بعد إريكسن وأجويرو – هل تسبب لقاح كورونا في زيادة إصابة اللاعبين بمشاكل في القلب؟
أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء عام 2021 الذي كان شاهدًا على العديد من الأحداث المؤسفة التي تسللت إلى ملاعب كرة القدم على مدار العام، من بينها أحداث تسببت في بكاء العديد حول العالم، وأخرى أربكت حسابات بعض الفرق، إلا أن جميعها جعلت العديد يفكر بشأن ( هل لقاح كورونا السبب في تزايد حالات الإصابة بمشاكل القلب بين اللاعبين مؤخرًا ؟ ).
ففي النصف الثاني تحديدًا من عام 2021، شهدت ملاعب كرة القدم العديد من الأحداث المؤسفة للغاية، فكانت ضربة البداية مع واقعة كريستيان إريكسن الذي تعرض لسكتة قلبية مفاجئة على هامش مشاركة مع منتخب الدنمارك ضد فنلندا في افتتاحية بطولة يورو 2020.
طبيب منتخب الدنمارك حينها قام بإنعاش قلب اللاعب الدنماركي داخل أرضية الملعب في مشهد أبكى الكثيرين داخل وخارج ملعب تلك المباراة، يُقال أن قلب (إريكسن) توقف لبضع ثواني حتى عادت إليه الروح مُجددًا.
ومنذ يونيو الماضي وحتى اللحظة لم يعود كريستيان إريكسن إلى ملاعب كرة القدم، بسبب خضوعه لعملية لوضع جهاز إزالة الرجفان لتنظيم نبض القلب.
فيما كانت آخر أزمة مؤلمة داخل الملاعب، حين عانى سيرجيو أجويرو من مشاكل القلب أثناء مشاركته مع برشلونة في إحدى مباريات الليجا، حيث شعر اللاعب الأرجنتيني بعدم القدرة على التنفس بعد وجود ألم قوي في القلب.
بعد نقل أجويرو إلى المشفى، تم التأكد من معاناته من مشاكل في القلب، تلك التي أجبرته على التقاعد واعتزال لعبة كرة القدم الاحترافية باكرًا.
وغيرها من الحوادث الأخرى، والتي تعتبر بعيدة نوعًا ما عن خطورة وضع إريكسن وقريبة بعض الشئ مما شعر به أجويرو قبل الاعتزال. الأمر الذي أدى لخروج فئة من نجوم كرة القدم السابقين يشككون في (لقاح فيروس كورونا) مشيرين إلى أن ما يصيب اللاعبين مؤخرًا ما هو إلا آثار جانبية لهذا اللقاح!
بعد إريكسن وأجويرو – حوادث مقلقة جديدة منتشرة في أنحاء أوروبا
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نشرت تقرير مطول مؤخرًا، رصدت خلاله عدد من الحوادث المقلقة التي تشبه حالة إريكسن وأجويرو، وانتشرت بقوة خلال نوفمبر الماضي وديسمبر الجاري، وذلك بعد التشديدات الأخيرة على ضرورة الإلتزام بتلقي جرعات لقاء فيروس كورونا!
بحسب “ديلي ميل” فإن (فيكتور ليندلوف) مدافع مانشستر يونايتد، ارتدى جهاز مراقبة القلب لمدة يومين بعد خروجه من مباراة نورويتش، بعدما عانى من آلام في منطقة الصدر والقلب! وذلك بهدف تنظيم رجفان القلب الذي كان يعاني منه.
كما وقعت حوادث مماثلة خلال ديسمبر الجاري، كان أبطالها (بيوتر زيلينسكي) لاعب وسط نابولي الإيطالي، و(مارتن تيرير) لاعب رين الفرنسي، بجانب ذلك، شهدت الحصة التدريبية لنادي (بارتيزان) في بلغراد، سقوط اللاعب (ريكاردو جوميز) بشكل مفاجئ بسبب أزمة قلبية مفاجئة!
وفي نوفمبر الماضي، تعرض (تشارلي ويك) مهاجم ويجان أتليتك (ينافس في الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى – الشامبيونشب)، لسكتة قلبية مفاجئة أثناء التدريب، الأمر الذي اضطر الجهاز الطبي للتدخل في الحال لعمل إنعاش قلبي رئوي للاعب!
وبعد أيام من واقعة مهاجم ويجان، تم نقل (جون فليك) لاعب شيفيلد يونايتد إلى المشفى بعد تعرضه لنفس الواقعة لكن هذه المرة كانت في إحدى مباريات الفريق!
كما أن إحدى مباريات ريال مدريد في دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، التي أقيمت في نوفمبر الماضي، شهدت واقعة مؤلمة جديدة أعادت الأذهان لما حدث لـ(إريكسن) بعدما سقط (أداما تراوري) لاعب شريف تيراسبول المولدوفي، بشكل مفاجئ وبدون أي تدخل مشترك بعد شعوره بضيق في صدره.
