الدوري المصري.. ما بين انعدام الطموح وضرورة إلغاء هذا الموسم
“لقد حققت هدفي ووصلت إلى ما أطمح به”، تصريح أطلقه علي ماهر المدير الفني لفريق فيوتشر، مبررًا الهزيمة التي تلقاها على يد الأهلي ضمن منافسات مسابقة الدوري المصري الممتاز.
تصريح قد يراه البعض منطقيًا جدًا، خاصة في ظل تأهل فيوتشر للمشاركة في كأس الكونفدرالية للموسم الجديد إلى جانب حصده لقب كأس الرابطة المصرية في أول موسم له ضمن دوري الأضواء والشهرة.
أما البعض الآخر، فقد يرى أن هذا التصريح يفتقد إلى الطموح في أي شيئاً مستقبلي، أو استسلام للأمر الواقع في المنافسة داخل مسابقة الدوري المصري.
ولعل أبرز كلمة اشتهرت داخل منافسات الدوري المصري الممتاز، هو مصطلح الطموح، والذي أصبح محط سخرية من جانب معظم جماهير الكرة المصرية، بعدما أطلقه رمضان صبحي كأحد أسباب انتقاله إلى صفوف بيراميدز تاركًا الأهلي صاحب التاريخ الطويل.
ولعلك عزيزي القارئ تسأل نفسك ما دخل هذا بذاك، ولماذا تم ربط الحدثين ببعضهما بهذا الشكل، ولكن هذا يدعونا نتساءل هل الدوري المصري يفتقر للطموح بالفعل أم ماذا؟!
بيراميدز الوجه الأول للطموح في الدوري المصري
عندما تم إطلاق مشروع بيراميدز بعدما اشتراه تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، ليبدأ بذلك منافسة جديدة ومشوار جديد داخل منافسات الدوري المصري.
ولم يتوان وقتها آل الشيخ في دعم صفوف بيراميدز بصفقات قوية وعالمية من أجل إظهار قوته الشرائية، والتأكيد على أنه جاء لينافس على لقب الدوري، الأمر الذي جعلنا ننظر إليه كمشروع يضاهي ما وصل إليه مانشستر سيتي الإنجليزي مع ملاكه الإماراتيين.
ولكن سرعان ما هبط هذا الطموح، وتم اختزاله على المستوى المحلي في المنافسة على المركز الثالث ضمن جدول ترتيب الدوري والفوز على الأهلي، «الانتصار على الفريق الأحمر وهذا كل شيء».
وعلى الرغم، من تفوق بيراميدز على المستوى الإفريقي، حيث وصل إلى نهائي كأس الكونفدرالية موسمين، والخروج من نصف النهائي في موسم أخر، إلا إنه على المستوى المحلي لم يحقق شيئًا، وهنا يجعلنا نضع سؤالًا واحدًا، أيعود السبب في ذلك، إلى استسلام لاعبي الفريق إلى واقع إن المنافسة في مصر تنحصر بين الأهلي والزمالك فقط
هل أظهر علي ماهر الحقيقة انعدام الطموح في الدوري المصري؟
ليأتي بعد ذلك علي ماهر، ليؤكد أنه لا وجود لما يسمى بالطموح، داخل الدوري المصري، حيث أصبح الأمر مسلم به أن الأهلي أو الزمالك هو صاحب اللقب وباقي الفرق تتنافس فقط على أرقام المراكز، التواجد في المربع الذهبي أو اللحاق بمركز متقدم وهناك ما يركز فقط على الابتعاد عن منطقة الهبوط.
ولكن لنكن أكثر واقعية، ففي ظل القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة المصري، باعتماد أسماء الفرق الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري للدور الأول للمشاركة في البطولات الإفريقية مع ترك المنافسة على حصد اللقب لباقي للموسم.
موسم فاق خيال مسئولي فيوتشر؟
ربما لو كنا سألنا إدارة فيوتشر وقت صعود النادي للمشاركة في الدوري الممتاز، للمرة الأولى، كانت الإجابات ستتمحور حول، استمرار التواجد في دوري الأضواء والشهرة، أو احتلال مركز متقدم في منتصف الجدول، وقد تسمع همهمة فقط من بعيد عن حلم المربع الذهبي، وهو يدري في قرارة نفسه أنه أمر أشبه بالمستحيل.
