اللحظات الصعبة.. وقت ياسين بونو المُفضل للتألق
محفوفة باللحظات الصعبة والتقلبات غير المتوقعة هي مسيرة الحارس المغربي ياسين بونو، فهذا الأخير غامر بكل شيء قبل سنوات من أجل تحقيق حلم اللعب في أوروبا والتحول لواحد من أفضل الحراس في العالم.
ويُعتبر ياسين بونو، من بين أفضل حراس المرمى في العالم، وقد عُرف بقدرته الاستثنائية على التألق في اللحظات الصعبة، حيث يُظهر بشكل مستمر كفاءة عالية وثقة في الأوقات الحرجة.
فالحارس المغربي يملك شخصية فريدة من نوعها، وعوض أن يتأثر باللحظات الصعبة التي يعيشها، يبدو أنه يستغلها كمصدر طاقة إضافية من أجل تقديم أفضل ما لديه، وذلك ما تُظهره مجموعة من القصص التي شكلت جزء ا كبيراً من مسيرته.
ففي 2011، صعد ياسين بونو إلى الفريق الأول للوداد، ولكنه وقتها كان حارساً احتياطياً للمخضرم نادر المياغري، وظل ينتظر نصف فرصة من أجل الانقضاض على المركز الأساسي.
وشاءت الأقدار أن يتعرض نادر المياغري لإصابة قوية قبل 4 أيام من إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا والذي سيلعبه الوداد ضد الترجي التونسي بملعب رادس.
وهنا، كانت الفرصة مواتية لياسين بونو من أجل إظهار مهاراته وقدراته، فعلى الرغم من الضغوطات التي كانت منصبة عليه كونه يلعب أول مباراة مع الفريق الأول، إلا أنه أظهر شخصية كبيرة.
وبالفعل، فقد قدم الحارس المغربي مستويات جيدة للغاية في المباراة، فعلى الرغم من خسارة الوداد بهدف نظيف، إلا أن الحارس الشاب أنقذ مرماه من 4 أو 5 أهداف محققة.
الانتقال إلى أتلتيكو مدريد.. صعوبات جديدة:
مع انتهاء موسم 2010/2011، فاجأ ياسين بونو الجميع بانتقاله إلى الفريق الثاني لأتلتيكو مدريد، حيث قرر الحارس الشاب أن يسلك الطريق الصعب طمعاً في شيء أكبر.
لكن الحارس المغربي عانى من نفس المشكل الذي واجهه في الوداد، فالفريق الأول للروخي بلانكوس وقتها كان يمتلك تيبو كورتوا المتألق، وهو ما جعل فرص بونو مع أتلتيكو مدريد معدومة رغم تألقه مع الفريق الثاني.
بعدها قرر ياسين بونو أن ينتقل إلى سرقسطة الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، وهناك تحدى مرة أخرى الصعوبات، وأظهر نفسه للعالم بشكل مميز قبل أن ينتقل لجيرونا الذي منحه فرصة اللعب في الدرجة الأولى.
إشبيلية.. ياسين بونو صبر فنال:
لكن اللحظات الصعبة عادت لتُصادف ياسين بونو من جديد بعد أن هبط جيرونا للدرجة الثانية مع نهاية موسم 2018/2019، وهنا وافق الحارس المغربي على الانتقال إلى إشبيلية معاراً رغم أنه كان يعرف بأنه سيلعب احتياطياً.
ولكن ياسين بونو بفضل عزيمته وصبره، عرف كيف يستغل تلك اللحظات الحرجة، فمع إصابة الحارس الأساسي لإشبيلية فاتشليك انقض الحارس المغربي على فرصة العمر كالأسد الجائع.
وسرعان ما استغل ياسين بونو تلك الفرصة حيث بات حارساً أساسياً وقاد إشبيلية في نهاية الموسم للتتويج بلقب الدوري الأوروبي، وهو ما جعل النادي الأندلسي يشتري عقده بشكل نهائي.
وفي موسمه الأخير مع إشبيلية، تحول ياسين بونو إلى حارس احتياطي، حيث قرر المدرب لويس مينديليبار الاعتماد على ماركو دميتروفيتش كحارس أساسي.
ولكن ياسين بونو تمسك بالصبر مرة أخرى، ولم يفتعل أي مشاكل، بل انتظر فرصة للرد على المشككين، وبالفعل، فقد شارك الحارس المغربي في نهائي الدوري الأوروبي وقاد فريقه للفوز على روما بركلات الترجيح.
ووقتها أثبت ياسين بونو، أن اللحظات الصعبة هي المفضلة بالنسبة له للتألق، الأمر الذي يدل على شخصيته القوية، وبأنه لا يتأثر بالظروف مهما بلغت صعوبتها.