أهزوجة “Hey Jude” خرجت من رحم ليفربول وأعادت جماهير ريال مدريد ولادتها لأجل جود بيلينجهام
حين تشاهد مباريات ريال مدريد هذا الموسم، أصبح من الطبيعي أن تسمع مقطع من أهزوجة فريدة تُعزف بحناجر جماهير الميرينجي تقول: ” Hey Jude.. Na, na na na na na na “، من يسمعها للوهلة الأولى سيدرك أنها تغنى خصيصًا لأجل جود بيلينجهام.
شاب إنجليزي لم يتعدى عمره الـ 20 عامًا بعد، أعاد للعالم موسيقى قد تُأخذك إلى عبق الستينات، لتُعزف مرارًا في سانتياجو برنابيو بمجرد أن تلمس الكرة قدماه! وفي كل مرة يسدد كرة صاروخية يخطف بها فوزًا لريال مدريد ويخطف معها قلوب الجميع.
حتى وإن كنت لا تشجع ريال مدريد.. ستبتسم لا إراديًا عندما تشاهد ما يفعله جود بيلينجهام!
أما عن تلك الأهزوجة؛ -التي قُدمت للعالم بمشاعر وكلمات وموسيقى 4 شبان من مدينة ليفربول أطلقوا على أنفسهم إسم “فرقة البتلز”، الفرقة الإنجليزية الأشهر على الإطلاق-، لن أقدر على قول أنها أهزوجة “عفا عليها الزمن” لأن هؤلاء تحديدًا هم من صنعوا تاريخ الموسيقى ليتوقف عندهم الزمن وتظل موسيقاهم باقية تدور بك في آلة تُعرف في عالمنا الآن بـآلة الزمن.
هل سمعت من قبل عن شخص عاد بالزمن بمجرد سماع أهزوجة؟! جرب أن تستمتع إلى هذه الأهزوجة وأنت تواصل القراءة، وأخبرني بما سيحدث معك في النهاية!
تستمع إليهم فتظن أنك ذهبت إلى عالمهم! ولكنك لا تزال بين عالمنا، موسيقى تضعك في وضعية “الديجافو” لتظن أنك تمتلك ذكريات معينة دون تذكر ملامحها، فتشعر لربما عشت حياة أخرى أو عقلك الباطن خزّن الكثير والكثير من مشاهد أفلام الستينات حتى أخذك في جولة خفيفة بخيالك إليهم!
أن كان لديك في أسرتك أحد شغوف بموسيقى الروك والبوب، بمجرد ما توجه له سؤال ما هي أعظم فرقة موسيقية في تلك الفئة، بدون أي تردد سيقول: “البتلز”.
جماهير ريال مدريد تعيد إحياء أهزوجة البتلز Hey Jude
فلاش باك.. عام 1968 وتحديدًا في طريق طويل من ليفربول إلى لندن، انخرط “بول مكارتني” في حالة عاطفية شديدة لم يخرج منها إلا بكلمات أهزوجة عنوانها Hey Jude.. عاش فيها للحظات كأنه طفل صغير عمره لم يتعدى الـ 5 سنوات!
حتى تمكن من جعل الجميع الكبار منهم والصغار في ترديد كلماتها طوال الوقت حتى أصبحت أنغامها تُعزف في العالم أجمع! يقال أن في وقت خروجها إلى النور.. تصدرت 11 دولة وتم بيع 8 ملايين أسطوانة لها في أنحاء العالم!
Bellingham ha caído de pie en el Real Madrid.
— Jose Padilla (@JosePadi_) September 20, 2023
El Bernabéu canta “Heeeeey, Jude”. pic.twitter.com/qrgHrfLcIl
الزمان: أغسطس 2023.. المكان: ملعب سانتياجو برنابيو.. الحدث: ” لا جديد! هدف لريال مدريد في الوقت القاتل يُسجله جود بيلينجهام، والجميع في الملعب لا يكف عن ترديد ” Hey Jude.. Na, na na na na na na “.
” لحظة الهدف سمعت صوت الجماهير كان ضخمًا في الملعب! وعندما قاموا بغناء أهزوجة ” Hey Jude” شعرت بقشعريرة، أردت أن أستدير وأظل ساكنًا فقط للاستماع إلى أصواتهم، لكن لوهلة شعرت قدمي ترتعش “.
