بعد قرعة دوري الأبطال – ماذا فعل برشلونة عندما منحه القدر فرصة للانتقام ؟
تقول الأسطورة: ” عادة ما يمنحك القدر فرصة للانتقام والتعبير عن نفسك! “، ولأن كرة القدم لا تحمل في لحظات الحسم سوى وجهين؛ إما الفوز أو الخسارة! دائمًا ما تحتاج الاندية لرد اعتبارها في موقف لم ينصفها فيه القدر
نادي برشلونة عملاق الليجا الإسبانية تجرع الكأس كاملًا مؤخرًا، بعدما ابتعد عن المشهد بسبب الأزمات التي يعاني منها الفريق في السنوات الماضية، حتى أن مُحب الصعود على منصات التتويج ابتعد عنها بشكل ملفت للانتباه.
الفريق الكتالوني الذي اعتاد على التواجد في بطولة دوري أبطال أوروبا طوال السنوات الماضية، ظل يواجه نفس السيناريو في الأدوار الاقصائية في البطولة الأضخم على مستوى الأندية في أوروبا.
ريمونتادا خلف الأخرى قادتها مختلف الأندية الكبرى في أوروبا على برشلونة، البداية كانت مع فريق روما ومانولاس، حتى واصل ليفربول وأوريجي السير من الطريق نفسه، وأخيرًا جاء بايرن ميونخ وأنهى الجدال بنتيجة هي الأضخم على الإطلاق في تاريخ البلوجرانا، بعدما فاز عليه 8-2 في نسخة 2020.
برشلونة أراد نفض الغبار عن ياقته في النسخة الماضية، لكن الأزمات كانت تزداد بطريقة جعلت الفريق الكتالوني يودع البطولة باكرًا من دور المجموعات! ليتأهل لاستكمال المنافسة على لقب الدوري الأوروبي الذي ودعه أيضًا في ربع النهائي!
لكن ماذا فعل برشلونة في السابق! عندما منحه القدر فرصة للانتقام من خصوم وقفوا حائل بينه وبين الاقتراب من أحلامه؟!
قرعة دوري أبطال أوروبا 2022 تعيد الذكريات المؤلمة لبرشلونة
لم تنجح جماهير برشلونة حتى الآن في نسيان ما حدث في دوري أبطال أوروبا نسخة 2019/2020، وتحديدًا بعد الوصول إلى ربع النهائي ومواجهة بايرن ميونخ في مباراة واحدة وفقًا للنظام الاستثنائي الذي استكملت به البطولة في ذلك الوقت، بعد تفشي وباء كوفيد-19.
حيث قرر “يويفا” استكمال المباريات في الأدوار الاقصائية بنظام المباراة الواحدة وإقامتها على ملاعب محايدة، ما ساهم في خروج برشلونة من ربع النهائي على يد بايرن ميونخ بنتيجة مهينة للغاية 8-2.
عاد برشلونة للمنافسة على لقب البطولة في النسخة التالية 2020/2021، ونجح في الوصول إلى دور ثمن النهائي بعدما وقف في وصافة مجموعته خلف يوفنتوس.
وقع البلوجرانا في فخ جديد، عندما أسفرت القرعة عن صدامه مع باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الـ 16، وجاء دور مبابي ورفاقه للإطاحة بميسي وزملائه من البطولة مُجددًا، بعدما خسر برشلونة 4-1 في الذهاب، وفشل في تحقيق أي فوز في الإياب حتى تعادل 1-1.
أما في النسخة الماضية 2021/2022، منح القدر برشلونة فرصة أولى لرد الاعتبار أمام بايرن ميونخ الألماني! لكن لم يتواجه الفريقين كما المعتاد في الأدوار الإقصائية، بل سقط الثنائي في المجموعة نفسها.
بايرن لم يتهاون مع أي خصم في مجموعته وقتها، وحقق العلامة الكاملة بالفوز في 6 مباريات وحصد 22 نقطة، حيث ضرب شباك تير شتيجن وبرشلونة في مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 6-0 مجموع المباراتين.
ليفشل برشلونة في رد اعتباره أمام العملاق البافاري هذه المرة، قبل أن يُعيد القدر نفس الفرصة لعملاق كتالونيا للرد مجددًا، بعدما سقط برشلونة مع بايرن ميونخ مجددًا في نفس المجموعة في دوري أبطال أوروبا 2022/2023. فهل يفعلها ؟
ربما، لكن في النسخة الحالية من دوري الأبطال، برشلونة سيكون أمامه مهمتين! الأولى أمام بايرن ميونخ، والثانية محاولة رد الاعتبار أمام إنتر ميلان الذي سقط في مجموعته أيضًا في دوري الأبطال، وسبق وتفوق عليه في نصف نهائي دوري الأبطال نسخة 2009/2010 بنتيجة 3-2 مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
إنتر ميلان في تلك النسخة كان عملاق أوروبي بالفعل، حتى أنه نجح في الفوز على بايرن ميونخ في النسخة نفسها في المباراة النهائية 2-0، وتوّج باللقب الأوروبي الأغلى في تاريخه.
