إعادة تأسيس تاريخية ودور رجل Microsoft.. كيف وصل سياتل ساوندرز إلى العالمية؟
انطلقت بطولة كأس العالم للأندية، والتي تُقام في المغرب في الفترة من 1 إلى 11 فبراير الجاري.
ويُمثل العرب في مونديال الأندية فرق الأهلي المصري، الوداد البيضاوي المغربي والهلال السعودي، إضافة لـ 4 فرق أخرى وهم ريال مدريد الإسباني، فلامينجو البرازيلي، سياتل ساوندرز الأمريكي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي.
وتأهل النادي الأهلي المصري للدور الثاني لبطولة كأس العالم للأندية، وذلك بعد انتصاره على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بثلاثية نظيفة، ليضرب موعدًا مع سياتل ساوندرز بطل كأس الكونكاكاف، والذي يُشارك في المونديال للمرة الأولى.
فريق سياتل ساوندرز غير معروف للكثيرين، بل من الممكن أنه جاء أمام أعين العرب فقط عندما تأهلوا لكأس العالم للأندية وأوقعتهم القرعة في مواجهة محتملة مع الأهلي، وفي هذا التقرير، نستعرض تاريخ النادي الأمريكي، الذي استطاع تحقيق النجاح وصولًا للعالمية في بلد كرة القدم فيها يُطلق عليها “سوكر” وليس “فوتبول”.
التأسيس
مرحلة التأسيس يعتبرنا شقها لنصفين، الأولى عندما وُجد فريق “ساوندرز” في الفترة من 1974 إلى 1983 وحينها نافس في دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم، قبل أن يُعاد إطلاق تأسيسه مرة أخرى باسمه الحالي سياتل ساوندرز كنادي كرة قدم أمريكي محترف للرجال مقره مدينة سياتل، في الثالث عشر من نوفمبر 2007.
وبدأ فريق سياتل ساوندرز في المشاركة في دوري “MLS” الأمريكي لكرة القدم عام 2009، ويُشارك في القسم الغربي، ولكن ما قصة إعادة التأسيس؟
مالك النادي بالأغلبية هو رجل الأعمال أدريان هاناوير، إضافة لـ باول ألين ودرو كاري بملكية أقل، إضافة لـ 14 عائلة من منطقة سياتل.
من أجل المشاركة في دوري “MLS” الأمريكي، كانت القوانين تنص على دفع مقابل مادي للحصول على حقوق امتياز تجعل الفريق مؤهلًا للمشاركة في تلك البطولة.. حاول أدريان مالك النادي مرارًا وتكرارًا إشراك فريقه، لكن فرقًا آخرًا كانت تشارك بدلًا منه، حتى زادت رسوم المشاركة في تلك البطولة إلى 10 ملايين دولار، وهنا أكد هاناوير صعوبة دفع ذلك المبلغ، دون مساعدة المزيد من المستثمرين الراغبين في رؤية اسم سياتل في البطولة الأمريكية.
وبمشاركة باول ألين ودرو كيري وعدة أشخاص أخرين، قدم نادي سياتل عرضًا بقيمة 30 مليون دولار للمشاركة في الدوري الأمريكي، وهو ما تم قبوله، ليتم تغيير الاسم إلى سياتل ساوندرز، كذلك شعار الفريق، لتنطلق بعد ذلك رحلة أحد أنجح الفرق في تاريخ كرة القدم بأمريكا.
رجل Microsoft مؤسس مدرسة علم التحليل في سياتل ساوندرز
ما ميز فريق سياتل ساوندرز الأمريكي في عهده الجديد هو الاعتماد على تحليل الأداء والبيانات، وبداية ذلك الاعتماد كانت عن طريق ديف تيني مدير العلوم والأداء الرياضي بالنادي، حيث قضى 3 سنوات منذ عام 2009 وحتى 2012 باستخدام مُشغل متتبع للاعبين لتحليل بياناتهم لكنه احتاج إلى مساعدة فنية لمعرفة كيف يمكن استخدام تلك البيانات بشكل أفضل للفوز بالمزيد من المباريات والحفاظ على مد اللاعبين بالتحديثات المتعلقة ببياناتهم، ليأتي دور ذلك الرجل القادم من الهند، رافي رامنيني.
رافي رامنيني كان محبًا لكرة القدم لكنه لم يعمل فيها من قبل، عمل في البداية لمدة تزيد عن 6 سنوات بشركة Microsoft، في مجموعة متنوعة من المشاريع بما في ذلك تحليل مجموعات البيانات واسعة النطاق لسلوك المستخدم على محرك بحث Bing وبناء محرك للكشف عن الاحتيال قائم على القواعد لخصائص Microsoft عبر الإنترنت.