هرع الجهاز الطبي لإسعاف (تراروي) داخل الملعب سريعًا من خلال إنعاش القلب وتناول بعض الأملاح، قبل أن يغادر الملعب تمامًا وينضم إلى الرياضيين أصحاب المشاكل القلبية في عالم كرة القدم.
كانت هناك أيضًا مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز تم إيقافها لفترة وجيزة بسبب مشاكل في القلب بين الجماهير المتواجدة في المدرجات.
حين عانى أحد مشجعي (واتفورد) من سكتة قلبية، تطلّب الأمر التدخل بالإنعاش القلبي الرئوي، وذلك في مواجهتهم ضد تشيلسي.
كما ساعد الأطباء داخل ملعب مباراة (توتنهام ضد نيوكاسل)، في إنقاذ حياة مشجع لنادي نيوكاسل الذي انهار في مباراتهم ضد توتنهام.
4 حالات وفيات في ملاعب كرة القدم العربية بسكتة قلبية مفاجأة
شهدت ملاعب كرة القدم العربية فاجعة كبرى خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر 2021، وذلك بعدما سقط 4 لاعبين بشكل مفاجئ أثناء خوضهم تدريبات الأحماء أو في الحصة التدريبية لفرقهم.
حيث توفى (مخلد الرقادي)، نجم نادي مسقط العماني، بعد تعرضه للسقوط على ملعب المباراة أثناء إحماء فريقه لخوض مباراة السويق، في الدوري العماني، الأسبوع الماضي، وفيما بعد أكد الأطباء أن اللاعب صاحب الـ 30 عامًا أصيب بسكتة قلبية مفاجئة أدت إلى وفاته في الحال.
وبعد أيام قليلة، توفى الجزائري (سفيان لوكار)، لاعب نادي مولودية سعيدة المنافس في الدوري الجزائري، بعد تعرضه لسكتة قلبية مفاجأة ليتوفى على أرضية الملعب في الحال.
وقبل أيام قليلة، استيقظت الجماهير المغربية على خبر مؤسف، بعدما تم إعلان وفاة أحد اللاعبين الناشئين بنادي الرجاء المغربي، بسكتة قلبية أثناء مشاركته مع زملائه على أرض الملعب.
توفى الشاب اليمني (محمد بلفاس) حارس مرمى منتخب جالية شبوة اليمنية في الرياض والمنتقل حديثًا لتجربة إحترافية في مملكة البحرين، وأكد الأطباء فيما بعد أنه توفى إثر سكتة قلبية تعرض لها في المنامة.
هل زيادة حالات الإصابة بمشاكل القلب بين لاعبي كرة القدم بسبب لقاح فيروس كورونا ؟
أثارت الموجة المقلقة من إصابات اللاعبين بمشاكل القلب وتحديدًا الحالات التي تشبه ما عانى منه (كريستيان إريكسن) و(سيرجيو أجويرو)، مخاوف بعض اللاعبين حول وجود صلة بين ما يحدث ولقاحات فيروس كورونا، وحمل راية تلك التكهنات؛ نجوم كرة القدم الإنجليزية السابقين ( مات لو تيسيير) و(تريفور سينكلير).
أسطورة ساوثهامبتون (مات لو تيسيير)، دعا في حديثه لـ “GB News” في حوار نقلته صحيفة “ديلي إكسبريس) البريطانية، إلى ضرورة إجراء تحقيق حول ما إذا كان اللقاح قد ساهم في زيادة عدد لاعبي كرة القدم الذين يعانون من مشاكل في القلب.
وقال لو تيسيير لـ “GB News”: لقد كان مقلقًا جدًا بالنسبة لي ما يحدث الآن، لم أر يومًا أي لاعب يغادر الملعب (يقصد يعلق حذائه الرياضي نهائيًا) بسبب مشاكل في القلب “.
وتابع أسطورة ساوثهامبتون: ” أشعر بالأسف للغاية، ولكن إذا كان بإمكان أي شخص أن ينظر إلى ما يحدث الآن في عالم الرياضة ويقول إنه من الطبيعي أن يعاني كل هؤلاء الأشخاص من مشاكل في القلب في مباريات كرة قدم أو مباريات كرة السلة أو الكريكيت وأي رياضة ترغب فيها في نفس الوقت بتلك المعدلات، هل هذا طبيعي ؟ “.
في غضون ذلك، غرّد لاعب وست هام وإنجلترا السابق (سنكلير) الشهر الماضي عبر تويتر، فقال: ” كل شخص تحدثت معه عن مشاكل القلب هذه التي يعاني منها لاعبو كرة القدم (والتي يبدو أنها تحدث بشكل كبير وفي تزايد مقلق)، يتساءل حول هل كل تلك الحالات مرتبطة بلقاحات فيروس كورونا أم لا ؟ “.
