365TOPالدوري الإسبانيأخبار365TOP
الأكثر تداولًا

برشلونة والشعارات المزيفة ورشوة الحكام.. أكثر من مجرد نادٍ؟

أكثر من مجرد نادٍ “Més que un club” شعار نادي برشلونة والذي يعتبر أكثر من ذلك بكثير بالنسبة لكل محبيه لأنه غير مرتبط بكرة القدم فحسب، بل هو رمز للقضية الكتالونية ورغبتهم في الاستقلال، وفقا لمجموعة من القيم والمبادئ التي تجعل برشلونة مختلفا عن بقية الأندية.

في الفترة الماضية كان الحدث الأبرز في إسبانيا وعالم كرة القدم الأوروبية، قضية نيجريرا -نائب رئيس لجنة الحكام السابق- وحصوله على أموال من برشلونة والحديث عن رشوة الحكام لمجاملة برشلونة للفوز بالمباريات في الليجا.

وبعد سلسلة من البيانات الرسمية والتصريحات الصحفية وتبادل الاتهامات، خرج خوان لابورتا رئيس برشلونة في مؤتمر صحفي كنا ننتظر أن ينهي القصة للأبد ويثبت بالأدلة براءة ناديه، لكنه أشعل فتيل الحرب ويبدو أن القصة لم تبدأ بعد ولها فصول أخرى في الأيام القادمة.

ريال مدريد وبرشلونة.. سقطت الأقنعة

عداوة تاريخية بين ريال مدريد وبرشلونة، ييدو الأمر منطقيا بين غريمين في ظل صراعهما الأبدي داخل وخارج الملعب، المنافسة على البطولات والصفقات ورغبة كل نادي في التفوق على عدوه اللدود.

لكن وعلى غير العادة التقت مصالحهما في طريق دوري السوبر الأوروبي “السوبر ليج”، فتح فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد ذراعيه لكبار أوروبا لتدشين بطولة جديدة وانضم له ١١ ناديا أوروبيا تزعمهم بيريز ورافقه خوان لابورتا رئيس برشلونة الحالي، وأنييلي ممثلا عن يوفنتوس، بعد أن تخلى عنهم بقية الأندية التسعة خوفا من بطش اليويفا.

ارتدى بيريز عباءة القائد ورأى أن برشلونة يجب أن يكون حليفا له وليس منافسا حقيقيا في الوقت الحالي من أجل هدف اسمى للحفاظ على قيمة الأندية الكبرى مع حجم الاستثمارات المرعب للأندية المملوكة لكبار رجال الأعمال وهو ما سيؤثر على الأندية الجماهيرية العريقة، وأن الأموال القادمة من مباريات مستمرة بين كبار أوروبا ستجذب الجماهير والرعاة وتمنحهم أموالا ضخمة.

خوان لابورتا ادرك جيدا أن مصلحته مع فلورتينو بيريز، ومشروع السوبر ليج هو الفانوس السحري الذي سينقذ برشلونة مع معاناة النادي من أزمة مالية جعلته يفشل في الحفاظ على أسطورته ليونيل ميسي والعديد من اللاعبين ويفشل حتى اللحظة في تسجيل صفقاته الجديدة ودفع رواتب لاعبيه، واضطر لتفعيل رافعات اقتصادية جعلت النادي يبيع جزء من أصوله لسنوات مقبلة.

ارتدى الناديان الأقنعة، أقنعة الحب أو بمعنى أدق المصالح المشتركة، لن يحاول ريال مدريد ضم لاعبين من لاماسيا أو الفريق الأول لبرشلونة، مثلما فعل على مدار سنوات مع جاره في العاصمة أتلتيكو مدريد، سنسير على نفس الخط للوقوف ضد خافيير تيباس واتفاقية CVC بالرغم من موافقة النسبة الأكبر من الأندية في إسبانيا، حتى أن ريال مدريد رفض أن يقحم نفسه في البداية في قضية نيجريرا وبرشلونة قبل أن يقفز من المركب، بينما كان يعتقد لابورتا أن الجميع تخلى عنه إلا أنت يا صديقي، ففاجأه فلورتينو بيريز بيان رسمي مفاده أنا لست صديقك.