رامنيني كان يقضي وقت فراعه في تحلي البيانات والتحليلات المتعلقة بكرة القدم عبر مدونة خاصة به، ليتم تعيينه أواخر عام 2012 كمحلل للأداء في فريق سياتل ساوندرز، من قبل ديف تيني، فكان تأثيره عظيمًا في ذلك الفريق.
ساعد رامنيني الفريق في تخليل البيانات وتصورها بشكل أكثر فاعلية، لمساعدة الجهاز الفني على الإجابة على مزيد من الأسئلة، وهو ما أتى ثماره، بتحقيق الفريق لنتائج مميزة وفوزه ببطولة الدوري عدة مرات.
يقول رامنيني في تصريح سابق له:”لقد استغرق الأمر بعض الوقت ، لكنني أظهرت أنه يمكنني مساعدتهم، لقد تمكنت من بناء الثقة ببطء والآن يمكنني الإجابة على أسئلة المدربين ، الذين يثقون في الأرقام وفيً أيضًا.”
بداية رامينيني كانت مختلفة بكل تأكيد عن ما ترك الفريق عليه، ففي البداية، يقول محلل الأداء بأنه لم تكن هناك سوى جداول بيانات Excel، لكنه بدأ في إنشاء منصة وتقارير لكل لاعب وكل جلسة تدريبية، الأمر الذي أدى إلى تقديم المعلومات بطريقة أسهل للمدربين
رامينيني أكد بأن الأمر لم يكن سهلًا خاصة في البداية، حيث استغرق بعض الوقت، لكنه أظهر أنه بإمكان مساعدة الفريق واللاعبين والجهاز الفني، ما أدى بعد ذلك إلى أهمية دوره بشكل بالغ في نادي سياتل ساوندرز الأمريكي، حتى أنهم كانوا يستعجلونه بخصوص التقارير والبيانات المطلوبة.
وعن مدى تأثير البيانات التي يُخرجها، في التدريبات أو أثناء المباريات، يقول رامينيني:”رامينيني: “ليس من السهل إنشاء هذا الرابط، أتطلع دائمًا إلى تحديد الأمر كميًا من حيث مدى تغير تدريبنا ، ومدى نظرنا إلى البيانات وكيف نستخدمها لاتخاذ القرارات”.
ويُضيف:”الطريقة التي تعمل بها ، يتم إرسال تقارير التدريب إلى ديف ، وهو يتخذ قرارًا بتغيير مقدار السرعة العالية التي يقوم بها كل لاعب في اليوم التالي ، على سبيل المثال. ربما يحصل الرجال المثقلون بالأعباء على بعض الأعمال الإضافية ، بينما يقوم الرجال المثقلون بأعباء أقل قليلاً. هذه كلها قرارات تتخذها باستخدام هذه البيانات”.
رحلة رامينيني أتت لنهايتها مع سياتل ساوندرز، لكن بعد أن ترك إرثًا عظيمًا خلفًا في ذلك الفريق، حيث خلفه تايلر كوكس العام الماضي 2022، بعد 9 سنوات لـ رافي في النادي.
غادر رافي الفريق بعد أن بنى جداول البيانات من الألف إلى الياء وأنشئ فرعًا كاملًا للنادي في ذلك المجال، والذي كان أساسيًا للمنافسة والفوز بالبطولات المتعددة، ليخلفه كوكس الذي عمل لأكثر من 8 سنوات في فريق التحليل بنادي أرسنال الإنجليزي.
معلومات إضافية عن سياتل ساوندرز
يُعد سياتل ساوندرز من بين أنجح الفرق في أمريكا، حيث فاز بكأس الولايات المتحدة المفتوحة 4 مرات، ودرع المشجعين عام 2014، ودوري MLS في عامي 2016، 2018، كما شارك في كأس الكونكاكاف ست مرات.
وأصبح سياتل ساوندرز أول فريق في دوري MLS يفوز ببطولة دوري أبطال الكونكاكاف في نظامه الجديد، في عام 2022، ليضمن مكانًا في كأس العالم للأندية.
سياتل ساوندرز يحظى بشعبية كبيرة في أمريكا، وحقق رقمًا قياسيًا في الدوري الأمريكي لمتوسط الحضور الجماهيري في كل موسم من مواسمه الأولى الخمسة في دوري MLS.
لعب له عدد من اللاعبين الشهيرين، على رأسهم الدولي الأمريكي السابق كلينت ديمبسي.