على الجانب الآخر، كان نجم بايرن ميونخ الألماني، جوشوا كيميتش، قد تعرض للإصابة بفيروس كورونا أواخر نوفمبر الماضي، لكن حتى هذه اللحظة لم يعود إلى المباريات والتدريبات مع الفريق، وخرجت تكهنات حول وجود مخاطر قد تهدد مسيرة اللاعب الكروية في المستقبل يأتي تأثيرها المباشر على عمل القلب!
في هذا السياق، أشار أخصائي الطب الرياضي (إنغو فروبوس)، في تصريحات نشرتها (بيلد) الألمانية، إلى أن (كيميتش) يواجه خطر الإصابة بمشاكل في القلب، تعود بسبب حدوث تسلل في الرئة لدى اللاعب، رغم أن اللاعب لم يحصل على لقاح كورونا بعد، أي يمكن أن تكون تلك الأعراض أيضًا بسبب الإصابة بالفيروس نفسه!
حيث أوضح أخصائي الطب الرياضي، أن وظيفة الرئة للاعب خط الوسط الألماني، يمكن أن تتأثر على المدى الطويل، وهو أمر من شأنه أن يؤثر على أدائه الرياضي، وأن التسلل الذي حدث في رئة (كيميتش)، قد يكون له عواقب أسوأ، فقال: ” التسلل يمكن أن يكون سائلًا في الرئتين ناتجًا عن إصابته بالالتهاب الرئوي “,
وتابع: ” التسلل يمكن أن يكون أيضًا من الأنسجة الخلوية وأن هذا الأمر من الشائع حدوثه بسبب سماكة الرئتين، أو لأن حجم الرئة لم يعد متاحًا إلى أقصى حد يؤدي إلى تفاعل الجسم مع الارتشاح الأمر الذي سيؤثر بدوره على مدى عمل القلب “.
وواصل: ” من المتوقع حدوث التهاب رئوي، ويمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة إذا تعرض لتوتر في وقت مبكرًا جدًا، فإذا عاد كيميتش إلى التدريب في وقت مبكرًا جدًا، فقد يكون لذلك عواقف وخيمة قد تصل إلى التهاب عضلة القلب “.
هل كريستيان إريكسن تلقى لقاح فيروس كورونا قبل انهياره في يورو 2020 ؟
في هذا الصدد، خرج مدير نادي إنتر ميلان الإيطالي، (جوزيبي ماروتا) في تصريحات نقلتها (رويترز)، أكد خلالها أن لاعبهم السابق (كريستيان إريكسن) لم يحصل على لقاح فيروس كورونا قبل تعرضه لسكتة قلبية مع الدنمارك أمام فنلندا في يورو 2020.
جدير بالذكر، أن في وقت سابق من ديسمبر الجاري، أكد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أن 84% من اللاعبين في أندية البريميرليج الممتاز تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، ونحو 77% من اللاعبين تلقوا جرعتين من لقاحات كوفيد-19، وتم تصنيفهم على أنهم ملقحين بالكامل.
وبالنظر إلى هذا الرقم، يمكن التأكيد أن نحو 16% من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز (أي حوالي 100 لاعب) لم يتلقوا جرعتهم الأولى من اللقاح بعد.
في المجمل، يمكن القول أن 92% من اللاعبين والموظفين في الدوري الإنجليزي تلقوا جرعة واحدة أو جرعتين أو ثلاث، ومع ذلك فإن هذه الأرقام تعتبر باهتة مقارنة بتلك التي تقاسمها البطولات الكبرى في جميع أنحاء أوروبا.
حيث كشف الدوري الألماني أن 94% من اللاعبين والموظفين تلقوا اللقاح بكامل جرعاته، في حين أن معدل التطعيم في الدوري الإيطالي (الدرجة الأولى) بلغ 98%.
ما يعني؛ ما يعني؛ أن زيادة معدلات الإصابة بمشاكل القلب بين لاعبي كرة القدم الاحترافية، قد يكون ردة فعل طبيعية لإصابتهم من قبل بفيروس كورونا، حيث أن حديث الطبيب ( إنغو فروبوس)، عن وضع (جوشوا كيميتش) يؤكد أن مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا عند الرياضيين قد يؤثر في المستقبل على عمل القلب والرئة، في حالة عودتهم إلى الملاعب في وقت مبكر جدًا وقبل التعافي بنسبة 100%.
فيما ذهب رأي آخر؛ بأن السبب الرئيسي لزيادة إصابة اللاعبين مؤخرًا بمشاكل قلبية، قد يعود إلى (لقاح كورونا) الذي تم اعتماده الأشهر الماضية في مختلف الدوريات حول العالم! لكن تأكيد هذا الأمر سيقع على عاتق الأطباء والدراسات المتعمقة التي سيتم إجرائها الفترة القادمة للتأكد من هذا الأمر.