بعد تولي تشافي تدريب برشلونة – ماذا قدم اللاعبون الكبار في عالم التدريب ؟
اعتادت جماهير كرة القدم على رؤية بعض اللاعبين الكبار الذين طالما اصطفوا خلفهم طوال مسيرتهم الكروية المبهرة وأثناء مداعبتهم للكرة على العشب الأخضر، ليقف أحدهم الآن على خط الملعب عقب اعتزاله مباشرة، ليُدير الفريق الذي طالما احتفل رفقة جماهيره بالبطولات والألقاب والأهداف الحاسمة.
البعض يرى أن بيب جوارديولا أبرز الأمثلة على ذلك، وآخرون يتغنون بالفرنسي زين الدين زيدان لما حققه رفقة ريال مدريد في فترة قصيرة، حين توّج بـ 11 بطولة مختلفة في (3 مواسم فقط).
لكن على الجانب الآخر، يظهر عدد من الأمثلة من بين هؤلاء الأساطير، فشلوا في تحقيق أي شئ في مسيرتهم التدريبية حتى الآن، لعدم امتلاكهم الخبرة الكافية لإدارة فريق كامل بعدما كانوا جزءً من لاعبيه البارزين.
فجر اليوم السبت، أعلن نادي برشلونة الإسباني، رسميًا، عن تعاقده مع تشافي هيرنانديز ليتولى القيادة الفنية للفريق الأول، خلفًا للهولندي رونالد كومان، الذي تمت إقالته قبل أسابيع بسبب سوء النتائج وتدهور الأداء.
تشافي هيرنانديز صاحب الـ 41 عامًا، كان قد انضم حديثًا إلى سباق اللاعبين الكبار الذين تألقوا بقوة خلال مسيرتهم الكروية كلاعبين، ومن ثمّ ذاع سيطهم أكثر في مجال التدريب حين تولى تدريب الفريق الذي علّق حذائه الرياضي وهو يرتدي قميصه (السد القطري).
ويستعرض 365Scores خلال هذا التقرير، أبرز ما قدمه اللاعبين الكبار في عالم التدريب.
تشافي هيرنانديز – برشلونة
تشافي عُرف بأنه ابن بار من أبناء اللامستيا، حيث تدرّج بين فرق برشلونة حتى صعد إلى الفريق الأول، ومن هنا بات أسطورة من أساطير النادي الكتالوني عبّر التاريخ.
شارك تشافي مع برشلونة في 865 مباراة في مختلف المسابقات، ونجح في إحراز 109 هدفًا، كما قدم 213 تمريرة حاسمة لزملائه، وحصد مع البلوجرانا قرابة 25 بطولة مختلفة.
حيث حقق بطولة الدوري الإسباني (8 مرات) وكأس ملك إسبانيا (3 مرات)، وكأس السوبر الإسباني (6 مرات) وبطولة دوري أبطال أوروبا (4 مرات) وكأس السوبر الأوروبي (مرتين)، إلى جانب كأس العالم للأندية (مرتين).
وفي نهاية مسيرته كلاعب، اختار فريق السد القطري ليرتدي قميصه في عام 2015، حيث لعب مع السد في 98 مباراة في مختلف البطولات، وسجل 24 هدفًا وقدم 28 تمريرة حاسمة، حتى استقر على تعليق حذائه الرياضي نهائيًا.
وفي عام 2019، قرر نادي السد إسناد مهام القيادة الفنية للفريق الأول لتشافي هيرنانديز، لتنطلق مسيرته التدريبية والتي نجح في تزيينها من البداية بـ 7 ألقاب دفعة واحدة مع الزعيم.
وحقق تشافي رفقة السد القطري، لقب الدوري القطري (مرة) وبطولة كأس أمير قطر (مرتين) وتوّج بكأس قطر (مرتين) وكأس السوبر (مرة) إلى جانب كأس أوريدو (مرة).
الأمر الذي جعل خوان لابورتا، رئيس برشلونة، يستقر على اختيار تشافي هيرنانديز ليصبح مديرًا فنيًا للفريق الكتالوني الذي فقد الكثير من رونقه في المواسم الأخيرة.
زيدن الدين زيدان – ريال مدريد
زين الدين زيدان
الفرنسي زين الدين زيدان، هو من أبرز الأسماء التي تعشقها جماهير ريال مدريد بالكامل، لعب زيدان في بداية مشواره كلاعب كرة قدم بقميص فريقي كان وبوردو الفرنسيين، ومن ثم انتقل إلى يوفنتوس الإيطالي ليسطع نجمه بقميص السيدة العجوز.
