باير نيفرلوزن.. عندما تتحول الجرينتا إلى كوميديا
باير نيفر لوزن الألماني يبدو وأن الاسم الجديد للوهلة الأولى مضحكًا ولكنه أصبح حقيقة من الواقع الذي تعيشه جماهير الراين هذا الموسم تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو.
ولا شك أن ما يحدث مع باير ليفركوزن هذا الموسم في ظل سلسلة الانتصارات المتتالية والعودة في الوقت القاتل من المباريات وقلب النتيجة في اللحظات الأخيرة، أصبح واقع كوميدي تعيشه الجماهير عبر المنصات الاجتماعية.
في البداية لم تكن الأنظار موجهة نحو ليفركوزن، وكان الاتجاه السائد هو الانتظار حتى الأسابيع الأخيرة من المسابقة لمشاهدة بايرن ميونخ كالعادة على منصات التتويج في مسابقة امتلكها العملاق البافاري لسنوات طويلة.
ومع مرور الوقت بدأت سلسلة انتصارات ألونسو مع ليفركوزن وللوهلة الأولى توقعت الجماهير بأنها نشوة البداية وأنها مجرد سلسلة غير متكملة مثلما حدث مع جيرونا في إسبانيا، ولكن خيب ألونسو ظن كافة المشككين واستمر في الانتصارات والأداء المميز، ليزداد معها متابعة الجماهير لما يقدمه ليفركوزن.
وفي كل مرة يتأخر الفريق في النتيجة، تظن الجماهير أنها لحظة الخسارة الأولى ، إلا أن الفريق يعود في الدقائق الأخيرة رافضًا الهزيمة، تكرر هذا المشهد طوال الموسم حتى مواجهة روما الإيطالي في إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي، فبعد أن كان الفريق متأخرًا في النتيجة بهدفين دون رد عاد من بعيد ليتعادل ويخطف بطاقة التأهل والعبور إلى المباراة النهائية، ومعها انطلقت التغريدات والرسائل المضحكة لما يقدمه ليفركوزن مع ألونسو ومن أبرزها عبارة ( باير نيفرلوزن) ، في إشارة إلى تحويل اسم الفريق إلى رسالة كوميدية بعدم الخسارة.
باير نيفرلوزن.. عندما تتحول الجرينتا إلى كوميديا
ريمونتادا معتادة وصفت بالإعجاز
قدم ليفركوزن مع ألونسو سلسلة إعجازية على مستوى تحقيق الريمونتادا خلال موسم 2023/2024، فالفريق الألماني مع ألونسو ظلت الجماهير تترقب سقوطه في كل مباراة، ولكنه خالف التوقعات وأنهى كافة الشكوك.
عاد ليفركوزن من بعيد في مباريات إعجازية في الثواني الأخيرة أبرزها أمام بايرن ميونخ وهوفنهايم وبوروسيا دورتموند وشتوتجارت على مستوى الدوري الألماني.
كما حقق الريمونتادا في أكثر من مناسبة على المستوى الأوروبي أمام كارباخ أجدام الأذربيجاني ووست هام يونايتد وأخيرًا أمام روما الإيطالي ليؤجل معها الفريق سقوطه في أول هزيمة هذا الموسم.
لم يكتفي ليفركوزن بإنجاز الريمونتادا المتكررة، بل وقع على حدث غير مسبوق بالوصول إلى أكبر سلسلة مباريات دون هزيمة خلال 49 مباراة، ليصبح أكثر فريق أوروبي يحافظ على سجله خالٍ من الهزائم على مر التاريخ، ويسكر رقم بنفيكا البرتغالي الذي نجح في الوصول إلى 48 مباراة في الفترة ما بين 1963 إلى 1965 دون هزيمة.
ثلاثية تاريخية
لم يكتفي تشابي ألونسو بالتتويج مع باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني فقط، وذلك قبل أسابيع على نهاية المسابقة، بعدما نجح في التفوق على الكبار والتحليق في الصدارة بفارق كبير من النقاط.
ويملك ليفركوزن فرصة كبيرة لخطف لقبين آخرين هذا الموسم بعد التتويج بالدوري الألماني، إذ تأهل فريق الراين إلى نهائي بطولة كأس الملك لمواجهة كايزرسلاوترن في مباراة قد تبدو سهلة على كتيبة ألونسو، كما نجح الفريق في التأهل إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي بعد إقصاء روما من نصف النهائي لمواجهة فريق أتالانتا بالمباراة النهائية.
ولا شك أن جماهير الراين، وصلت لمرحلة كبيرة من الطمع والشغف مع تشافي ألونسو، مما جعل المدرب مطالب دائمًا بالانتصارات والبحث عن التتويج بآخر لقبين في الموسم لتحقيق الثلاثية التاريخية.
⚫️🔴 𝑨𝑳𝑳𝑬𝒁 𝑨𝑳𝑳𝑬𝒁 𝑳𝑬𝑽𝑬𝑹𝑲𝑼𝑺𝑬𝑵 𝑨𝑳𝑳𝑬𝒁 ⚫️🔴#B04ASR | #Bayer04 #UEL #aCROSSeurope pic.twitter.com/uVi7qumIj8
— Bayer 04 Leverkusen (@bayer04_en) May 9, 2024
جينات الملكي أم نشوة البدايات
انقسم جزء كبير من الجماهير والمحللين حول مستوى ليفركوزن مع تشابي ألونسو، حيث رأي جزء منهم أن ما وصل له ألونسو مجرد نشوة البداية مع الفريق في ظل ضعف خصومه في ألمانيا، فيما رأي البعض الآخر أن ألونسو يتمتع بجينات ملكية خاصة بعد سنوات رائعة في ريال مدريد تعلم فيها من الإيطالي كارلو أنشيلوتي سر الإدارة واكتسب من القميص الأبيض الروح القتالية.
ولكن إذا كنا نتفق مع الشق الأول من الأراء بأن تفوق ألونسو مع ليفركوزن كان مجرد نشوة بداية، فلن يتكرر طوال الموسم، وإذا اتفقنا على أن عاملي الحظ والتوفيق ساعدوه فليس أيضًا في كل المباريات، عامل التوفيق جزءًا أساسيًا في الفوز والانتصار ولكن أن يصادفك دائمًا وفي كل المرات أمر غير صحيح.
ما وصل له تشابي ألونسو شيئًا من الخيال، جاء ليكلل مسيرة لاعب كان من الأبرز في مركزه، اتسم بالقتال داخل الملعب رافضًا الهزيمة، شرب روح الانتصارات من معقل الملكي وتعلم من كفاح أنشيلوتي، ليكلل في النهاية هذه المجهودات ويكتب اسمه ضمن قائمة أفضل المدربين في العالم.