إلغاء هدف في كأس العالم وإيقاف بسبب مسدس.. ماذا يحدث عند نزول المسؤولين إلى أرضية الملعب؟
من المتعارف عليه لجماهير كرة القدم جميعا من المسموح لهم بالتواجد داخل أرضية الملعب وما حولها في أي مباراة إحترافية حول العالم، ولزيادة التأكيد هم بالطبع لاعبي الفريقين، والأجهزة الفنية بأفرادها “أصحاب تصاريح التواجد”، والحكام، والمصوريين الصحفيين، وأفراد الأمن، وجامعي الكرات.
ما تم ذكره هو عدد كبير جدا من الأشخاص يتواجدون جميعا داخل المستطيل الأخضر أو المساحة التي تحاوطه، ولكن هل تتخيل أن دخول فرد واحد فقط غير مسموح بتواجده على هذا العدد قد يتسبب في فوضى كبرى، وهذا بعيدا عن تسلل أحد المشجعين مثلا لإلتقاط صورة مع لاعبه المفضل أو حتى محاولة مهاجمة لاعب لأن أفراد الأمن يسيطرون على الموقف سريعا، ولكن الأخطر هو ما يحدث من رؤساء ومسؤولين في اللعبة، والتاريخ يمتلئ بالعديد من القصص في هذا الأمر لذلك يجب أن نتحدث عن أبرزها.
إلغاء هدف في كأس العالم
واحدة من الوقائع المثيرة كانت في كأس العالم 1982 في إسبانيا، وبالتحديد في مباراة فرنسا ضد الكويت في الجولة الثانية من البطولة، وكان الديوك متقدمون بنتيجة 3-1 وبعد أن سجل ألان جيريس الهدف الرابع اعترضوا لاعبو المنتخب الكويتي بشدة وطالبوا الحكم السوفيتي ميروسلاف ستوبار بعدم احتساب هذا الهدف.
وأكد لاعبو منتخب الكويت أنهم سمعوا الحكم يطلق صافرته فتوقفوا عن اللعب ليؤكد حكم اللقاء أنه لم يطلق الصافرة نهائيا وأن الصوت جاء من الجماهير وظل اللاعبون معترضون وأصروا على موقفهم وتوقف اللقاء إلى أن نزل فهد الأحمد آل جابر الصباح رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم إلى أرضية الملعب.
— اخبار الدوري 🇰🇼 (@vid_379810) June 21, 2020
طالب الشيخ فهد الحكم السوفيتي بعدم احتساب الهدف مؤكدا أنه غير مستحق وأكد أنه في حالة احتسابه سينسحب منتخب الكويت من اللقاء وبعد محادثات على أرضية اللقاء قرر ميروسلاف إلغاء الهدف بالفعل وسط اعتراضات شديدة من لاعبي فرنسا الذين عادوا وسجلوا الهدف الرابع مرة أخرى وانتهى اللقاء بنتيجة 4-1، وأصبح هذا الحدث حديث العالم، واتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد ذلك قرارا بسحب الشارة الدولية من حكم المباراة وفرض غرامة مالية على الاتحاد الكويتي.
رئيس الزمالك يحمي حكم المباراة
وفي نصف نهائي كأس مصر عام 2017 بين الزمالك ضد المصري، والتي انتهت بفوز الفريق البورسعيدي بنتيجة 2-0 وتأهله إلى نهائي البطولة، وسط اعتراضات شديدة من لاعبي الأبيض والجهاز الفني على قرارات محمود عاشور حكم اللقاء، ليتفاجئ الجميع بنزول مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء إلى أرضية ملعب برج العرب وبالرغم من محاولة أفراد الأمن منعه ولكن أكد لهم نيته في حماية الحكم وبالفعل اصطحب عاشور في يده إلى خارج الملعب ليحميه من اعتراضات فريقه الذي منعهم في الحديث في أي شيء وقتها.
هدف تحت تهديد السلاح
نذهب هذه المرة إلى الدوري اليوناني الممتلئ دائما بالمشاهد العجيبة، وتعود الواقعة إلى عام 2018 عندما اقتحم إيفان سافيديس رئيس نادي باوك سالونيكا ملعب مباراة فريقه ضد أيك أثينا معترضا على إلغاء حكم اللقاء هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 90 والذي كان كافيا لفوز فريقه في اللقاء الذي ظل التعادل السلبي مسيطرا عليه حتى لحظة إحراز هذا الهدف.
