الأسطورة بيليه – كل ما تريد معرفته عن مسيرته مع الأندية والبرازيل

يأتي الأسطورة بيليه على رأس أساطير البرازيل الأكثر شهرة على الإطلاق، ويكاد يكون الأسطورة الأوحد الذي يتغنى به جمهور السامبا منذ الخمسينات من القرن الماضي والسبب معروف للجميع.

ليس فقط مهارات بيليه هي التي خطفت قلوب الملايين إليه من بين جماهير البرازيل، لكن أيضًا لأنه الطفل المراهق صاحب الـ 17 عامًا الذي نجح أخيرًا في جلب كأس العالم الأولى للسيليساو.

حيث كان بين كتيبة البرازيل التي نجح في خطف الكأس الذهبية في مونديال 1958 عندما تقابل السيليساو بالمنتخب السويدي في مباراة النهائي في تلك النسخة.

تألق بيليه لم يكن فقط مع منتخب البرازيل، بل أيضًا مع فريقه سانتوس البرازيلي، الأمر الذي ساهم في منعه من الاحتراف الخارجي في أوروبا وفقًا لقرار من السلطات في البرازيل.

وخلال هذا التقرير، يستعرض 365Scores كل ما تريد معرفته عن الأسطورة بيليه، خلال مسيرته الكروية مع منتخب البرازيل وكذلك سانتوس البرازيلي.

نشأة الأسطورة بيليه

ولد بيليه في تاريخ 23 أكتوبر 1940، في قرية “تريس كاراكوس” في ميناس جرايس بالبرازيل، وأطلق عليه والده إسم “إديسون” على أسم المخترع الأمريكي الشهير “توماس إديسون” لكن بسبب خطأ كتابي عند تسجيل إسمه بات “إدسون”.

عُرف في طفولته أيضًا بإسم “ديكو” حيث كانت عائلته تفضل طوال الوقت مناداته بهذا الأسم، واشتهر به كثيرًا بين أصدقائه وبين زملائه الذين كان يتشارك معهم لعب كرة القدم في الشوارع البرازيلية.

أما بالنسبة لأسم شهرته الذي عُرف فيما بعد بـ”بيليه”، فقد حصل عليه بسبب خطأه في نطق إسم لاعبه المفضل؛ حارس مرمى فريق فاسكو دي جاما البرازيلي، والذي أخطأ في نطقه مرارًا حتى بات أصدقائه ينادونه به فيما بينهم، مثلما ذكر بيليه نفسه هذه القصة في سيرته الذاتية.

عاش بيليه طفولته في حالة فقر، حيث جاء لأسرة متوسطة وليست ميسورة الحال، كانت والدته تعمل في تنظيف المنازل، ووالده يمارس رياضة كرة القدم مع نادي “فلومينينسي دوندينو”.

ولأن أسرة بيليه كانت ليست ميسورة الحال، خرج الطفل البرازيلي في مراحل عمره الأولى للعمل في المقاهي كـ”خادم”، واستطاع خلال طفولته التقاط بعض المهارات الكروية من والده الذي كان يشاهده وهو يداعب كرة القدم مرارًا.

يقول بيليه أن والده كان يصطحبه للعب كرة القدم في أوقات فراغه بين الحقول والأراضي الزراعية، حتى تشبع الطفل الصغير لعبة كرة القدم من والده تمامًا.

استطاع الطفل بيليه الاشتراك في بعض المسابقات التي تُلعب بين الأطفال في الملاعب، في محاولة لأن يراه أي كشاف لنادِ كبير لالتقاطه من أجل اللعب في الأندية البرازيلية وأخذ فرصة.

وبالفعل، لعب “ديكو” أو بيليه، أولًا في صفوف بعض الأندية الصغيرة مثل: دي سينيمبرو وكذلك ساو باوليديو ونادي باورو، واستطاع اللعب مع الأخير في بطولة ساو باولو فيما بعد في منتصف سن المراهقة، ونجح في قيادة فريقه إلى الفوز ببطولتين.

