دييجو أرماندو مارادوناكأس العالمتقارير ومقالات خاصة365TOP
الأكثر تداولًا

إلى ميسي وكفارا وأوسيمين.. جعلتم مارادونا سعيدًا في السماء

أنا مارادونا، كنت الأفضل في قلب كل أرجنتيني، كنت معشوقًا لكل من ينتمي لـ نابولي، لكن هناك من سيتقاسم معي تلك المحبة الآن.

لم أفارق الحياة في الخامس والعشرين من نوفمبر لعام 2020.. أبدًا! بقيت روحي معكم، والآن يمكنها أن تغادركم مع جسدي، بعد أن حقق مُحبيني أحلامهم من جديد، بدون جسدي، بدون عقلي، ولكنهم كانوا مُحاطين بروحي ودعواتي لهم من السماء.

ميسي أفضل مني

ليونيل ميسي هو لاعب كرة قدم أفضل مني، لا أجد غضاضة في قول ذلك الآن، ويمكن لشعب الأرجنتين أن يقول ذلك أيضًا، لأنه لم يتركهم ولم يتخل عن حلمه وحلمهم.. لأنه جعل مسيرته استثنائية تمامًا، عكسي، عكس مسيرتي التي دمرتها بيدي وبعقلي.. ليو كان ينقصه تلك القطعة الذهبية فقط، وها هو قد حققها الآن.

تابعت الهزيمة أمام السعودية، ولا أخفيكم سرًا، اعتقدت بأننا سنودع البطولة من دور المجموعات، حتى أمام المكسيك، كنت خائفًا، حتى رأيت ميسي يستلم الكرة من على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 64.. قلت له أن يسدد، لا أعلم ما إذا قد سمعني أم لا، لكنه مزق الشباك بتسديدته.. أتعلمون؟ أعتقد أن ذلك الهدف هو من منحنا المونديال، هو من أعاد الثقة لهؤلاء اللاعبين ومعهم ميسي، ويمكنكم أن ترون ذلك من تعابير ليو بعد الهدف وفرحة زملائه.

ميسي نضج بشكل كامل، أدرك أخيرًا بأن المهارة وحدها لا تكفي لتحقيق تلك الكأس.. نعم، أخبرته بذلك، أخبرته أنه يحتاج لـ 10 لاعبين بجواره يضعون أرواحهم فداءً لذلك القميص على أرضية الميدان، يكفي ذلك، فهو سيتكفل بمهمة التسجيل، سيراوغ ذاك ويخدع الآخر بذكائه، إضافة لذلك، أصبح قائدًا حقيقيًا الآن، اجتمع حوله اللاعبون.. اجتمعوا لتحقيق هدف واحد، وهو إسعاد ذلك الشعب الذي لم يعرف تلك اللذة منذ 1986، هؤلاء اللاعبون كانوا يحبونه بشكل لا يُصدق، لقد رأيتهم.. إيميليانو مارتينيز، رودريجو دي بول، أنخيل دي ماريا و.. إلخ.. يا إلهي! تمنيت لو كانوا معي أيضًا.. لكنا قد حققنا المونديال مرة أو اثنتين في حقبتي.. لقد أفرحوا روحي، لوددت أن أقول ذلك لكل منهم، لكن لا بأس، سأخبرهم وأعانقهم عندما نجتمع معًا مرة أخرى.

لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة

نابولي أيضًا تُوج بالدوري الإيطالي بعد غياب! روحي لا يمكنها التوقف على الرقص الآن، فقصة ذلك الفريق الجنوبي مماثلة لقصة الأرجنتين، حتى نفس الظروف الاقتصادية تقريبًا.

لا أعرف ما حدث مع ذلك الفريق منذ رحيلي، عانوا كثيرًا، وكانوا قرببين كثيرًا من التتويج بتلك البطولة، لكن لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة عندما أعرف بأن أول تتويج لهم سيكون على ملعب سموه “دييجو أرماندو مارادونا”.

استمتعت بما قدموه، كانوا ينثرون سحرهم على أرض كل ملعب ذهبوا إليه، ما جعل العالم كله يتغنون بهم.. يا إلهي! كم تمنيت ولو قام المعلق الإماراتي فارس عوض بالتعليق على أحد أهدافي هناك، ذلك التفاعل على أهداف نابولي كفيل بأن يجعل كل من يسمعه، مشجعين لذلك الفريق.

سمعت الناس يرددون “كفارادونا” على أحد اللاعبين الذين يلعبون في ذلك الفريق، إنه حقًا يُذكرني بنفسي، لاعب موهوب ورائع، وأعاد اللقب إلى خزائن النادي بعد غياب.

تحدثت معه، طالبته بأن يستمر مع الفريق، الموسم المقبل سيكون أفضل، وذلك الموسم قدم هو وزملائه على رأسهم ذلك الداهية النيجيري فيكتور أوسيمين، أفضل أداء للنادي على مر التاريخ.. تجاوزوا ما فعلته حتى أنا وزملائي في الماضي، لكن أهم من ذلك الاستمرارية.. الأموال ستكون مُغرية للبعض، لكنني أعلم بأن ذلك الـ “كفارادونا”، وبعض من زملائه سيستمرون، على آمل أن يتخطوا إنجازاتي مع الفريق.

أنا دييجو أرماندو مارادونا، وعشت أفضل المواسم دون أن أتواجد بجسدي، والشكر كل الشكر لـ أفضل لاعب في التاريخ من جهة، و”كفارادونا” وفيكتور أوسيمين من جهة أخرى.. إلى أن نلتقي في السماء

مُحبكم دييجو أرماندو مارادونا.

اسماعيل محمود

صحفي مصري مواليد 1999، بدأ عمله الصحفي عام 2017، وأبرز أعماله حوارات صحفية مع تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، ماركو أسينسيو، لوكاس بودولسكي، راؤول ألبيول، خيسوس نافاس، إيفان راكيتيتش وكلاوديو برافو. قمت بتغطية عدة بطولات دولية مثل بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، كأس العالم 2023 للأندية بجدة، وكأس آسيا… More »

4946 مقال