سقطت الأقنعة وعاد الوضع لما كان يجب أن يكون عليه من البداية. بعد بيان ريال مدريد الذي عبر عن قلقه بسبب خطورة الاتهامات وقرر الحفاظ على حقوقه، ومن هنا كانت بداية جزء جديد من المسلسل، الذي اشتعلت أحداثه في أخر حلقة عرضت على الشاشات، وكان بطلها لابورتا في مؤتمره الصحفي الأخير.

قضية نيجريرا

القصة باختصار، اتهام برشلونة بدفع أموال لنائب رئيس لجنة التحكيم السابق خوسيه نيجريرا، وتم إثبات خروج الأموال من برشلونة لصالح نيجريرا، الأمر الذي وصل إلى مكتب المدعي العام وسط توقعات بعقوبات على النادي.

برشلونة لم ينكر دفع الأموال إلى نيجريرا واعترف بذلك، لكن ليس من أجل رشوة الحكام أو تسهيل فوزهم بالمباريات، لكن لشركة خاصة مملوكة لنيجريرا لتقديم نصائح وتقارير فنية متعلقة بالتحكيم وهو أمر شائع.

أثبتت التحقيقات لاحقا أنه يحصل على أموال من برشلونة منذ 2003 لتقديم التقارير مقابل استشارات وتقديم تقارير للمسؤولين في النادي وكيفية التصرف وما ينبغي فعله أو عدم فعله أمام كل حكم يتم تعيينه لإدارة مباراة للبارسا.

ومع تطور الأحداث نشرت صحيفة الكونفيدينسيال تفاصيل مثيرة جدا للاهتمام تشير أن أكثر من 90% من دخل شركة نيجريرا الخاصة معتمد على الأموال القادمة من برشلونة! مما يعطي انطباعا أن الشركة قائمة بسبب أموال برشلونة التي توقفت مع رحيل نيجريرا عن منصبه الرسمي.

خوسيه نيجريرا رفض الشهادة أمام المدعي العام بعد تقديم تقرير طبي بأنه يعاني من إحدى مراحل الزهايمر المبكرة، ومع كل ما سبق وتأكيد برشلونة دفع الأموال لكن لسبب آخر، تزداد الشكوك أكثر وأكثر.

بافتراض حسن النية، وعدم وجود دليل على رشوة الحكام لمجاملة برشلونة وأن الأمر عبارة عن تقارير ونصائح فقط، فكرة التوجه لنائب رئيس لجنة الحكام وحدها تثير الشكوك لتضارب المصالح بين عمله الخاص ووظيفته في لجنة الحكام، وكان يمكن أن يلجأ لشركات أخرى تقدم نفس الخدمة. البديهي أن برشلونة لن يدفع للحكام بشكل مباشر ولو حدث ذلك عن طريق نيجريرا أو غيره لن يعترف مرتشي بحصوله على الرشوة وإدانة نفسه.

لابورتا .. بص العصفورة!

أصبحنا نعلم جميعا خدع لابورتا، وقدرة رجل المحاماة والسياسة المخضرم في اللعب بالألفاظ أو تحويل الاهتمام إلى أمور أخرى لنسيان المشكلة الرئيسية، تحدثنا عن شخصيته بتفاصيل أكبر في مقال سابق (مستر لابورتا.. عودة أخطر نصاب في العالم).

ومع كل ما سبق وإثبات أن هناك نقود خرجت من خزينة النادي لصالح نيجريرا والحديث عن سبب الدفع كونه شرعيا ولا يحتمل الشبهات، وتطور الأحداث مع ظهور أدلة جديدة ودخول اليويفا على الخط وتمهيد لعقوبات محتملة مع تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي بأنه أخطر ما شاهده في كرة القدم، يبدو أن لابورتا فقد قدرته على حل المشكلة، وقرر اتباع نظرية “بص العصفورة”.

قضية نيجريرا ورشوة الحكام؟ جميعنا نعلم أن النادي المفضل تاريخيا وحاليا في القرارات التحكيمية هو ريال مدريد، نادي الدولة والنظام، كأننا نسأل السؤال الشهير في طفولتنا، البحر أوسع أم النخل أطول؟ فتكون الإجابة القطار أسرع.

