاعبيه بشكل أفقدهم مميزاتهم وخطورتهم، واستغل توخيل ذلك أفضل استغلال وفرض أسلوبه الذي يرغب من خلاله في ضرب ريال مدريد وبالفعل نجح في ذلك بجدارة.