دعونا، نكن واقعيين، خلال هذا الأمر إنه لم يقوى أي نادٍ قد صعد إلى منافسات الدوري الممتاز حديثًا، أن يتحلى ببعض الثقة في نفسه وإمكانياته ليؤكد على رغبته في المنافسة على التواجد في المربع الذهبي، أو حتى احتلال الوصافة، لذلك ما وصل إليه فيوتشر خلال هذا الموسم، هو أمر فقد فاق كل توقعات مجلس إدارته.
وهنا علينا أن نطرح سؤالا هامًا، مادام تم اختيار الفرق الأربعة المشاركة في إفريقيا، لماذا لا نعتمد على نتائج الدور الأول للموسم ككل وينتهي بذلك أكبر مشكلة تواجه منافسات الدوري المصري.
الدوري المصري الذي تنتهي منافساتها بشكل مستمر مع بداية الدوريات في الدول الأخرى، وهو الأمر الذي يؤثر على سوق الانتقالات إلى جانب جودة اللاعبين الذين يتم استهلاكهم بشكل فج، دون الحصول على فترة راحة كافية بين الموسمين، إلى جانب إعداد الفريق، ف قليلا ما نجد ناد يستطيع أن يقيم معسكر تحضيري بشكل كامل من أجل الاستعداد للموسم الجديد.
إلغاء الدوري المصري؟
الاكتفاء بنتائج الدور الأول، كان سينهي الدوري المصري منذ شهر أو أكثر، وهو ما سيمنح الفرق ما تحتاج إليه من فترة راحة كافية للاعبين وإمكانية إقامة معسكرات تحضيرية للموسم إلى جانب سوق انتقالات طبيعي.
ولكن نجد أن هذا الاقتراح يقابل بكثير من الرفض تجعله أشبه بالمستحيل، خاصة في ظل مخاوف من الخسائر المالية الكبيرة بسبب حقوق الرعاية إلى جانب الدوافع الموجودة لدي رابطة الأندية المصرية التي تقود الدوري المصري في أول موسم لها.
لذلك فمن الصعب أن يتم التضحية من جانب رابطة الأندية بإفساد أول موسم لها في الدوري والذي سيتم اعتباره فشل كبير في أول انطلاقة للرابطة.
كما أن باقي الأندية التي تصارع على الهبوط ستواجه هذا الاقتراح بالرفض التام في ظل تمسكهم بأمل استكمال المنافسة لنهاية الموسم حلمًا بطوق النجاة من شبح الهبوط والاستمرار في دوري الأضواء والشهرة.
ماذا سيترتب لو تم إلغاء الدوري المصري؟
هذا الاقتراح لم يكن محل طرح من جانبنا فقط، بل نادى به مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، وأكد في تصريحاته ما تم سرده سابقًا.
أما من طرف الأهلي، فالنادي الأحمر يرى أن مطالبات مرتضى منصور بإنهاء الموسم على هذا الحال، ما هو إلا سعي وراء مصلحة ناديه.
حيث يرى الأهلي أن دعوات مرتضى منصور لإنهاء الموسم ستجعله يحل أزمات النادي الأبيض، الأولى هي حل أزمة الزمالك المالية، حيث أن انتهاء الموسم بهذا الشكل سيجعله غير مضطر لدفع باقي مستحقات لاعبيه عن الموسم الحالي بداعي، والتي ستمثل انفراجة كبيرة في الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها، إلى جانب مخاوفه من هبوط أداء الفريق بعد خسارة لاعبيه الذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم على رأسهم أشرف بن شرقي ومحمد أوناجم إلى جانب طارق حامد ومحمد أبو جبل.
كما أن الأهلي لن يضحي بخسارة لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي خاصة وأنه وفقًا للائحة فإن في حال لعب منافسات الدور الأول بالكامل وتم إلغاء الموسم يذهب اللقب إلى صاحب المركز الأول وهو الزمالك.
كيف سيتم حل أزمة الدوري المصري؟
وفي نهاية لن نصل لحل يمكن تطبيقه، في ظل حالة التنافس بين الأهلي والزمالك، على لقب الدوري، فـ الأول لن يقبل بأي شكل من الأشكال أن يتم اعتبار غريمه بطلاً للدوري، وسيرى أن هذا الحل في مصلحة الجانب الأبيض، أو حتى الرابطة ستقبل بفشل موسمه الأول، إلى جانب الخسائر المالية التي سيترتب عليها إلغاء الموسم، ولكن ستتوالى الإدارات في بحثها عن حل جذري لأزمة طول مسابقة الدوري، من أجل السير في ركب باقى الدوريات، وهذا الحل سيحتاج لقدر كبير من الشجاعة لإتخاذ قرار حتمي سواء بتغيير شكل المنافسة أو اللجوء لدوري المجموعتين.