الدوري الإسبانيريال مدريدأخباربطولات ودوريات
الأكثر تداولًا

بعد معاقبته.. كيليان مبابي يحتاج لضبط النفس

في واحدة من أكثر اللحظات المثيرة للجدل هذا الموسم، وجد كيليان مبابي نفسه في مرمى نيران الانتقادات بعد احتفاله المثير أمام جماهير أتلتيكو مدريد، في أعقاب انتصار ريال مدريد عليهم في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

مقطع الفيديو المتداول الذي أظهر المهاجم الفرنسي وهو يقوم بحركة خادشة بعد المباراة، فتح الباب أمام الاتحاد الأوروبي لفتح تحقيق انتهى بفرض غرامة مالية قدرها 30 ألف يورو، بالإضافة إلى إيقاف معلق لمباراة واحدة، يسري مفعوله فقط في حال تكرار المخالفة خلال عام.

لكن هذه الحادثة، رغم أنها طويت إداريًا، تسلط الضوء على جانب نفسي مهم في شخصية كيليان مبابي، وهو الحاجة الماسة إلى تعلم ضبط النفس الانفعالي، خاصة أمام الاستفزازات الجماهيرية، وهي ظاهرة شائعة في كرة القدم الحديثة.

كيليان مبابي - معلومات عن مباراة ريال مدريد ضد أتلتيكو مدريد
كيليان مبابي – ريال مدريد ضد مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)

ضبط النفس الرياضي.. المهارة المفقودة

علم النفس الرياضي يضع “ضبط النفس” كواحدة من الركائز الأساسية التي تُميز الرياضي المحترف عن غيره، وفقًا لدراسات منشورة في Journal of Sport and Exercise Psychology، فإن اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على إدارة انفعالاتهم في مواقف الضغط، هم الأقدر على الحفاظ على تركيزهم، وتقديم أداء مستقر، والتطور على المدى البعيد.

فالاستفزازات الجماهيرية ليست سوى جزء من لعبة ذهنية مستمرة، الغاية منها إخراج الخصم عن تركيزه، وهنا تظهر أهمية التدريب النفسي، الذي يعلّم الرياضيين أن رد الفعل الانفعالي، مهما كان مفهومًا من منظور بشري، قد يكون مكلّفًا جدًا على المستوى المهني.

كيليان مبابي والاختبار الذهني

بالنسبة لكيليان مبابي، الحادثة الأخيرة لا ينبغي أن تُختزل في مجرد تصرف غير مسؤول، بل يجب أن تُؤخذ كنداء للتطور الذهني، النجم الفرنسي يعيش ضغوطًا استثنائية، سواء بسبب مكانته كنجم عالمي أو بسبب انتقاله إلى ريال مدريد، الذي يحمّله مسؤوليات مضاعفة أمام الإعلام والجمهور.

التصرفات الانفعالية كهذه – رغم أنها تبدو في ظاهرها لحظة عابرة – قد تؤثر على صورته العامة، وتعطي الجهات المنافسة فرصة للتصعيد، كما حصل بالفعل مع أتلتيكو مدريد حين أرسلوا اللقطات إلى “يويفا”.

رغم أن العقوبة اقتصرت على غرامة وإيقاف مع وقف التنفيذ، فإن تكرار مثل هذه التصرفات قد يؤدي إلى إجراءات أكثر صرامة مستقبلًا، سواء من قبل الاتحاد الأوروبي أو من داخل النادي نفسه، كما أن الأندية الكبرى، مثل ريال مدريد، تتوقع من نجومها أن يمثلوا “قيمة مضافة” داخل وخارج الملعب، خاصة من الناحية السلوكية.

وقد أثبتت تجارب سابقة – مثل نيمار في سان جيرمان أو بالوتيلي في عدة أندية أوروبية – أن الانفعال الزائد قد يخصم من مسيرة لاعب مهما بلغ من الموهبة.

كيليان مبابي لا يفتقر إلى الموهبة ولا إلى الإنجازات، بل على العكس، هو أحد أعمدة الجيل الجديد في كرة القدم، ولكن النجومية الحقيقية لا تُقاس فقط بعدد الأهداف أو البطولات، بل بمدى قدرة اللاعب على التحكم في ذاته، في أشد اللحظات توترًا.

الاحتفالات الاستفزازية، مهما كانت مبررة من وجهة نظر شخصية، قد تهدد بتلويث مسيرة تُبنى منذ سنوات على الجهد والتفوق، وإن كان مبابي يريد أن يسير على خطى الأساطير الذين ارتدوا قميص ريال مدريد، فعليه أن يثبت أنه لا يتفوق فقط بقدمه اليمنى، بل أيضًا بعقله.

إحصائيات نجوم ريال مدريد


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.