ولكن الشيء الذي لفت الأنظار هو أنه كان يحمل مسدسا بل وظهر في الكاميرات ويده تذهب إلى المسدس وكاد أن يظهره في وجه الحكم واعترض بشدة على القرار وحاولت قوات الأمن السيطرة على الموقف وبالفعل تم السيطرة عليه وخرج سافيديس من الملعب وألغى الحكم الهدف ليعترض لاعبو أيك على الأمر بشدة ورفضوا استكمال اللقاء ليتم إلغاء المباراة، وبعد ذلك يصدر قرار بتعليق مباريات الدوري اليوناني بالكامل والتحقيق في الأمر الذي أصبح حديث العالم.
وقررت لجنة الانضباط بالدوري اليوناني منع رئيس نادي باوك من دخول جميع ملاعب كرة القدم في البلاد لمدة ثلاث سنوات، وفرض غرامة قدرها 100 ألف يورو على سافيديس، و63 ألف يورو على النادي وخصم ثلاث نقاط من رصيده في الدوري.
منع إيفان سافيديس رئيس باوك سالونيكا اليوناني من دخول الملاعب وتغريمه 100 ألف يورو وخصم 3 نقاط من رصيد النادي بالدوري المحلي بسبب دخوله الملعب حاملا مسدسه الشخصى خلال مباراة فريقه مع أيك أثينا pic.twitter.com/FACkhkRn1F
— قنوات الكاس (@AlkassTVSports) March 30, 2018
كلب رئيس النادي يعطل المباراة
وبعيدا عن المشادات والاعتراضات كان هناك واحدة من الوقائع الطريفة في الدوري السويسري عام 2021 في مباراة فريق زيورخ ضد سيون، وتفاجئ الجميع بدخول كلب إلى أرضية الملعب ليقرر الحكم إيقاف المباراة لبضعة دقائق إلى أن يخرج الكلب، وكانت المواجهة لا تزال في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول.
وتبين أن الكلب يدعى “كوكي” وهو ملك أنسيلو كانيبا رئيس نادي زيورخ، الذي نزل إلى أرضية الملعب على الفور لإخراج كلبه وسط ضحكات وجو مبهج من الجميع وتم استكمال اللقاء بشكل طبيعي دون أي مشكلة.
The FC Zürich President had to run down to collect his dog Cookie who had invaded the pitch during their match against Sion…pic.twitter.com/fNmxPK5B9E
— The Sportsman (@TheSportsman) February 21, 2021
ماذا يحدث في الدوري التركي؟
بالطبع ما فتح الحديث عن هذا الأمر وأعاد إلى الأذهان وقائع تاريخية هو الدوري التركي الذي يعاني من فوضى كبرى في الفترة الأخيرة، بدأت من الواقعة الشهيرة التي حدثت يوم الإثنين الماضي 11 ديسمبر 2023، بقيام فاروق كودجا رئيس نادي أنقرة جوجو بالنزول إلى أرضية ملعب مباراة فريقه ضد تشايكور ريزه سبور في الدوري التركي واعتداؤه بالضرب على خليل أوموت ميلر حكم اللقاء عقب نهاية اللقاء بسبب اعتراضه على القرارات التحكيمية.
وعلى الفور تم اعتقال فاروق كودجا ووضعه في السجن وقرر الاتحاد التركي لكرة القدم إيقافه مدى الحياة وتوقيع غرامات قاسية على نادي أنقرة جوجو، وتم تعليق مباريات الدوري التركي، ولكن تقرر استئناف المسابقة بداية من أمس الثلاثاء 19 ديسمبر وخوض مواجهات الجولة السابعة عشر
وتفاجئ الجميع بواقعة جديدة في الدوري التركي وكانت هذه المرة من أجمل فائق علي ساري أوغلو رئيس نادي أسطنبول سبور الذي نزل إلى أرضية ملعب مباراة فريقه ضد طرابزون سبور، وطلب من لاعبيه الانسحاب من اللقاء في الدقيقة 73 اعتراضا منه على قرارات الحكم وتم إلغاء اللقاء بالفعل وفي انتظار قرارات صارما من الاتحاد مرة أخرى.
İstanbulspor – Trabzonspor maçı 73. dakikada yarıda kaldı.
— beIN SPORTS Türkiye (@beINSPORTS_TR) December 19, 2023
İstanbulspor Başkanı Ecmel Faik Sarıalioğlu, takımını sahadan çekti. pic.twitter.com/ACUdI1fm2u
وهذا هو الذي ذكرناه في بداية الحديث، أن فردا واحدا غير مسموح له بالتواجد ضمن كل أفراد المنظومة المتواجد داخل أرضية الملعب وما حولها، قد يتسبب في فوضى عارمة وأذى كبير يصل إلى الاعتداء بالضرب أو إلغاء مباراة بأكملها، والأبشع من ذلك أن هذا الفرد هو المسؤول الذي يجب أن يتم الاقتضاء به فماذا يفعل البقية إذا؟ والسؤال الأهم في الأساس هو “لماذا ينزل المسؤولين إلى أرضية الملعب؟”.