وفي منتصف سن المراهقة، بدأ بيليه اللعب مع فريق كرة قدم للصالات يسمى “راديوم” وحينها كانت كرة قدم الصالات شهيرة جدًا في المنطقة التي يتواجد فيها البرازيلي الشاب، وحينها فاز مع فريقه بالبطولة الأولى على الإطلاق وعدة بطولات أخرى.

مسيرة الأسطورة بيليه الكروية

بدأت مسيرة الأسطورة بيليه مع كرة القدم الاحترافية، في 1956 عندما خطفه نادي سانتوس البرازيلي للاحتراف في صفوفه، حينها كان لاعبًا لم يبلغ الـ 15 عامًا من عمره بعد.

في ذلك التوقيت، كان مدرب سانتوس يقول عن البرازيلي الشاب أنه سيصبح أعظم لاعب في كرة القدم العالمية، بسبب مهاراته المبهرة في اللعبة.

تدرج بيليه في فئات الشباب مع فريق سانتوس لكنه لم ينتظر كثيرًا حتى وقع عقدًا احترافيًا في يونيو 1956، في نفس العام الذي انضم فيه إلى صفوف الفريق نظرًا لموهبته الفذة.

ظهر بيليه للمرة الاولى مع الفريق الأول في سبتمبر عام 1956، ضد فريق كورينثيانز، وقدم أداء مميز للغاية حتى أنه سجل أول أهدافه في فوز سانتوس 7-1 في تلك المباراة.

وفي الموسم التالي مباشرة، حصل “بيليه” على مكانًا أساسيًا في الفريق الأول وهو لا زال ابن الـ 16 عامًا، وفي الموسم نفسه أصبح هداف الدوري البرازيلي.

وبالحديث عن البطولات والألقاب، فقد فاز بيليه للمرة الأولى بلقب مع فريق سانتوس في عام 1958، حين فاز وقتها ببطولة “باوليستا” وهي البطولة التي تأتي بعد الدوري البرازيلي من حيث الأهمية، وخطف لقب هداف المسابقة حينها برصيد 58 هدفًا. في رقم قياسي غير مسبوق ولم يصله أحد حتى الآن.

لكن لم ينجح سانتوس في الحفاظ على اللقب وخسره في المباراة الأخيرة في الموسم التالي، ليخسر لقب باوليستا، لكن بيليه لم يكن الخاسر في كل شيء حيث نجح في التتويج بلقب الهداف أيضًا.

في موسم 1960، ساعد بيليه فريقه في حصد لقب بطولة ساو باولو، كما خطف أيضًا خطف لقب الهداف بعدما سجل 33 هدفًا.

وفي مسيرته بالكامل استطاع بيليه الفوز مع سانتوس بلقب الدوري البرازيلي، في 5 مناسبات، وذلك أعوام: 1961 و1962 و1963 و1964 و1965 و1968.

كما توج بلقب كأس الإنتركونتيننتال في مناسبتين: في عامي 1962 و1963، وكذلك كأس كوبا ليبرتادوريس في نسختي 62 و63 على التوالي.

مسيرة بيليه الدولية مع البرازيل

قبل نهاية الموسم الثاني لـ”بيليه” مع سانتوس، وقع عليه الاختيار ليكون ضمن كتيبة منتخب البرازيل المقرر أن تخوض تصفيات كأس العالم، وبعدما أثبت جودته تم استدعائه بالفعل ضمن القائمة التي كانت تستعد لخوض بطولة كأس العالم 1958 في السويد.

