الرافعات الاقتصادية.. أنقذت برشلونة أم ستقضي على مستقبل النادي ؟
وكأن برشلونة أضحى خلال السنوات الأخيرة كالصندوق الأسود لطائرة سقطت في مكان ما وتم العثور عليها حديثًا، كلما تم إخراج شيء من محتواه تتجدد الأزمات وتتضاعف بشكل أكبر.. وما زالت الحلول مختفية.. فإلى أين ستأخذ تلك الأزمات النادي الكتالوني ؟
ربما إجابة السؤال السابق ستقع على عاتق رئيس برشلونة القادم، بعد انتهاء فترة خوان لابورتا تمامًا، خاصة وأن لابورتا وضع برشلونة في ورطة لا مفر منها بعد سنوات.. بعدما قرر بيع أصول النادي الكتالوني للتخلص من الديون المتراكمة عليه!
متى بدأت أزمة برشلونة الاقتصادية ؟
تسلم لابورتا رئاسة برشلونة قبل عام ونصف تقريبًا، ليجد أمامه جبل من الأزمات التي لا بد من حلها أولًا قبل أي شيء آخر، عقود ضخمة للاعبين ومديونية ربما أدت لعدم قدرة النادي الكتالوني في إجراء أية صفقات جديدة، وأزمات كبرى أخرى كانت ستؤدي بطبيعة الحال إذا استمرت لإفلاس النادي تمامًا.
ففي مارس 2021، وصلت ديون العملاق الكتالوني إلى 1.35 مليار يورو! وكان على برشلونة دفع 103% من دخل النادي فقط كرواتب للاعبي الفريق الأول!
تضاعفت تلك الأزمات مع رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة، في صيف 2021، بسبب عدم قدرة النادي على تجديد عقده بسبب أزمة كتلة الأجور الباهظة التي عانى منها الفريق الكتالوني في تلك الفترة.
حتى أن أغلب تعاقدات البلوجرانا في أول موسم لخوان لابورتا في كامب نو، كانت صفقات مجانية تمامًا دون أية مقابل مادي، بعد التوقيع مع سيرجيو أجويرو – إريك جارسيا وممفيس ديباي وآخرين.
وبرغم أن التوقيعات كانت مجانية تمامًا إلا أن برشلونة عانى الآمرين حتى تم تسجيلها في قائمته الرسمية للموسم الجديد، كما حدث بالضبط في الميركاتو الشتوي الذي جاء بعده مباشرة، وتحديدًا مع صفقة فيران توريس.
ومؤخرًا، تسبب ميركاتو برشلونة الضخم الذي عقده في صيف 2022 الحالي، في خروج بادرة أزمة مستقبلية قد تؤثر على النادي الكتالوني بشكل كبير.
تعاقد برشلونة في صيف 2022، مع كلًا من: بابلو توري (5 مليون يورو) – أندرياسي كريستنسن وفرانك كيسي (مجانًا) – رافينيا دياز (58 مليون يورو) – روبرت ليفاندوفسكي (45 مليون يورو) وأخيرًا جول كوندي (50 مليون يورو).
ميركاتو صيفي ربما كلف خزائن البلوجرانا قرابة الـ 158 مليون يورو بعد التوقيع مع 6 لاعبين فقط لتجديد دماء الفريق الأول، وإعادته لما كان عليه في سابق عقده، مبلغ ربما وضع برشلونة في ورطة أمام القوانين الخاصة بـ”لا ليجا”.
حيث تفاجئ برشلونة أنه غير قادر على تسجيل الـ 6 لاعبين الجدد في قائمته! بسبب قانون اللعب المالي النظيف وعجز خزينة النادي الكتالوني بقرابة الـ 150 مليون يورو إلى جانب كتلة الأجور التي لا تزال مرتفعة جدًا.
حتى وجد خوان لابورتا ويده اليمنى “ماتيو أليماني” الحل السحري الذي يتجسد في ” الرافعات الاقتصادية “، في وسيلة وجدها النادي الكتالوني للحصول على سيولة مالية ربما يتخطى بها محنته مؤقتًا.
ربما تخلى لابورتا بتلك الخطوة عن مستقبل النادي من أجل إنقاذ الوضع الحالي سريعًا، خطوة قد يدفع ثمنها غاليًا الرئيس القادم للنادي الكتالوني، عندما يبحث عن أصول النادي ليجد جميعها قد تم بيعه بالأساس.