حتى مطلع الألفية الأولى، انتقل إلى الدوري الإسباني حيث نادي ريال مدريد، ظل في صفوف الميرينجي منذ عام 2001 وحتى 2006، ليشارك مع الفريق الأول في 227 مباراة، نجح في تسجيل 49 هدفًا، وقدم 68 تمريرة حاسمة، حتى قرر تعليق حذائه الرياضي.
وبداية من عام 2010، ارتبط إسم زيدان مُجددًا بنادي ريال مدريد، لكن هذه المرة في الجانب الإداري، حيث عمل لمدة موسم كمستشار إداري، ومن ثم امتهن منصب المدير الرياضي في النادي، حتى تم إسناد تدريب فريق ريال مدريد تحت 17 عامًا ليتولى منصب المدير الفني للمرة الأولى، وذلك في عام 2012.
استمر زيدان في التألق، حتى تولى منصب المدير الفني لفريق (الكاستيا) أو أكاديمية ريال مدريد، وهو الفريق الذي يتم اختيار منه بعض المواهب لتصعيدها إلى الفريق الأول.
في عام 2016، تفاجئ زيدان بتصعيده هو أيضًا إلى الفريق الأول، حيث تم التعاقد معه ليصبح مديرًا فنيًا للفريق، ليتسلم الميرينجي وهو جائع لحصد البطولات والألقاب.
ففي ثلاث مواسم فقط في القيادة الفنية لريال مدريد، نجح في حصد بطولة (دوري أبطال أوروبا) 3 مرات متتالية، وتوّج ببطولة كأس السوبر الأوروبي (مرتين) وكأس السوبر الإسباني (مرتين)، وكأس العالم للأندية (مرتين) إلى جانب لقب الدوري الإسباني (مرتين).
كما سيطر على جائزة أفضل مدرب في العالم المقدمة من “فيفا” في عامين متتاليين 2017 و2018، وذلك بعد اكتساحه مختلف البطولات المحلية والأوروبية في ذلك الوقت.
زيدان رحل عن تدريب ريال مدريد بعد نهاية موسم 2019، ليعود مجددًا في موسم 2020\2021، لكن هذه المرة خرج برصيد “صفر” من البطولات والألقاب رفقة الميرينجي، ليقدم استقالته في نهاية الموسم ويقرر الابتعاد قليلًا عن وظيفة التدريب.
بيب جوارديولا – مانشستر سيتي
بيب جوارديولا – مانشستر سيتي
يعد جوارديولا من أكثر اللاعبين الكبار الذي يتمتعون بمسيرة تدريبية حافلة، رفقة العديد من الأندية، بداية من برشلونة مرورًا بالبايرن البافاري وصولًا إلى مانشستر سيتي.
بيب كان لاعبًا ضمن صفوف فريق برشلونة في شبابه، وعندما قرر إطلاق مسيرته التدريبية، اعتزم تدريب اللامستيا أو (برشلونة ب)، ونجح في التتوي معه ببطولة الدوري الدرجة الثانية في عام 2008.
ومع الفريق الأول، الذي بدأ تدريبه بداية من موسم 2008\2009، حصد لقب الدوري الإسباني (3 مرات) وكأس ملك إسبانيا (مرتين) وكأس السوبر الإسباني (3 مرات) وبطولة دوري أبطال أوروبا (مرتين) وكأس السوبر الأوروبي (مرتين) وكأس العالم للأندية (مرتين).
وبداية من عام 2013، التحق بمنصب القيادة الفنية لفريق بايرن ميونخ الألماني، ليتوج معه ببطولة الدوري الألماني (3 مرات) وكأس ألمانيا (مرتين) وكأس السوبر الأوروبي (مرة) وكأس العالم للأندية (مرة).
ومع مانشستر سيتي، منذ تولي تدريب الفريق السماوي في عام 2016، وحتى الآن، نجح في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (3 مرات) وكأس الرابطة (4 مرات) وكأس الاتحاد (مرة) بالإضافة إلى تتويجه بجائزة أفضل مدرب في العالم من “فيفا” مرتين.
أولي جونار سولشاير – مانشستر يونايتد
سولشاير
النرويجي أولي جونار سولشاير، بدأ مسيرته في عالم كرة القدم بين صفوف نادي (كلاوسننجين) النرويجي ثم انتقل إلى فريق مولده، وفي عام 1996 انضم إلى مانشستر يونايتد وظل بين صفوفه حتى قرر الاعتزال وتعليق حذائه الرياضي في عام 2007.
سولشاير اللاعب، توّج بالعديد من الألقاب مع مانشستر يونايتد طوال فترة ارتدائه قميص الشياطين الحمر، كما شارك في 410 مباراة بمختلف البطولات، وسجل خلالها 159 هدفًا وقدم 50 تمريرة حاسمة لزملائه.
