الجيش الملكي.. بين فصل الهيمنة على الدوري المغربي ورهان المسابقات القارية
على مدار تاريخ الكرة المغربية، كان الجيش الملكي رقما صعبا وفريقا يقدم كرة جميلة تليق بعراقة النادي الذي تمتد جذوره لسنوات وسنوات طِوال.
يملك “الزعيم” كما يحب عشاقه تسميته قاعدة جماهيرية كبيرة سواء بحكم تمركزه في مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية، أو في شتى الأنحاء نظير ما قدم في المحافل القارية الكبرى عبر محطاته الحافلة.
قد يتوارى الجيش الملكي عن الأنظار لفترة، لكنه سرعان ما يعيد ليعلن عن نفسه ويؤكد أنها مجرد كبوة سيكون لها ما بعدها سريعا.
ما هي أسباب عودة الجيش الملكي القوية آخر موسمين؟
تتعدد أسباب نهضة الجيش الملكي خلال الفترة الماضية، ليصبح من أفضل الأندية المغربية على المستوى المحلي، مع استشراف انعكاس التجربة على المستى القاري، إذ توج بالدوري موسم 2022/2023، ويشق طريقه نحو اللقب الثاني على التوالي.
واهم من يعتقد أن عودة الجيش الملكي ضربة حظ فقط، أو تعود أسبابه لتراجع مستويات قطبي الدار البيضاء الوداد أو الرجاء.
إداريا:
آثرت إدارة “العساكر” التسيير المعقلن داخل أروقة الفريق العاصمي، إذ يسهر المكتب المسير على توفير معدات تقنية متطورة لمختلف الفئات.
إدارة الفريق قامت على نهج الأندية العالمية، باقتناء آخر الأجهزة المستعملة في تدريب حراس المرمى لتطوير المستوى ومواكبة التكنولوجيا العالمية المعتمدة في التداريب.
تجتهد إدارة بطل المغرب أيضا في الشق المتعلق بالمستشهرين لجلب موارد مالية مهمة، بهدف الإستمرار في توفير الظروف المناسبة لمواصلة التوهج على مختلف الأصعدة.
تركيبة بشرية قوية:
تزخر التركيبة البشرية للجيش الملكي بالعديد من الأسماء الرنانة، رغم تسريح النجم الأول للفريق في العام المنصرم نحو الأهلي المصري، لم يتأثر الفريق كثيرا بغيابه.
وبرز القائد محمد ربيع حريمات هداف الفريق حاليا بـ10 أهداف، وأمين زحزوح أكثر اللاعبين صناعة للأهداف هذا الموسم بـ (10 أسيست) علاوة على حارس العرين المنتخب المغربي الأول مهدي بنعبيد، وقائمة متوازنة قادرة على إعادة الفريق إلى سابق عهده.
نصر الدين نابي وإرث دا كروز وعموتة:
على مستوى الإدارة الفنية للفريق العسكري، ترك المدرب الفرنسي فيرناندو دا كروز الفريق في حالة فنية مميزة رغم تذبذب نتائجه، ثم عقد قصير الأمد مع حسين عموتة قاد خلاله الفريق لدرع البطولة الإحترافية في العام الماضي.
في موسم 2023/2024، وصل التونسي نصر الدين نابي إلى القلعة العسكرية بتحديات مختلفة، فشل مبدئيا في غمار دوري أبطال أوروبا من الأدوار التمهيدية، لكنه كان الرجل المناسب في رحلة الدفاع عن اللقب.
وجد التونسي التوليفة المناسبة لخدمة أفكاره، فمنح قائده حرية أكثر على المستوى الهجومي دون تقييده بالواجبات الدفاعية، وأجاد توظيف أسلحته بطريقة جعلته يتجاوز عقبات البطولة الاحترافية وكأس العرش المغربي بأفضل صورة ممكنة.
رهان المسابقات القارية:
في الموسم الحالي، كان الفشل القاري مقبولا نسبيا، بحكم عودة النادي من بعيد إلى المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، لكن تكرار نفس السيناريو لن يكون مبررا.
الفريق الذي يملك تاريخا مميزا عللى الصعيد القاري، يسعى لتحديات المستوى العالي بتجاوز مرحلة المنافسة المحلية، والعودة لإثبات الذات قاريا ولما لا عالميا، إذ يعود آخر تتويج قاري للفريق العسكري بكأس الكونفدرالية لموسم 2005/2006، وتتويج وحيد في دوري أبطال إفريقيا لسنة 1985.
كم مرة توج الجيش الملكي بـ الدوري المغربي؟
وتوج الفريق العسكري بالبطولة الاحترافية في 13 مناسبة، سنوات 1961، 1962، 1963، 1964، 1967، 1968، 1970، 1984، 1987، 1989، 2005، و2008، فيما احتل الوصافة سنوات 1960، 1971، 1991، 2004، 2006، 2007، 2013 و2023.
نعود كما بدأنا حديثنا، بين فصل الهيمنة على الدوري المغربي ورهان المسابقات القارية.. هل يسجل “الزعيم” حضورا قويا في دوري أبطال إفريقيا في الموسم المقبل؟