نقص في النمو؟ لن تُصدق الظروف التي مر منها نصير مزراوي
إذا كنت تعتقد أن الطريق التي مرّ منها نصير مزراوي للوصول إلى إحدى أكبر الأندية في العالم، كانت سهلة وبلا عقبات، فأنت على الأغلب مُخطئ.
فعلى الرغم من موهبة نصير مزراوي وطموحه الكبير، إلا أن هذه العوامل ليست كافية للوصول إلى قمة كرة القدم، بل هناك مفاتىح أخرى ضرورية، وعلى رأسها الصبر، عدم الاستسلام، الإرادة والعل الجاد.
فاللعب في أندية مثل بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد، ليس بالأمر السهل بتاتاً، ويدل على أن نصير مرزاوي لديه إمكانيات كبيرة بالفعل، رغم المعاناة التي عاشها في طفولته.
عندما كاد أن يترك نصير مزراوي كرة القدم:
عندما بلغ من العمر 3 سنوات، التحق نصير مزراوي بنادي ألفينيس بويز، وفي إحدى جولات كشافي نادي أياكس أمستردام، نال النجم المغربي إعجابهم وبالفعل فقد تعاقد معه النادي الهولندي الكبير.
لقد كان حلماً كبيراً تحقق بالنسبة لمزراوي أن ينضم للفريق الشهير أياكس أمستردام، لكنه اصطدم بواقع مرير مفاده أن كرة القدم صعبة للغاية وليست أبداً بالسهولة التي كانت تبدو عليها.
فاقتنع مزراوي أن أمامه شيئاً واحداً لا مفر منه وهو أن يُقاتل من أجل تحقيق أحلامه، ولكن رغم ذلك، فقد كان مستواه في الأكاديمية سيئاً مقارنة بباقي زملائه.
يقول نصير مزراوي حول هذه اللحظة: “كان الأمر صعباً للغاية، كنت أتساءل لماذا لا أكون في نفس مستوى زملائي”.
وتابع: “أغلبهم مر بفترات عصيبة من أجل أن يثبت نفسه، لكن كان علي أيضاً أن أبذل المزيد من الجهد لأصل إلى المستوى الذي يرضي مسؤولي النادي”.
وعانى نصير مزراوي خلال تواجده بالفئات السنية لأياكس من الكثير من التهميش، لدرجة أنه فكر في ترك كرة القدم نهائياً، والسبب في ذلك، يقول نصير: “كلما اقتربت من الصعود للفريق الأول، كان لا يتم تصعيدي، وفي مقابل ذلك، يتم تصعيد زملائي”.
هذا السبب، جعل نصير مزراوي يشعر بالإحراج كثيراً، لأن زملاءه يُوقعون عقوداً احترافية ويقتنون السيارات الفارهة، بينما كان النجم المغربي يصل لأكاديمية النادي بدراجة هوائية.
كما عانى نصير مزراوي من مشكلة في النمو، الأمر الذي جعله يظهر بحجم أصغر من بقية الأطفال، مما انعكس بالسلب على نفسيته.
مشاكل مزراوي في النمو جعلت بنيته الجسمانية ضعيفة مقارنة بأقرانه، وهو ما يفسر ضعف مستواه في الفئات السنية، لكن أطباء النادي نجحوا في وضع برنامج خاص له، الأمر الذي جعل مستواه يتحسن مع أياكس أمستردام.
اللحظة التي تغير فيها كل شيء في حياة نصير مزراوي:
وبسبب تعدد مراكزه، حيث يلعب كظهير أيمن وكجناح هجومي وكلاعب وسط، وقع نصير مزراوي على أول عقد احترافي له مع أياكس في 2016، فيما تم تصعيده للفريق الأول عام 2018.
يقول نصير عن تلك اللحظة: “عندما تقدمت في السن وأصبحت أكثر نضجاً، كانت النسبة 50 50 تقريباً [ما إذا كنت سأنجح]. كان الأمر إما أن أعيش أو أموت، لأنه في تلك اللحظة تصل إلى نقطة اللاعودة”.
وتابع: “لقد كان الأمر وكأنني ذهبت إلى هناك بكل قوتي، ومنذ تلك اللحظة فصاعداً، لم أعد أنظر إلى الوراء بشأن كيفية مروري بالمراحل وعبور الأكاديمية، لم أعد أنظر إلى الوراء. كنت أتطلع إلى الأمام فقط”.
وأضاف: “كان لدي هدف وهو القتال من أجل الحصول على عقد وأن أصبح لاعب كرة قدم محترفاً لأنني كنت قريباً جداً من ذلك، وكان بإمكاني أن أشعر بذلك”.
وبعدما لاحظ إيريك تين هاج مدرب أياكس وقتها، أن مزراوي تطور على الصعيد البدني، قرر إشراكه كأساسي في المباريات بدلاً من فيتمان، ليبدأ نصير في مشوار تألقه مع النادي الهولندي.