برشلونة ونابولي.. سيناريو مُتشابه في السقوط إلى الهاوية
يحتضن ملعب “دييجو أرماندو مارادونا” مباراة برشلونة ونابولي، في ذهاب دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا لموسم 2023/2024.
وأوقعت القرعة برشلونة (حامل لقب الدوري الإسباني) في مواجهة نابولي (حامل لقب الدوري الإيطالي)، في مباراة سيتبادر إلى أذهانك من البداية أنها ستكون حامية الوطيس، لكونها تجمع بين بطل دوري إسباني ودوري إيطالي.
ولكن الواقع غير ذلك فنابولي الذي توج بطلًا للدوري الإيطالي في الموسم الماضي، بعد أداء خرافي ورائع، بمجموعة مميزة من اللاعبين على رأسهم فيكتور أوسيمين وخفيتشا كفاراتسخيليا، كان يقودهم لوتشانو سباليتي، يُعاني الأمرين في الدوري الإيطالي، وتعثر الفريق في 14 مباراة مقابل 10 انتصارات فقط بعد مرور 24 جولة.
نابولي إلى الهاوية.. لاعبون خارج الخدمة و3 مدربين ومالك لا يهدأ!
خمسة أشهر فقط كانت كافية ليعود نابولي سنوات عديدة إلى الخلف، ويوجد سببان حول تلك العودة الكارثية إلى الوراء، بداية من استعانة بمدرب لا يملك المؤهلات الكافية، لقيادة نادٍ ينتظره تحدٍ جديد للحفاظ على اللقب والبناء على نجاح موسم 2022/2023 التاريخي، حيث استعان، أوريليو دي لورينتيس، بالمدرب الفرنسي رودي جارسيا، والذي فشل بشكل ذريع في نادي الجنوب الإيطالي، لتتم إقالته بعد 16 مباراة فقط.
وتعجب الكثيرون من قرار دي لورينتيس، بتعيين جارسيا، رغم أن التقارير ربطت كل من أنطونيو كونتي وروبيرتو دي زيربي وجيوليان ناجلسمان ولويس إنريكي بهذا المنصب، لذا خابت آمال جمهور نابولى بعد التعاقد مع جارسيا، الذي لم يرفع أي لقب منذ عام 2011.
وجاء جارسيا لقيادة نابولي في يوليو 2023، ولكن سرعان ما رحل، وغادر في 14 نوفمبر 2023، حيث لم يفز إلا في 8 مباريات فقط بمُختلف المسابقات، وتعادل في أربع لقاءات وتعادل في مثلهم، لتتم إقالته سريعًا من الرئيس دي لورينتيس الذي تدخل لإنقاذ موسم فريقه، ولكن يبدو أنه قراره “أزاد الطين بِلة”.
وكان أنصار نابولي يشعرون بالقلق من أن دي لورينتيس كان تعهد بعودة نابولي إلى سابق عهده مرة أخرى، ولكن تم الاستعانة برجل تم إقالته فعليًا من قبل النصر لفشله في الحفاظ على لقب الدوري السعودي للمحترفين مع كريستيانو رونالدو.
وتحت قيادة جارسيا، عبّر اللاعبون عن إحباطهم من المدرب، حيث أظهر كل من أوسيمين وكفاراتسخيليا وماتيو بوليتانو غضبهم عند استبدالهم.
قرارات جارسيا، جعلت الجميع في نابولي غاضبين، بداية من الجماهير، مرورًا باللاعبين، إلى رئيس النادي، الذي اضطر إلى الدخول لغرفة خلع الملابس في مباراة إمبولي والتي انتهت بخسارة الفريق بهدف نظيف في الوقت القاتل بالدقيقة 91، في معقل أبناء الجنوب.
الكل شعر باستياء كبير في تلك المباراة، حيث كان ترك كفاراتسيخليا وزيلينسكي، وهما اثنان من أبطال الفوز باللقب الموسم الماضي على مقاعد البدلاء، الأمر الذي دفع دي لورينتيس للذهاب لغرفة خلع الملابس عقب نهاية المباراة للتحدث مع المدرب واللاعبين أنفسهم، حسبما أفادت صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية في 12 نوفمبر 2023.
أرقام نابولي بعد 24 جولة في موسمي 22/23 و23/24
الموسم | المركز | النقاط | أهداف سجلها | أهداف استقبلها |
2022/2023 | الأول | 50 | 46 | 14 |
2023/2024 | التاسع | 28 | 28 | 24 |
بعد قرار إقالة، جارسيا، تدخل أوريليو دي لورينتيس، مرة أخرى، وقام بتعيين المدرب الإيطالي، والتر ماتزاري، الذي كان يبتعد عن التدريب قبل عام من تاريخ تعيينه، وتنقل بين أندية تُصارع على الهبوط بعد نهاية موسمه الأول والوحيد في إنتر ميلان، حيث قاد تورينو لمدة عامين وكالياري لموسم واحد وكانت له تجربة سريعة أيضًا في الدوري الإنجليزي الممتاز مع واتفورد الذي كان على وشط الهبوط في موسم 16/17 تحت قيادته، وتلقى حينها الفريق 20 هزيمة في البريميرليج.