ماذا فعل برشلونة عندما منحه القدر فرصة للانتقام ؟
بايرن ميونخ ليس الآول، علاوة على ذلك، فقد نجح برشلونة في أخذ ثأره من عملاق البوندسليجا من قبل وتحديدًا في نسخة 2015 من دوري أبطال أوروبا.
إلا أن بالعودة بآلة الزمن إلى الخلف قليلًا، سنجد أن برشلونة حصل على فرص مرارًا للانتقام من خصومه في مناسبات مختلفة في البطولة التي يريد العودة إلى منصات التتويج فيها بطلًا لها.
بايرن ميونخ
بداية الصراع بين برشلونة وبايرن ميونخ ليس بجديد، حيث بدأ الصراع بين الناديين منذ عام 2009، حين هزم برشلونة نظيره البافاري بنتيجة 4-0 في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2008/2009.
بايرن ميونخ في ذلك التوقيت كان يعاني الآمرين، حتى أنه لم يقدر على المقاومة طويلًا في مباراة الإياب التي خيم عليها التعادل الإيجابي 1-1 في النهاية.
في نسخة 2008/2009 تأهل برشلونة إلى المباراة النهائية لمواجهة مانشستر يونايتد، ونجح في التتويج باللقب وقتها بنتيجة 2-0.
كان القدر رحيمًا ببايرن ميونخ، بعدما اصطدم ببرشلونة في نسخة دوري أبطال اوروبا عام 2012/2013، وتحديدًا في دور نصف النهائي، في تلك المباراة رد البافاري الصاع صاعين للبلوجرانا، بعدما فاز في الذهاب بنتيجة 4-0 وفي الإياب بنتيجة 3-0، ليصبح مجموع المباراتين 7-0 في النهاية.
المدهش في تلك النسخة أيضًا، أن بايرن وصل للمباراة النهائية وواجه غريمه بوروسيا دورتموند الألماني، ونجح في الفوز عليه وتحقيق لقب البطولة!
كان أمام برشلونة عامين بالتمام للرد على بايرن ميونخ مُجددًا، حيث تقابل الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2015.
هذه المرة، حقق برشلونة الفوز في مباراة الذهاب بنتيجة 3-0، وبالرغم أن بايرن فاز في الإياب 3-2 لكن نتيجة المباراة لم تكن كافية لتأهله إلى النهائي.
تأهل برشلونة للنهائي وواجه يوفنتوس الإيطالي، وحقق حينها لقبه الخامس في البطولة الأوروبي بعد الفوز 3-1.
حتى تقابلا مجددًا في ربع النهائي دوري أبطال اوروبا نسخة 2019/2020، وحقق بايرن ميونخ النتيجة الأكبر على الإطلاق في مباراة واحدة 8-2 ووصل إلى النهائي وحقق لقبه السابع!
بالنظر إلى تاريخ الانتقام الدائر بين برشلونة وبايرن ميونخ، نجد أن إذا تقابل الفريقين في الأدواء الاقصائية يتأهل أحدهم إلى المباراة النهائية ويحقق اللقب!
أتلتيكو مدريد
الوضع بين برشلونة وأتلتيكو مدريد معقد قليلًا، حيث تنافس الفريقين في نسختين في دوري أبطال أوروبا، نجح الروخي بلانكوس في إقصاء برشلونة من البطولة وقتها في المرتين.
وتخلل تلك النسختين، الصراع الذي دار بين الفريقين على لقب الدوري الإسباني عام 2014، وتم حسمه في مباراة الجولة الأخيرة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد، وتوّج باللقب وقتها الروخي بلانكوس أيضًا.
ففي ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2013/2014، تقابل ثنائي الليجا وحسم التعادل مباراة الذهاب، بينما انتصر أتلتيكو مدريد في الإياب ليتأهل إلى نصف النهائي بنتيجة 2-1 مجموع المباراتين.
أتلتيكو مدريد وصل لنهائي تلك النسخة، لكنه اصطدم بريال مدريد الذي حسم اللقب لصالحه وقتها.
في الموسم نفسه 2013/2014، احتدمت المنافسة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد على لقب الليجا، حتى أن حسم اللقب تأجل حتى المباراة الأخيرة التي جمعت بينهما، وانتهت 1-1.
هذه النتيجة كانت في صف أتلتيكو مدريد الذي حصد لقب الدوري برصيد 89 نقطة وبفارق 3 نقاط كاملة عن برشلونة الوصيف بـ 86 نقطة.
الجميع ظن أن برشلونة سيقول كلمته أمام أتلتيكو مدريد حين تقابلا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2015/2016، وبالفعل فاز في الذهاب بنتيجة 2-0، لكنه لم يصمد في الإياب وخسر بنتيجة 2-0، ليتأهل الروخي بلانكوس إلى نصف النهائي بنتيجة 3-2 مجموع المباراتين.
في تلك النسخة أيضًا، وصل أتلتيكو مدريد إلى النهائي واصطدم مجددًا بريال مدريد، ونجح الأخير في خطف اللقب بركلات الحظ الترجيحية.