حيث توّج ببطولة الدوري الإنجليزي (6 مرات)، ودوري أبطال أوروبا (مرة) إلى جانب لقبين لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي.
سولشاير بدأ مشواره مع التدريب بالأساس في عام 2007، كان حينها يشغل منصب المدرب المساعد للسير أليكس فيرجسون، وفيما بعد تم إسناد مهام تدريب فريق الشباب له في عام 2008، ونجح في الفوز معه ببطولة الدوري الإنجليزي (مرتين).
لكن في عام 2011، قرر الرحيل لتولي تدريب فريقه السابق (مولده) النرويجي، ذاك الفريق الذي نجح معه بشكل كبير حيث حقق لقب الدوري النرويجي (مرتين) وكأس النرويج (مرة) بالإضافة إلى كونه مكتشف إيرلينج هالاند، نجم هجوم بوروسيا دورتموند الحالي.
ثم رحل عن مولده ليتولى تدريب كارديف سيتي عام 2014، لكن سرعان ما عاد مُجددًا إلى مولده في الموسم التالي، وظل رفقة الفريق النرويجي منذ عام 2015 وحتى 2018.
تم إسناد تدريب نادي مانشستر يونايتد لسولشاير (بشكل مؤقت) في منتصف موسم 2018\2019، بعدما قررت إدارة الشياطين الحمر طرد جوزيه مورينيو، وبعدما حقق نتائج مبهرة مع الفريق الأول، الأمر الذي ساهم في توقيع المدرب النرويجي على عقد طويل مع الفريق الأحمر قبل بداية الموسم التالي، وتحديدًا في مايو 2019
سولشاير نجح في العودة بالفريق الأحمر إلى المراكز الأولى في ترتيب جدول البريميرليج، حتى وأنه ساعد الفريق في المشاركة في بطولة (اليوروباليج) في النسخة الماضية مباشرة، ووصل معهم إلى نهائي البطولة قبل أن يفشل في حسم المباراة النهائية لصالحه ليتوّج (فياريال) بطلًا لبطولة (الدوري الأوروبي) بركلات الحظ الترجيحية.
كما أنهى الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز في وصافة الترتيب، بعد صراع مع مانشستر سيتي على الصدارة، حتى تم توسيع الفارق فيما بينهم بعد ذلك، ليستقر في المركز الثاني ويضمّن تأهله إلى بطولة دوري أبطال أوروبا.
وفي الموسم الحالي، عاد مانشستر يونايتد للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا مُجددًا بعد غياب لأعوام طويلة، لكن لا يزال سولشاير يبحث عن منصات التتويج مع الشياطين الحمر، والتي لم يعرف طريقها كمدرب للديفلز حتى الآن.
ستيفن جيرارد – رينجرز الاسكتلندي
ستيفن جيرارد
الدولي الإنجليزي ستيفن جيرارد، يعتبر أحد أساطير نادي ليفربول، وقائد الفريق الأول حتى يوليو 2015، رحل جيرارد عن الريدز ليختتم مشواره في الدوري الإمريكي بقميص فريق جالكسي حتى علّق حذائه في عام 2017 نهائيًا.
وفيما بعد قرر تولي تدريب فريق شباب ليفربول في صيف 2017، ومن ثم أُسندت له تدريب فريق ليفربول تحت 18 عامًا، حتى تولى تدريب فريق الأكاديمية التابعة للريدز.
وبعد عام واحد، تحديدًا في سبتمبر 2018، قرر الانطلاق بخطوة كبيرة في مسيرته التدريبية، ليتولى القيادة التدريبية لفريق (جلاسكو رينجرز) في الدوري الاسكتلندي.
منذ تولي جيرارد تدريب فريق رينجرز، وقد أحدث طفرة كبيرة في مستوى النادي الاسكتلندي الذي غاب عن حصد البطزلات والألقاب منذ عام 2011، لينهي هيمنة جاره وعدوه اللدود سيلتك الاسكتلندي الذي احتكر البطولات بالكامل منذ ذلك الحين.
نجح ستيفي في التتويج بلقب الدوري الاسكتلندي مع رينجرز في الموسم الماضي، لينهي صيام فريقه الذي دام طوال الـ 9 سنوات الماضية، بسبب رؤيته وأسلوبه التدريبي الأكثر من رائع.
جيرارد يعتمد في تدريبه للفرق على الأسلوب الهجومي بالدرجة الأولى، حيث أن رينجرز سجل في الموسم الأول لجيرارد قرابه 115 هدفًا في مختلف البطولات، ونجح في التواجد مُجددًا في بطولة الدوري الأوروبي.
