يطارده أينما رحل – الأيام تثبت معاناة رونالدو من مرض هاجس ميسي
اختفلت الألوان واختلف الزمان وابتعدت المسافات بينهما حتى وصلت إلى القارات، ولكن يظل شيئًا واحدًا مشترك بينهما وهو الهاجس الذي تسبب فيه ليونيل ميسي إلى كريستيانو رونالدو ، هكذا أثبتت الأيام لعنة البرغوث على الدون أينما رحل سيظل يطارده.
جمعت إسبانيا بينهما ووقف كلاهما على منصات التتويج في كبار قاعات الشهرة، ظهرت بينهما الابتسامات والإشادات ولكن يظل ما في القلب في القلب، فكلاهما يدرك جيدًا قوة خصمه تحت شعار الرغبة المشتركة، نعم الرغبة المشتركة التي تسببت في الصراع الكبير بينهما على الجوائز الفردية والأرقام القياسية طوال عقدًَا من الزمان.
وبالرغم من الانقسام والابتعاد بينهما بتواجد كل واحد منهما في قارة مختلفة تحت ألوان وشعار جديد ومنافسة جديدة إلا أن هاجس ميسي لم يترك رونالدو في رحلته بالمملكة العربية السعودية.
ووصل الأمر حتى الأزمات، فلك أن تتخيل بعد أن كان يظهر اسم رونالدو وميسي في المنافسات الكبيرة، أصبح اسم رونالدو مرتبط بإسم ميسي في الأزمات، فلا توجد أزمة لرونالدو في السعودية إلا أن لحقها اسم ميسي.
كنا ندرك في الماضي بأن الصراع الكبير بينهما سينقسم داخل الملعب أو على صعيد البطولات والألقاب أو حتى على مستوى الأرقام القياسية الفردية لكن ما كشفت عنه الأيام كان أبعد من ذلك بكثير.
فرونالدو المعشوق من جانب جماهير النصر أصبح العداء بينه وبين خصومه في المملكة كبير، فلا توجد مباراة جماهيرية في السعودية إلا وكان بطلها كريستيانو (ليس في الملعب) ولكن مع الجماهير.
استغلت جماهير الخصوم هاجس ميسي عند كريستيانو، ففي كل منافسة أو مواجهة تلعب الجماهير دورها المعتاد في استفزاز القائد البرتغالي بالهتاف إلى غريمه التقليدي ميسي، وفي كل مرة لا يتعلم رونالدو من أخطاء الماضي.
البداية كانت أمام الغريم الهلال في ديربي الرياض بموسم 2022/2023، ووقتها رددت جماهير الزعيم اسم ميسي خلال المباراة، ليقرر كريستيانو ترك الملعب والانشغال للرد عليهم وهو ما كلف فريقه خسارة أهم لاعب في صفوفه، بل كاد رونالدو أن يتورط في رحيله عن المملكة بعد الإشارة الغير أخلاقية لجماهير الهلال.
أدركت الجماهير من وقتها أن اسم ميسي يستفز الدون، وبدأت كل الملاعب الكبيرة التي يدخلها رونالدو في المملكة تنادي بإسم غريمه الأرجنتيني، وفي كل مباراة يسقط رونالدو في نفس الأزمة، الانشغال عن الملعب والرد على الجماهير، آخرها واقعة نهائي كأس موسم الرياض التي تسببت في خروج رونالدو عن الوعي بإهانة شعار نادي الهلال.
الأمر لم يقتصر داخل الملاعب فقط بس امتد أكثر من ذلك، خاصة مع وصول ميسي إلى الرياض على رأس كتيبة فريق إنتر ميامي الأمريكي للمشاركة في بطولة كأس موسم الرياض، فلا شك أن وصول قائد الأرجنتين المتوج بكأس العالم إلى المملكة سيخطف معه الأنظار وأضواء وسائل الإعلام والصحافة بجانب اللقاءات الخاصة مع الشخصيات العامة، وهو الأمر الثاني الذي يعاني منه كريستيانو في قصته مع ميسي، فالقائد البرتغالي اعتاد أن يكون صاحب المشهد الأول في المملكة حتى مع وصول بنزيما إلى الاتحاد كان متصدر المشهد، ولكن الأمر اختلف تمامًا بوصول ميسي.
كل ما حدث من الجماهير ومضايقات وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية، جمعه رونالدو في داخله، في انتظار أقرب فرصة للرد على خصومه بإسقاط الكائن المخيف الذي ظلوا يرددوا اسمه لإزعاجه.
وحينما جاءت الفرصة أمام كريستيانو للانتقام من ميسي أمام كافة جماهير المملكة غاب عن المشهد، ونجح زملائه في إسقاط ميسي وكتيبة إنتر ميامي بدونه، فلك أن تتخيل وجود رونالدو في هذا الانتصار، كان سيتراقص أمام الجماهير وكان سيرد عليهم ( لا يزعجني هاجس ميسي لقد انتصرت عليه).