في ذلك التوقيت، كانت قائمة المنتخب البرازيلي يتم إعلانها في الإذاعة، حينها غفل المذيع وقال أرفق عبارة “أصغر لاعب على الإطلاق في القائمة هو…” وأطلق إسم آخر غير “بيليه”، قبل أن يعود عن كلامه مجددًا في نهاية إعلانه للقائمة ويقول ربما ذكرت معلومة خاطئة في البداية لأن أصغر لاعب في قائمة السامبا هو “بيليه”., وقتها لم يصدق البرازيلي نفسه من شدة الفرحة التي غمرته حين سمع المذيع يلفظ إسمه.

مونديال 1958 كان فاتحة الخير أمام “بيليه” الذي تألق بشكل ملفت حتى أنه كان سببًا رئيسيًا لحصول السامبا على أول لقب لهم في تلك البطولة الأضخم والأغلى على الإطلاق.

وكان بيليه أصغر لاعب يحرز “هاتريك” في بطولة كأس العالم في نسخة 1958، عندنا سجل 3 أهداف في الشوط الثاني من مباراة البرازيل ضد فرنسا في نصف النهائي.

كما سجل “هدفين” في المباراة النهائية ضد السويد، التي انتهت بفز السامبا 5-2، ليصبح أصغر لاعب يسجل في مباراة نهائية في المونديال.

لم يكتفِ بذلك فقط، فقد خطف جائزة أفضل لاعب شاب في كأس العالم 1958، حيث كان أول لاعب لم يبلغ الـ 17 يحصد تلك الجائزة على الإطلاق.

عاد “بيليه” رفقة البرازيل مجددًا في كأس العالم 1962، ونجح في الوصول بالسامبا إلى المباراة النهائية وخطف اللقب الثاني لمنتخب بلاده في المونديال، قبل أن يعاود مجددًا ليحصد اللقب الأغلى في نسخة مونديال 1970. ليصبح أكثر لاعب ينجح في الفوز باللقب في 3 نسخ مختلفة.

منع الأسطورة بيليه من الاحتراف في أوروبا بقرار حكومي!

بسبب أداء بيليه المميز في مونديال 1958، استطاع الجوهرة البرازيلية في سن الـ 16 عامًا لفت انتباه عديد الأندية الأوروبية الشهيرة، من بينهم: ريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس.

حاول الجميع خطف “بيليه” من الآخر لكن دون جدوى، ظل الوضع كما هو عليه، حتى تمكن نادي إنتر ميلان من الحصول على توقيع البرازيلي على عقد منتظم ليكون لاعبًا في صفوفه، لكن السلطات البرازيلية رفضت السماح للاعب الأسمر بالخروج والاحتراف في الخارج.

في نفس العام وبسبب ما حدث من إنتر ميلان تجاه بيليه، أعلنت الحكومة البرازيلية في فترة ولاية الرئيس “جانيو كوادروس” أن “بيليه” كنز وطني رسمي ممنوع من البيع لأي نادي، وذلك لمنعه من الانتقال خارج البلاد حتى لا يفرط في جنسيته.

ألقاب الأسطورة بيليه مع سانتوس البرازيلي

ألقاب الأسطورة بيليه الدولية مع منتخب البرازيل

الجوائز الفردية للأسطورة بيليه

• هداف الدوري البرازيلي مع سانتوس – 6 مرات.
• هداف بطولة باوليستا مع سانتوس – 11 مرة.
• هداف بطولة ريو ساو باولو مع سانتوس – مرة واحدة.
• هداف بطولة كوبا ليبرتادوريس مع سانتوس – مرة.
• هداف كأس الإنتركونتيننتال مع سانتوس – مرتين.
• جائزة الكرة الذهبية البرازيلية.
• جائزة أفضل لاعب شاب في كأس العالم 1958.
• الكرة الفضية في كأس العالم 1958.
• الكرة الذهبية في كأس العالم 1970.
• الكرة الذهبية الفخرية من فيفا في عام 2013.
• جائزة لاعب القرن من فيفا عام 2000.
• لاعب القرن في العالم من الاتحاد الدولي للتأريخ والاحصاء عام 2000.