الحظ يعانده – كيليان مبابي يصنع ركلات جزاء بلا حصاد

في عالم كرة القدم، لا يمكن أن يخلو أي موسم من اللحظات الصعبة التي يمر بها اللاعبون، مهما كانت قدراتهم أو تاريخهم، يتعرض الكثير من اللاعبين إلى فترات من عدم التوفيق، حيث تكون الأمور خارج إرادتهم، وخصوصًا عندما لا يُساندهم زملاؤهم بالشكل الكافي.
هذا ما حدث اليوم مع كيليان مبابي في مباراة ريال مدريد ضد فالنسيا، في هذه المباراة، تابعنا مشهدًا متكررًا في مسيرته هذا الموسم، حيث أضاع الفريق ركلة جزاء أخرى، رغم أن مبابي كان يُنافس على لقب هداف الدوري الإسباني.
اليوم، على الرغم من تفوقه الواضح في العديد من المواقف الهجومية، واصل مبابي محاولاته الكبيرة لرفع رصيد أهدافه، وكان ينتظر أن يتاح له فرصة لتسجيل هدف في ركلة جزاء لصالح فريقه، ولكن شيئًا غير متوقع حدث.

ركلة الجزاء التي تحصل عليها ريال مدريد في الشوط الأول، والتي أُثبتت صحتها بعد الرجوع لتقنية الفيديو، قام فينيسيوس جونيور بتسديدها بدلًا من مبابي، على الرغم من أن الأخير كان الأكثر حاجة للأهداف في سياق صراعه على صدارة الهدافين.
هذا الوضع يعكس مشكلة تكتيكية داخل الفريق، حيث يبدو أن العلاقة بين فينيسيوس ومبابي تحتاج إلى مزيد من التنسيق، ورغم أن مبابي كان في موقع أفضل لاستغلال الفرصة لزيادة رصيده من الأهداف، إلا أن فينيسيوس، الذي ربما لم يكن في أفضل حالاته اليوم، سجل هو ركلة الجزاء، لتزيد فرصه في تعزيز رصيده الشخصي.
كيليان مبابي صانع الفرص.. لكن الحظ يعانده
هذا الموسم، ورغم براعته، كان الحظ بعيدًا عن كيليان مبابي في العديد من المواقف، في أكثر من مباراة، تسبب مبابي في الحصول على ركلات جزاء لصالح فريقه، ولكن الحظ لم يكن حليفه في تلك اللحظات، حتى الآن، ومنذ بداية موسم 2024-2025، تسبب مبابي في ثلاث ركلات جزاء، لكن المفارقة أن جميعها ضاعت، ولم يتمكن أي لاعب من التسجيل من خلالها.
¡Detuvo el penalti Giorgi Mamardashvili!#LALIGAHighlights | #LALIGAEASPORTS | #DesenlaceLALIGA pic.twitter.com/x5EbLeLRZi
— LALIGA (@LaLiga) April 5, 2025
وها هنا نرى أن مبابي ربما يكون من أكثر اللاعبين الذين يعانون من الحظ السيء عندما يتعلق الأمر بالركلات الثابتة هذا الموسم، إذ يبدو أن كل كرة تُمنح له بطريقة أو بأخرى، تتحول إلى فرصة ضائعة.
عدم تفاهم بين فينيسيوس ومبابي؟
التقارير الصحفية في الأسابيع الأخيرة بدأت تُلمح إلى وجود نوع من عدم التفاهم بين كيليان مبابي وزميله في الفريق، فينيسيوس جونيور، هذا أصبح أمرًا واضحًا بعد أن قرر فينيسيوس أخذ ركلة الجزاء بدلًا من اعطائها لمبابي اليوم، على الرغم من أن الأخير كان ينافس على لقب الهداف.
في الحقيقة، كان من الأفضل لمصلحة الفريق أن يُعطى مبابي فرصة لتسجيل هدف من ركلة الجزاء، حيث سيساهم ذلك في رفع معنوياته ويزيد من فرصه في التتويج بلقب الهداف، وهو هدف أساسي يسعى له طوال الموسم.
هذه الأزمة بين اللاعبين ربما تضع تحديات جديدة أمام كارلو أنشيلوتي، الذي سيحتاج إلى إيجاد طريقة لتحسين التنسيق بين اللاعبين، خاصة في المواقف الحاسمة التي تتطلب الوحدة والانسجام، لم يكن من المفترض أن تتخذ ركلة الجزاء هذا المنحنى، كما أن إضاعة ضربة الجزاء الثانية على التوالي لم يكن له أي تأثير إيجابي على معنويات الفريق بشكل عام.
— Madrid Xtra (@MadridXtra) April 5, 2025
Kylian Mbappé on IG. pic.twitter.com/FY8DJN5NvB
مع وجود لاعبين من طراز فينيسيوس جونيور ورودريجو، بالإضافة إلى الصفقات الضخمة مثل كيليان مبابي، يُعتبر المهاجم الفرنسي جزءًا من منظومة هجومية مليئة بالنجوم، رغم أنه لاعب مُبهر ولا يمكن الاستغناء عنه، إلا أن وجوده داخل هذه المنظومة التي تضم العديد من الأسماء اللامعة قد يكون له تحدياته الخاصة.
إلى جانب التنافس على الأهداف، يواجه مبابي صعوبة في أن يكون اللاعب الأول الذي يُنفذ الركلات الثابتة أو يُسجل الأهداف بسهولة، هذا الوضع قد يزيد من الضغط النفسي عليه، خاصة في وقت يترقب فيه الجميع تألقه بشكل مستمر.
ولكن، ورغم كل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل سيستطيع كيليان مبابي استعادة ثقته بنفسه وتخطي هذه الفترة الصعبة؟ الحظ كان يعانده بشكل واضح في الفترة الأخيرة، ولكن لا أحد ينكر أن موهبته الكبيرة وقدرته على صناعة الفارق مع الفريق تظل نقطة قوة واضحة.
كل الأنظار تتجه الآن نحو مبابي بعد هذه الضغوط التي يمر بها، حيث تنتظر الجماهير تألقه، وتنتظر أن تكون الأيام القادمة حافلة بالأهداف والإنجازات، ربما الحظ يعانده الآن، لكن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وكيليان مبابي قادر على العودة إلى مستواه المعهود والتألق في المستقبل القريب.