وفي الموسم الثاني، استمر اندفاع رينجرز وسجل حوالي 110 هدفًا في مختلف البطولات، بجانب تقديم عروضًا مبهرة في بطولة الدوري الأوروبي، لكنه لم يصمد وغادر اليوروبا ليج، كما احتل وصافة الترتيب في الدوري الاسكتلندي.
وفي موسمه الثالث، عاد ليُبهر الجميع بأداء أكثر من رائع مع فريق رينجرز، لينفرد بصدارة الدوري الاسكتلندي ويتوّج بطلًا له بشكل مبكر، حيث حصد 88 نقطة بعد 32 مباراة فقط، ووسع الفارق بينه وبين سيلتيك الوصيف بـ 20 نقطة كاملة.
أندريا بيرلو – يوفنتوس
أندريا بيرلو
الإيطالي أندريا بيرلو، ارتدى قميص العديد من الفرق الإيطالية، من بينها إنتر ميلان وميلان ويوفنتوس، ونجح في حصد لقب الدوري الإيطالي (6 مرات) كما رفع بطولة دوري أبطال أوروبا (مرتين) وعانق ذهب كأس العالم رفقة الأزوري (مرة وحيدة)، بالإضافة إلى حصده لجائزة أفضل لاعب في العالم (المقدمة من فيفا) في 3 مناسبات مختلفة.
علّق بيرلو حذائه الرياضي في عام 2018، وبدأ مسيرته التدريبية مع فريق الشباب لنادي يوفنتوس بداية من صيف 2020، وبسبب تألقه مع فريق الشباب، قررت إدارة السيدة العجوز إسناد مهام تدريب الفريق الأول له بعد إقالة ماوريسيو ساري.
خاض بيرلو رفقة البيانكونيري طوال موسم 2020\2021، قرابة 52 مباراة فقط في مختلف البطولات، ونجح في التتويج ببطولتي كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.
بينما مشواره مع اليوفي في الدوري الإيطالي خلال موسم 2020\2021 لم يكن جيدًا على الإطلاق، حيث كان يقف أغلب أوقات الموسم ضمن المركز الخامس ضمن جدول الترتيب، حتى نجح في الجولة الأخيرة في القفز إلى المركز الرابع لضمن مشاركته في بطولة دوري أبطال أوروبا في النسخة الحالية.
وكان بيرلو سببًا في انهاء هيمنة البيانكونيري على لقب الكالتشيو الإيطالي، الذي نجح غريمه اللدود إنتر ميلان في التتويج به بعد غياب طويل دائم لـ10 مواسم تقريبًا.
فرانك لامبارد – تشيلسي
لامبارد – تشيلسي
بدأت مسيرة فرانك لامبارد كلاعب كرة قدم إنجليزي، بين صفوف وست هام يونايتد، ومن ثم سوانزي سيتي، حتى حطت به الرحال في ملعب “ستامفورد بريدج” مع تشيلسي في عام 2001 وحتى عام 2014.
في موسم 2014، رفضت إدارة البلوز تجديد عقد لامبارد، ما ساهم في خضوعه لإغراءات مانشستر سيتي الذي قرر في الأخير ارتداء قميصه لمدة موسم واحد فقط، وبعدها رحل إلى الدوري الأمريكي ليعلق حذائه هناك عام 2017.
في صيف 2017، تولي لامبارد تدريب قطاع الشباب في تشيلسي واستمر الوضع لمدة موسم، حتى قرر الرحيل لتولي تدريب فريق ديربي كاونتي في التشامبيونشب، وبعد تألقه مع ديربي كاونتي راق الوضع لإدارة تشيلسي التي قررت إسناد مهمة تدريب الفريق الأول لأسطورتها.
تولى لامبارد تدريب تشيلسي في يوليو 2019، قبل انطلاق موسم 2019\2020، خاض رفقة البلوز 84 مباراة، كانت البداية جيدة لكنها لم تكن أفضل شئ.
حتى وأن انطلاق موسم 2020\2021 كانت الأسوء على الإطلاق بالنسبة للامبارد في مسيرته بالكامل، بسبب الهزائم المتتالية التي عانى منها رفقة البلوز! ما أدى إلى تدخل إدارة الفريق اللندني بشكل سريع لتقرر إقالته في يناير 2021، لتعيين توماس توخيل بدلًا منه.
لم يحقق لامبارد أية بطولات أو ألقاب في فترته كمدرب، لكنه حمل العديد من البطولات كلاعب، حيث فاز بالدوري الإنجليزي (3 مرات)، وكأس الرابطة (مرتين) وكأس الاتحاد (4 مرات) ودوري أبطال أوروبا (مرة) وحصد جائزة أفضل لاعب في العالم من “فيفا” مرة.