بعد تصرفاته تجاه ميسي ونيمار – هل أصاب الغرور كيليان مبابي؟
تصرفات طفولية بعدما تلقى وعود بالجملة من إدارة باريس سان جيرمان ولم يجدها على أرض الواقع؟ أم سقط المهاجم الشاب في فخ الغرور ؟ ماذا يحدث للفرنسي كيليان مبابي بالضبط؟
مؤخرًا، فتحت الصحف العالمية فواهة النار على المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي، وانهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب بسبب تصرفاته تجاه الثنائي نيمار دا سيلفا والنجم الأرجنتيني المخضرم ليونيل ميسي، داخل أروقة حديقة الأمراء.
انتشر مقطع فيديو عقب مباراة باريس سان جيرمان ضد مونبيلييه في الدوري الفرنسي، يظهر خلاله مبابي وهو يصطدم بكتف ليونيل ميسي أثناء توجهه ناحية نيمار دا سيلفا الذي كان يتجهز لتسديد ركلة جزاء احتسبت للفريق الباريسي.
كيليان مبابي كان قد تقدم لركلة الجزاء الأولى التي تم احتسابها لباريس في المباراة نفسها، لكنه أهدرها بغرابة، ما جعل نيمار يتخذ قرار تسديد الركلة الثانية، وهو ما لم يعجب مبابي، فتوجه ناحيته وطالبه بترك الكرة لتسديدها هو، لكن نيمار رفض وأحرز منها هدف لباريس بالفعل!
هذا المشهد كله، لم يفلت من عدسات كاميرات الصحف ووسائل الإعلام، حتى أنه تصدر المشهد في اليوم التالي للمباراة وعنونت الصحف أغلفتها بعبارة “تصرفات مبابي الطفولية! ” فماذا يحدث لكيليان مبابي ؟
وعود باريس سان جيرمان السبب في تحوّل تصرفات مبابي ؟
ربما أصابع الإتهام الأولى فيما يحدث لشخصية كيليان مبابي تتجه إلى باريس سان جيرمان، وتحديدًا بعدما قدم النادي عرضًا لا يمكن رفضه لتجديد عقده في مايو الماضي!
باريس قدم عقدًا جديدًا لمبابي مُدته 3 سنوات، على أن يتقاضى في فترته الجديدة في حديقة الأمراء راتب يصل إلى 50 مليون يورو في كل موسم!
الصحف الفرنسية وقتها، أكدت أن مبابي تلقى وعود من إدارة باريس بأن تكون لديه صلاحيات لم يمتلكها أي لاعب آخر سواءًا داخل الملعب أو في غرفة الملابس، بخلاف ذلك سيكون المنفذ الأول لركلات الجزاء ومن بعده ياتي نيمار وميسي!
بالإضافة إلى ذلك، فقد قالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية، أن باريس يخطط لمنح مبابي صلاحيات التحكم في سوق الانتقالات، عن طريق اقتراح لاعبين يغادرون النادي أو اقتراح صفقات جديدة قد تفيد النادي الباريسي!
ومع انطلاق باريس سان جيرمان الاستثنائية في غير حضور مبابي في أولى مباريات الفريق في الموسم الجديد، خرجت نغمة جديدة في الصحف الفرنسية تؤكد أن أسلوب وطريقة لعب باريس لا تفتقد كيليان مبابي الآن، وتحديدًا في ظل حضور نيمار دا سيلفا وليونيل ميسي.
حتى حدث ما حدث في أول مباراة ظهر فيها مع الفريق الباريسي أمام مونبيلييه، وبسبب تلك التصرفات تجاه نيمار وميسي، قالت الصحف الفرنسية أن ” مبابي يشعر بالخذلان من إدارة باريس! “.. لماذا ؟
الإجابة على هذا السؤال ستجعلنا نعود إلى الوعود التي تلقاها عند تجديد عقده مع باريس! حيث يشعر مبابي الآن بأن إدارة باريس لم تفي بوعودها المقدمة له قبل التجديد!
على رأس تلك الوعود؛ التخلص من نيمار دا سيلفا، حيث لم يخفِ على أحد الآن أن العلاقة بين مبابي ونيمار وصلت لمرحلة لا عودة منها، حتى أن راديو “مونتي كارلو” قبل أيام، أكد أن ميسي سيتدخل لإنهاء الأزمة بين مبابي ونيمار، وتحديدًا بعد الخلاف الأخير داخل الملعب بين الثنائي على تسديد ركلة الجزاء!
ليس نيمار فقط.. تصرف مبابي تجاه ميسي يثير غضب الجميع!
لقطة دفع مبابي لميسي في مباراة مونبيلييه، أثارت موجة غضب كبيرة من قِبل الجماهير الفرنسية وحتى الإسبانية وجماهير الأرجنتين، إلى جانب النقاد والمحللين وعدد كبير من لاعبي كرة القدم السابقين!
فقد عبّر واين روني، مدرب دي سي يونايتد الأمريكي، ومهاجم مانشستر يونايتد السابق، عن غضبه تجاه تصرفات مبابي الأخيرة وتحديدًا لقطة دفعه لميسي داخل الملعب.