جود بيلينجهام عن غناء جماهير الميرينجي لأهزوجة Hey Jude
بيلينجهام أو مثلما يحب جماهير ريال مدريد مناداته “بيلي”، بات يستقبل هذا المقطع من الأهزوجة بإحتفال الأذرع المفتوحة! قال عنه الكثيرين أنه جزء من حملة دعائية لشركة راعية للاعب نفسه!
لكن بالعودة إلى دفاتر فرقة البتلز، ستجد الشبان الأربعة عادة ما يستقبلوا صيحات جماهيرهم المحبة على خشبة المسرح بأذرع مفتوحة.
حتى أن البعض أكد أن “بول مكارتني” أسس رقصة انتشرت في أغلب المسرحيات التي عمل عليها، حينها الراقصون كانوا يؤدون الرقصات على نغمات الأهازيج بأذرع مفتوحة أيضًا، حتى أن الجماهير باتت تقلد الرقصة بأذرع مفتوحة على مقاعدهم في الحفلات!
ماذا عن جود الحقيقي ؟
ربما لم يأت على بال بول مكارتني عندما كان في سيارته عام 1968 وهو يُدّون كلمات تلك الأهزوجة لأول مرة، أن بعد 60 عامًا بعدما خرجت أهزوجته الفريدة إلى النور وغزت العالم وأحدثت ضجة، بإنها ستعود لتحدث ضجيج من نوعِ آخر في ملاعب كرة القدم الأوروبية! وبرغم أنها صُنعت بإسم غير إسم صاحبها الحقيقي!
نعم! الحقيقة هي أن جود الحقيقي لا يمتلك إسم كهذا بالأساس، الأغنية كانت سيطلق عليها “Hey Jules” في البداية، نسبة إلى جوليان نجل “جون لينون” أحد أعضاء فرقة البتلز! قبل أن يتم تعديل أسمها قليلًا لتصبح “Hey Jude” نسبة إلى شخصية “جود” في المسرحية الموسيقية “أوكلاهوما” التي كان “بول مكارتني” يؤلف ألحانها.
أما عن جوليان الذي كُتبت له تلك الأهزوجة، فقد اعترف في التسعينات أن الأغنية المليئة بالأمل والشغف والحزن الذي يغلف جنباتها كُتبت لأجله! وتحديدًا عندما كان عمره 5 سنوات فقط ويعيش قصة انفصال والديه -جون لينون وزوجته سينثيا- بمفرده! بكل مشاعر الكون الغير مفهومة بعمره حينها.
يقول جوليان في تصريحات صحفية سابقة: ” أخبرني بول مكارتني في أواخر الثمانينات عندما التقينا معًا في نيويورك ذات مرة، أن تلك الأهزوجة كانت لي! “.
وأضاف جوليان: ” بول قال أنه كان يفكر دائمًا في الظروف التي عشتها بمفردي في عمري هذا، وحول ما كنت أعانيه وما يجب عليّ أن أعانيه فيما بعد، المدهش أن “بول” كان أقرب لي دائمًا من أبي! يبدو لي الآن أننا أنا وبول كانت لنا صور كثيرة في طفولتي أكثر من صوري مع أبي! “
وأتم في حزن: ” لم أرغب أبدًا في معرفة حقيقة ما كان عليه أبي وكيف كان يتعامل معي، وما قصة الانفصال، كانت هناك بعض الأشياء السلبية للغاية، لكن في كل مرة كنت أسمع تلك الأهزوجة كنت أشعر بشيء ما، من الغريب أن تظن دائمًا أن شخصًا ما كتب أغنية عنك ولك.. حتى علمت أنها لي! “.
نهاية بعنوان ” ودي حكمة الأيام أكون في حياتك بس مليش مكان!”..
يقولون عنهم دائمًا: هؤلاء 4 شبان أنقذوا العالم من الملل في الستينات!، من ليفربول خرجوا إلى النور للمرة الأولى وإلى ليفربول ظلوا إلى الأبد.. حتى أن حكمة الأيام جعلت “جود بيلينجهام” ينثر سحره في ملاعب أوروبا، لتعود تلك الأهزوجة إلى النور معه مرة أخرى.
عزيزي في زيارتك المرة القادمة إلى مدينة ليفربول عليك زيارة متحف البتلز، عش تجربة فريدة مع الخنافس الأربعة الذين أبهروا العالم بموسيقاهم وغيّروا معالم الموسيقى في الستينات.. أترك نفسك لإيقاع البيانو الذي لمسته أصابعهم يومًا ما وأوتار جيتاراتهم التي احتضنوها في سابق العهد أن تخبرك بكل شيء!