الأب الروحي.. دور لوكا مودريتش في تأقلم كيليان مبابي مع ريال مدريد
عندما نتحدث عن ريال مدريد، نجد أن الفريق يتمتع بتاريخ حافل بالنجوم الذين أثّروا بشكل كبير في تطوير مستويات اللاعبين الجدد، أبرزهم الكرواتي لوكا مودريتش، الذي يعتبر من أفضل لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم، بالإضافة إلى النجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي يُعتبر من أبرز المواهب في الجيل الحالي، وعلى الرغم من أن مهاجم الديوك لم يمر كثيرًا منذ إنضمامه إلى النادي الملكي، إلا أن الحديث عن تطوير مستوى اللاعبين في الفريق، وخاصة بين اللاعبين المخضرمين مثل مودريتش، يعتبر أمرًا محوريًا لفهم كيفية تأثير الخبرة في رفع مستوى اللاعبين الجدد.
بشكل عام؛ يتمتع النادي الملكي، بتاريخ طويل من النجاحات، وهذا النجاح لا يعتمد فقط على المواهب الفردية، بل أيضًا على وجود قادة مميزين داخل وخارج الملعب. القائد يلعب دورًا حاسمًا في توجيه الفريق وإلهام زملائه لتحقيق الأداء الأفضل، لوكا مودريتش، الذي يمثل رمزًا للالتزام والخبرة، يُعد أحد أبرز القادة في تاريخ النادي الحديث، لطالما كان مثالًا للاعب الذي يضع مصلحة الفريق أولًا، سواءً في المباريات المحلية أو الأوروبية، يتمكن الكرواتي من خلال أدائه الثابت وتمريراته الدقيقة، برفع مستوى زملائه ويحفزهم على تقديم الأفضل.
أحد أهم أدوار القائد في ريال مدريد هو تعزيز الروح الجماعية بين اللاعبين، خاصةً في فريق مليء بالنجوم، لوكا مودريتش يتميز بتواضعه واحترامه للجميع، مما يجعله شخصية محبوبة وقادرة على جمع الفريق تحت هدف مشترك، يعتبر الكرواتي من أكثر اللاعبين دعمًا للمواهب الشابة في قلعة اللوس بلانكوس، بإعتباره الأب الروحي لهم، من خلال نصائحه وتوجيهاته، يساعد اللاعبين الجدد على التكيف مع البيئة الضاغطة للنادي الملكي، ويعلمهم كيفية التعامل مع توقعات الجماهير والصحافة.
بفضل مسيرته الطويلة والمليئة بالإنجازات مع ريال مدريد ومنتخب كرواتيا، يمتلك لوكا ثروة من الخبرة، كقائد، يعمل على نقل هذه الخبرة لزملائه، خاصةً في لحظات الحسم مثل مباريات دوري أبطال أوروبا، حيث تتطلب مثل هذه المناسبات هدوءًا وتركيزًا كبيرين، مودريتش يتميز بقدرته على قراءة المباريات واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحرجة، هذا النوع من الذكاء التكتيكي يجعله قائدًا فعّالًا ومصدر ثقة لبقية اللاعبين.
دور لوكا مودريتش في تأقلم مبابي مع ريال مدريد
بالعودة للحديث عن كيليان مبابي الذي يبدو وأنه يواجه صعوبة في تأقلمه خلال بداياته مع الفري الميرنجي، خاصةً وأنه يعاني من الفقر التهديفي على عكس عادته عندما كان مع باريس سان جيرمان، وهنا يأتي دور لوكا مودريتش، حيث أنه يعتبر الأب الروحي لجميع لاعبي الفريق بالتحديد الشباب، نظرًا لخبراته التي ينقلها للجدد وحديثه معهم داخل غرفة خلع الملابس من أجل تقديم الدعم لهم ومساعدتهم للتأقلم مع الأجواء داخل نادٍ بحجم ريال مدريد الذي يمتلك عقيدة تنافسية شرسة بالإضافة إلى الضغط الإعلامي والجماهيري الذي يواجهه.
ينقل الكرواتي خبراته في المساهمات التهديفية للفرنسي، حيث يعتبر لوكا مودريتش من أفضل الممررين في كرة القدم الحديثة، لأنه يمتلك القدرة على تقديم تمريرات دقيقة في المساحات الضيقة، مما يساعد في بناء الهجمات بشكل سريع وفعّال، في حالة مبابي، سيكون مودريتش أحد اللاعبين الذين سيتعاون معهم كيليان بشكل أساسي في الملعب، تمريرات مودريتش المتقنة إلى مبابي يمكن أن تساهم في فتح مساحات هجومية وتسجيل أهداف سريعة، يعد مودريتش متخصصًا في تمريرات “الشقوق” التي تساعد المهاجمين على الهروب من الرقابة الدفاعية، وهذه ميزة ستكون في صالح مبابي الذي يمتاز بسرعته العالية في الانطلاق.
يمتاز ريال مدريد بأسلوب لعب يتطلب من اللاعبين القدرة على التكيف بسرعة مع تغييرات التكتيك، والتمركز الصحيح، والعمل الجماعي، كون مودريتش أحد اللاعبين الرئيسيين في تنفيذ هذا الأسلوب؛ فإنه يمتلك الفهم العميق لما يتطلبه هذا الأسلوب، لذا مبابي سيتعلم بسرعة من مودريتش كيفية اللعب في هذا النظام، لوكا سيساعده على فهم الموازنة بين الهجوم والدفاع، وكيفية الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهي المهارة التي يحتاجها مبابي بشكل خاص بفضل سرعته.
كما يتمتع مودريتش بنضج عقلي استثنائي، مما يساعده على الحفاظ على هدوئه في أصعب المواقف، هذا النضج العقلي سيُفيد مبابي بشكل كبير، خصوصًا في المباريات الحاسمة مثل نهائيات دوري أبطال أوروبا أو المباريات ضد الفرق الكبرى في الدوري الإسباني، من خلال متابعة تعامل لوكا مودريتش مع الضغوط الجماهيرية، يمكن لمبابي أن يتعلم كيفية الحفاظ على تركيزه والابتعاد عن الضغوط الإعلامية التي قد تؤثر سلبًا على أداء اللاعبين الشباب.
دور لوكا مودريتش في تطوير مستوى مبابي مع ريال مدريد سيكون حيويًا في تعزيز مستوى كيليان الفني والعقلي، بفضل خبرته الواسعة وموهبته الاستثنائية، سيكون الكرواتي بمثابة معلم للفنان الفرنسي، مما يساعده على تحسين مهاراته التكتيكية، التعامل مع الضغوط، وتطوير استراتيجيته الهجومية، من المتوقع أن تكون هناك شراكة رائعة بين اللاعبين، حيث يسهم مودريتش في رفع مستوى مبابي ليكون أحد أفضل اللاعبين في العالم.
[/sc]