عودة والتر ماتزراي كانت بمثابة خطوة إلى الوراء، لم تفعل شيئًا على الإطلاق لاستعادة الثقة في دي لورينتيس بين جماهير النادي، والمدرب الإيطالي، ظل أربعة أشهر فقط، خاض فيهم 17 مباراة، انتصر في 6 لقاءات وتعادل في 3 بينما هُزم في ثماني مباريات، لتتم إقالته قبل يومين فقط من مباراة برشلونة، لتتم الاستعانة بمدرب إيطالي آخر، وهو فرانشيسكو كالزونا، المدير الفني لمنتخب سلوفاكيا.
بيع أربعة لاعبين.. وتراجع أداء النجوم
لم يُحافظ دي لورينتيس على أربعة لاعبين من القوام الأساسي للفريق، حيث تم بيع الكوري الجنوبي، كيم من جاي إلى بايرن ميونخ، والمقدوني إليف إلماس للايزبيج، بينما رحل المكسيكي هيرفنيج لوزانو، حتى المهاجم الإيطالي البديل أندريا بيتانيا غادر معارًا إلى كالياري، رغم أنه كان حلًا جيدًا، حيث أسهم في 12 هدفًا في 31 مباراة شارك في أغلبهم كبديل.
ومن اللافت للنظر في أداء نابولي أيضُا هذا الموسم، مُقارنةٍ بالموسم الماضي، هي ثنائية كفاراتسخيليا وأوسيمين، حيث فشل الثنائي في التسجيل في خمس من مبارياتهم الست الأخيرة في الدوري الإيطالي.
لم يصل كفاراتسخيليا إلى نفس المستويات بعد أن وضع معايير لا تصدق في عامه الأول في إيطاليا، حيث في الموسم الماضي، كان لديه 31 إسهامه تهديفية في 43 مباراة (سجّل 12، صنع 13)، بينما حتى الآن هذا الموسم سجّل 6 أهداف في 31 مباراة وصنع 5 آخرين.
رافعات لابورتا لم تنقذ تشافي في برشلونة
قاد تشافي برشلونة إلى المجد في الموسم الماضي، وأعاده لمنصات التتويج من جديد، ليتوج بلقب الدوري الإسباني وأول ألقابه مُنذ رحيل ليونيل ميسي، ولكن قائد البلوجرانا السابق كان ضحية لنجاحه، حيث لم يُبني على مجد إنجاز الموسم الماضي.
يلعب برشلونة مُبارياته في الموسم الجاري، بالكثير من الحذر، رغم أن الفريق وضعه ليس كارثيًا بمُقارنةٍ بنابولي، حيث يحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الليجا، ولكنه تعثر في 9 مباريات (6 تعادلات، 3 هزائم).
واستقبلت شباك برشلونة 34 هدفًا، حيث بات دفاعيًا هزيلًا للغاية، مُقارنةٍ بأندية منتصف وقاع الدوري، حيث كل من مايوركا (المركز الـ16)، وفاييكانو (المركز الـ14)، وألافيس (المركز الـ12)، بجانب خيتافي (10)، ولاس بالماس (9) استقبلت شباكهم أهدافًا أقل مُقارنة بالنادي الكتالوني.
السيناريو مُتشابه إلى حدٍ كبير في برشلونة، فالمدرب أيضًا الذي لم يقال حتى الآن سيرحل، حيث أعلن المدرب تشافي رحيله بعد الخسارة من فياريال (5-3) والتي جاءت بعد إقصاء من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا على يد أتلتيك بلباو بعد الهزيمة 4-2، وخسارة مدوية في نهائي كأس السوبر من ريال مدريد (4-1)، وأداء باهت ضد كل من جيرونا، أنتويرب البلجيكي في دوري أبطال أوروبا، ألميريا، ولاس بالماس، وحتى بارباسترو الذي ينشط في دوري الدرجة الرابعة الإسباني.
وعانى برشلونة من أجل التأهل إلى دور الـ16، حيث كانت الأولى التي يتأهل فيها من دور المجموعات، بعد موسمين من ذهابه للعب في مسابقة الدوري الأوروبي.
ويملك برشلونة أيضًا ذكريات سيئة من مبارياته الإقصائية في دوري أبطال أوروبا، حيث تعرض لهزائم مُذلة أمام كل من أتلتيكو مدريد، باريس سان جيرمان، روما، بجانب ليفربول، وبايرن ميونخ الألماني الذي حقق فوزًا تاريخيًا قبل 4 أعوام على النادي الكتالوني (8-2) في الموسم الأخير لليونيل ميسي بقميص برشلونة.