لابورتا يعلم جيدا أن هناك قضية ضد برشلونة، ودوره إثبات صحة موقف ناديه بالأدلة والبراهين، لكنه قرر تحويل أنظار الجميع تجاه العصفورة أعلى غصن الشجرة، ليكون الحديث عن ريال مدريد بتصريحات عاطفية ستحبها جماهير فريقه، وسيجر الطرف الآخر إلى مشكلة تشتت الانتباه بعيدا عن القضية الرئيسية، ليتحول الأمر بعد الفيديو الذي نشره ريال مدريد عبر حسابه الرسمي على تويتر إلى “من النادي المفضل من النظام في إسبانيا”، بدلا من “برشلونة متهم بدفع أموال لنائب رئيس لجنة الحكام السابق”.

لابورتا ألقى النرد من جديد في انتظار النتيجة وهو يعلم تماما عواقب فعله، دخل في صراع جديد مع ريال مدريد ورئيسه فلورتينو بيريز هو في غنى عنه في الوقت الحالي نظرا للصراعات في مختلف الجبهات، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لن يغير موقفه وسيستمر في مشروع السوبر ليج.

وبالتالي اتخذت القضية مسارا جديدا، قد ينجح من خلاله مخطط لابورتا والسير على المضمار الذي يحبه جماهيره بإلقاء التهم على ريال مدريد وخطف الأنظار بعيدا عن قضية نيجريرا، ومع منافسة فلورتينو بيريز ستكون باقي فصول القصة القادمة مثيرة للاهتمام حقا!

أكثر من مجرد نادٍ؟

وبالعودة إلى شعار النادي الذي تحدثنا عنه في البداية، والتمسك بالقيم والعادات كون برشلونة النادي الذي يتعرض دائما للظلم عكس بقية الأندية أو على أقل تقدير منافسه ريال مدريد، فيتم اتهام نادي العاصمة بكونه النادي الأكثر حظا وموالاة للنظام من أيام الملك فرانكو، وبالتأكيد هو النادي المفضل للحكام.

فرانكو كان ديكتاتورا حقا، أعدم رئيسا سابقا لبرشلونة وأشعل حربا أهلية وقصف مقر النادي وتسبب في موت نصف مليون إسباني، وبعيدا عن كل الجرائم التي ارتكبها في حق الانسانية يتم تصدير صورته عند ذكر اسمه في كل مرة كونه سبب نجاحات ريال مدريد وتفوقه على برشلونة في عصر الأبيض والأسود وتدخل دباباته في كلاسيكو 11/1 الشهير، لكنها ليست الصورة الكاملة التي يراها كل طرف من الجانب الذي يروق له.

ومن هنا، يتضح قوة برشلونة في تصدير الجانب الذي يراه فقط، أفعال فرانكو الديكتاتورية أضرت برشلونة وريال مدريد أيضا، كما أن ريال مدريد تعامل بنفس المنطق في مقطع الفيديو الذي نشره عن فشل النادي في الفوز بالليجا 15 سنة في عصر فرانكو ومساعدته لبرشلونة في افتتاح ملعب النادي، لكنها من وجهة نظر واحدة لإثبات أن النادي معه كامل الحق وهذه ليست الصورة كاملة أيضا، لكن المفاجأة أن قطاع كبير من جماهير كرة القدم لم تكن تعلم ذلك وكانت ترى الموضوع من الجانب الذي صدره برشلونة فقط!

ليس برشلونة فقط من تضرر من نظام فرانكو بل ريال مدريد أيضا، رئيس برشلونة ألقى التهم نحو ريال مدريد كونه النادي المفضل للحكام وللنظام، لكن الحقيقة الواضحة التي لا تقبل للشك أن برشلونة هو الوحيد المتهم في ذلك ووجود أدلة أمام الجهات المعنية للتحقيق فيها وليس ريال مدريد كما يتحدث لابورتا، لكن برشلونة يضع نفسه في مكانة بعيدة عن كل الأندية كونه أكثر من مجرد نادٍ، فهل هو في تلك المكانة حقا؟

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب .. للتواصل معه عبر: فيس بوكانستجرامتويترتيك توك

أحمد يحيى

صحفي مصري خبرة 13 عامًا في المجال الرياضي، وأدير فريق عمل 365Scores في مصر منذ أكثر من 4 سنوات

1057 مقال