الرافعات الاقتصادية – حل سحري أم قشة ستقسم ظهر برشلونة ؟
فكر خوان لابورتا لإنقاذ ناديه من أزمته الاقتصادية، بتفعيل بيع الرافعة الأولى، والتي تتجسد في بيع نسبة تصل إلى 49.9% من أسهم شركة التسويق (BLM)، لكنه وجدها غير كافية لإنعاش الفريق الأول بصفقاته.
فقام ببيع الرافعة الثانية، بنسبة 25% من حقوق البث التلفزيوني للنادي الكتالوني، وسرعان ما اضطر لبيع الرافعة الثالثة بنسبة 24.5% من مشروع ستوديوهات برشلونة!
كل هذه الرافعات أنعشت خزائن النادي الكتالوني بحوالي 607.5 مليون يورو مع أرباح إضافية، هذا المبلغ الضخم كان سيساعد برشلونة في التخلص من قيود اللعب المالي النظيف!
إلا أن رابطة الليجا صفعت برشلونة بقرارها، بعدما أكدت أن قيمة الرافعات الثلاثة سيتم احتسابهم بقيمة 517 مليون يورو وليس 667 مليون يورو كما كان متوقع! وأن هذا المبلغ غير كافِ لتسجيل صفقات برشلونة أيضًا
لذا فكر برشلونة في تفعيل الرافعة الرابعة عن طريق بيع24.5% من مشروع ستوديوهات برشلونة مُجددًا، وبمقابل وصل إلى 100 مليون يورو!
هنا.. سمح لا ليجا لنادي برشلونة بتسجيل صفقاته أخيرًا، لكن تم تسجيل 5 لاعبين: ( بابلو توري – كريستنسن – كيسي – رافينا – ليفاندوفسكي )، وتبقى فقط جول كوندي سيتم تسجيله في وقتِ لاحق هذا الموسم.
لكن رغم كل ذلك، فلا يزال النادي الكتالوني لديه أزمات كبيرة، تحديدًا أزمة الرواتب الضخمة والعقود المليئة بالشبهات القانونية التي تم توقيعها في فترة ولاية الرئيس السابق لبرشلونة، بارتوميو.
عقود الثلاثي جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس إلى جانب فرينكي دي يونج، لا بد من تخفيض قيمة الرواتب بشكل سريع للغاية، بجانب العمل على إلغائها والعودة للعمل بالعقود القديمة قبل تجديد عقودهم.
صحيفة “ذا أثليتيك” قالت أن جيرارد بيكيه أحد قادة برشلونة حاليًا، تنازل عن راتبه الموسم الحالي على أن يتقاضاه الموسم المقبل لكي يتمكن من مساعدة برشلونة في حل أزمة تسجيل الصفقات الجديدة هذا الصيف، لكن هذا حل سيجلب أزمة جديدة لبرشلونة الموسم المقبل، إذا لم يجد لابورتا أموالًا كافية في خزينته الموسم القادم!
لكن لا يزال سيرجيو بوسكيتس وفرينكي دي يونج يرفضون تقديم أية حلول للنادي الكتالوني لعبور تلك الأزمة، خاصة وأن اللاعب الهولندي لديه رواتب متأخرة بقيمة 17 مليون يورو وهي قيمة رواتبه مجمعة من الموسمين الماضيين!
خطورة الرافعات الاقتصادية – الحل في يد برشلونة!
الجميع يعلم أن الرافعات الاقتصادية ربما ستأخذ برشلونة نحو نفق مظلم تمامًا، خاصة وأن النادي سيضطر لتقبل خسارة مبلغ قدرة 40 مليون يورو كان ينعش خزينة النادي سنويًا، قادمًا من حقوق البث التلفزيوني!
لكن نادي برشلونة سيخسر تلك الأموال الصخمة ليس عام أو عامين، بل لـ 25 عامًا، بعدما باع نسبة 25% من حقوق البث التلفزيوني لشركة sixth street عندما فعّل الرافعة الاقتصادية الثانية.
بخلاف المبالغ التي سيخسرها النادي الكتالوني في مشروعات ستوديوهات برشلونة طوال تلك الفترة أيضًا!
وسيتعين على الفريق الكتالوني المنافسة بكل ما أوتي من قوة في الموسم الجديد، من أجل العودة للمنافسة على البطولات والألقاب مُجددًا، خاصة وأن العودة للتواجد بين الكبار ستُدر بالمكاسب المالية على النادي الكتالوني وكذلك ستزيد دخله على المستوى التسويقي.