فعلق روني بعنف شديد على تلك اللقطة في حواره مع “Depar Sports”: ” لاعب يبلغ 23 عامًا ويقوم بدفع ميسي هكذا! لم أرى غرورًا أكبر من ذلك في حياتي! “.
وأضاف روني أيضًا: ” على مبابي النظر إلى ميسي جيدًا، هناك ما يجب أن يُذكر مبابي أن ليونيل ميسي بعمر الـ 23 عامًا كان بالفعل متوجًا بـ 4 كرات ذهبية! “.
بالرغم أن مبابي وميسي تعانقا في مباراة ليل في الجولة الثالثة من الدوري الفرنسي، بعدما أرسل الأرجنتيني تمريرة خيالية من منتصف الملعب وصلت إلى المهاجم الفرنسي ليسجل بها أسرع هدف في الدوري الفرنسي في الثانية 5، إلا أن الصحف في فرنسا لم تكف عن الحديث حول الخلافات الداخلية في باريس.
حتى أن الصحف بدأت تؤكد على أن مبابي الآن وحيدًا ومنعزلًا تمامًا داخل غرفة الملابس في باريس سان جيرمان، وهو شيئ ربما يشعره بالضيق وعدم الراحة في حديقة الأمراء!
بخلاف ذلك، فقد أكدت “ليكيب” قبل أيام، أن مبابي وراء رحيل آنخيل دي ماريا عن باريس في الصيف الحالي! حيث يريد المهاجم الفرنسي تقليل الدائرة الموجودة حول ليونيل ميسي وتُدعمه بقوة في غرفة الملابس، عن طريق تقليل عدد الأرجنتيين أو لاعبي أمريكا اللاتينية في النادي الفرنسي!
حيث ربطت الصحيفة الفرنسية أيضًا بين اقتراب رحيل الأرجنتيني لياندرو باريديس عن باريس سان جيرمان قبل نهاية الميركاتو الحالي!
رسالة غير مباشرة لصديقه الذي لم يعد صديقه كريم بنزيما
عقب كشف مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، عن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2022، والتي شهدت تواجد مبابي وكريم بنزيما ببشكل طبيعي، فيما لم يتواجد ميسي في مفاجأة من العيار الثقيل.
أجرت مجلة “فرانس فوتبول” مقابلة مع مبابي فيما بعد، لسؤاله عن عدة أمور حول مرشحه المفضل للجائزة ولم سيصوت وهكذا، وبرغم أن المهاجم رشح نفسه وكريم بنزيما إلى جانب ساديو ماني للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، إلا أنه أرسل رسالة مبطنة لصديقه الذي اختلفت الأمور فيما بينهم مؤخرًا؛ كريم بنزيما.
فقال مبابي في حواره لمجلة “فرانس فوتبول: ” إذا كنت بمكان كريم بنزيما ولم أفز بالجائزة هذا العام! لتوقفت عن التفكير في الكرة الذهبية للأبد! “.
من المعروف أن العلاقة بين كريم بنزيما وكيليان مبابي أصبحت فاترة تمامًا بعدما تراجع الأخير عن قراره باللعب مع ريال مدريد والانتقال لصفوفه هذا الصيف، وفضّل على ذلك التجديد لباريس سان جيرمان!
جدل مبابي لا يتوقف – إعلان رغبته في عدم اللعب مع منتخب فرنسا!
قبل أشهر من الآن، أثار مبابي ضجة كبيرة بعدما أفصح عن قرار كان قد توصل إليه عقب انتهاء مشوار منتخب فرنسا في بطولة يورو 2020.
حين أعاد نشر تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، تناولت تصريحات لرئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث فيها عن رغبة مبابي في اعتزال اللعب الدولي مع منتخب فرنسا، بسبب ما حدث في مباراة فرنسا وسويسرا في ثمن نهائي يورو 2020.
وأكد مبابي في تغريدته أنه كان قد فكر في أخذ استراحة طويلة من اللعب الدولي، من خلال عدم اللعب مع منتخب فرنسا مُجددًا، بعدما تعرض لصافرات وتصرفات عنصرية بعد إضاعة ركلة جزاء حاسمة للديوك في ثمن نهائي يورو 2020 أمام سويسرا، وتسبب في خروج مبكر لفرنسا من البطولة.
رئيس الاتحاد الفرنسي رد بشكل عاجل على ما قاله كيليان مبابي، وأوضح أنه تدخل وتحدث مع مبابي وقتها، وانتهى الأمر عند هذا الحد.
لكن الضجة التي أثارها مبابي بتعليقه على الأمر في ذلك التوقيت، ربما تُمثل تهديد كبير على منتخب فرنسا، فبعد أن فاز مبابي مع الديوك بلقب كأس العالم 2018 ودوري الأمم الأوروبي 2021، وفي ظل التجهيزات الحالية لخوض كأس العالم 2022، ربما تصبح ضربة كبيرة لفرنسا -المرشح الأول للفوز باللقب العالمي- في النسخة المنتظرة أيضًا، إذا لم يتواجد مبابي في هجوم المنتخب الأول.