الجانب الإنساني من حياة رياض محرز .. من بر الوالدين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا
لم يكن يعلم هذا الفتى الذي نجا بحياته بأعجوبة من معيشته في أحد الأحياء الخطيرة في فرنسا، والتي كانت موطنا للإجرام أنه نجاحه سيتعدى كل الحدود سيكون أبعد بكثير من ضمان معيشة هائنة وقوت يومه.
هو الجزائري رياض أحمد كريم محرز أو كما يطلق عليه رياض محرز محارب الصحراء، الذي استطاع أن يتحدى الصعوبات التي تعرض إليها في طفولته ليصبح بعدها نجم مانشستر سيتي الإنجليزي.
الحكاية بدأت من عند والده، الذي أصابه المرض ولم يجد سوى فرنسا من أجل إجراء جراحة، جعلته يترك الجزائر ويرحل إلى هناك، ومثلما كان والده السبب في رحيله إلى فرنسا كان السبب أيضاً في دخوله عالم كرة القدم.
والد رياض محرز هو من اكتشف موهبة ابنه، لذلك لم يكن يغيب عن أي أكاديمية إلا واختبر نجم مانشستر سيتي فيها، ولكن اللاعب الجزائري وجد صعوبة كبرى من أجل الانضمام أي أكاديمية بسبب جسمه الضئيل
لم يستسلم الوالد وكذلك الإبن فقد وجد من شوارع سارسيل مكانًا لتدريب رياض محرز واكتشاف موهبته، وظل على هذا الوضع لمدة 6 سنوات
وعندما بدأ محرز في تحسس مشواره الكروي، بعدما أصبح مستعدا لخوض اختبارات الأكاديمية، تلقى الخبر الأسوأ في حياته وهو وفاة والده وداعمه الأول.
وعلى الرغم من تعرض محرز لأزمة نفسية كبيرة بعد وفاة والده، إلا أنه أصر على استكمال مشواره الكروي والسعى وراء حلمهما سويًا.
بدأ مع نادي سارسيل الفرنسي ومنه إلى كيميبه بعدها إلى لوهافر والذي كان انطلاقته الحقيقة الذي تفجرت فيه موهبته، موهبة محزر وتميزه لفت انتباه كبار فرنسا إلا أنه فضل وقتها الانتقال إلى ليستر سيتي الإنجليزي.
حصد لقب البريميرليج رفقة نادي مانشستر سيتي ليس بالشيء الصعب، ولكن حصد اللقب مع فريق مثل ليستر سيتي كان معجزة.
محرز لم يكتف فقط بذكر اسمه كواحد من جيل ليستر سيتي المتوج بلقب البريميرليج، ولكنه كان المساهم الأكبر في تحقيق تلك المعجزة، والذي جعله يحصد لقب لاعب العام في إنجلترا، ومن معقل الذئاب رحل إلى مانشستر سيتي في 2018
مع كل هذه النجاحات، التي حققها محارب الصحراء كانت هناك أيادي خفية تدعم وتساند وتشد من أزره في وقت الصعاب، كانت السيدة حليمة والدة محرز فإذا كان والد محرز هو من اكتشف الموهبة كانت والدته هي من دعمته لإتخاذ خطوته الأولي والأكبر بعدما منحته 170 دولارًا، من أجل شراء تذكرة للسفر بالقطار وخوض الاختبارات، والالتحاق بصفوف كيميبه.
ومنذ وفاة والد محرز لم تتركه حليمة في أي لحظة، ولم تغب أيضا عن أي لحظة تتويج للجزائري الذي كان دائما ما يصحبها معه في كل وقت، كانت شريكته في كل ما وصل إليه.
ولعل الصورة الأبرز للسيدة حليمة هي وقت انتقاله إلى صفوف مانشستر سيتي فكانت حاضرة لتوقيع عقود انتقاله للأزرق السماوي
وخلال فترة تواجده مع مانشستر سيتي نجح في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي ويقترب من لقب الموسم الحالي، كما حصد 3 ألقاب لبطولة كأس كأس الرابطة الإنجليزية، ولقب كأس الاتحاد الإنجليزي وآخر للدرع الخيرية، إلى جانب تتويجه بكأس الأمم الإفريقية رفقة منتخب الجزائر.
كما يستعد محرز للمشاركة في النهائي الأول له في بطولة دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي بعد تخطيه عقبة باريس سان جيرمان الفرنسي في نصف النهائي.