أخبارتقارير ومقالات خاصةريال مدريدكرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطاليةكرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

أنا كريستيانو رونالدو .. لا يهمني الألوان وألعب من أجل نفسي فقط

” لن أدع ميسي يتفوق عليّ أبدًا.. أريد المواصلة من أجل البقاء في القمة وحيدًا.. أنا فقط ومن بعدي يأتي البقية.. لا أحب المقارنات ولا تُبقيني العاطفة في مكان.. أنا هنا من أجل نفسي فقط.. أنا كريستيانو رونالدو”..

يجلس في صمت داخل حجرة مغلقة عليه.. ويصوب أنظاره لحائط مليء بالجوائز والميداليات.. صامت لكن عقله بداخله صخب كبير.. سؤال وحيد يتردد كل لحظة ولم يجد له إجابة بعد.. انتظر أم أرحل ؟! لا إجابة؟ إذا فلنفكر من البداية.. فقط أنا وعقلي!

كريستيانو رونالدو.. عاشق من الدرجة الأولى لتحطيم الأرقام القياسية ومعانقة الألقاب، لكن وبعد الـ 17 عامًا من النجاح في الساحرة المستديرة، باتت ملامح شخصية البرتغالي تظهر شيئًا فشيئًا.

والآن.. الجميع يكاد يُجزم على مدى عشقه لأن يكون محط حديث الجميع، أين هو؟ ماذا يفعل؟ لأي فريق سيذهب؟ هل يستمر مع مانشستر يونايتد ؟ هل يفكر في الاعتزال ؟.. جميعها أمور ربما تكشف عن الوجه الآخر لكريستيانو رونالدو.. الوجه الذي لا تحبه الجماهير أبدًا.

المشهد الأول:

المكان: كييف – أوكرانيا

الزمان: مايو 2018

زيدان ورونالدو – ريال مدريد

يقف أمام عدسات الكاميرات وعلى وجهه ابتسامة عريضة ويُشير بأصابع يده اليسرى بالرقم ( 5 ) وفوق رأسه يضع ذات الأذنين، في إشارة منه على حصده اللقب الخامس في دوري أبطال أوروبا في تاريخه.. تاريخه هو فقط! اعتاد رونالدو على جمع أرقامه القياسية لإظهار كم جميل هو وجوده معنا على هذا الكوكب.. أليس كذلك؟!

رونالدو يتحدث بعد ساعات قليلة من فوزه رفقة ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 13-: ” كانت لحظاتي رائعة مع ريال مدريد، سوف أعلن عن مستقبلي خلال الأيام القليلة المقبلة! “.

في مشهد ربما لم تنساه جماهير الميرينجي حتى الآن، وبرغم أن قلب البرتغالي في تلك اللحظة كان ينتفض من شدة الفرحة، بعد فوزه بدوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي، والمرة الخامسة في تاريخه.

لكن لم يراعِ رونالدو فرحة جماهير ريال مدريد التي لطالما ساندته منذ يومه الأول في سانتياجو برنابيو، وقرر التلميح لرحيله بعد ساعات فقط من حصد دوري الأبطال ليضع ناديه في موقف حرج أمام الجماهير والإعلان!

بعد أيام قليلة من هذا اليوم، وجهت كافة أصابع الإتهام في خروج رونالدو من جنة ريال مدريد إلى فلورنتينو بيريز، بعدما تصاعدت حدة شائعات رفضه التجديد للبرتغالي بالمقابل المادي الذي يريده اللاعب.

هنا تغافل رونالدو عن تقدير جماهير ريال مدريد له، وتفضيله على الجميع في البرنابيو، فقط وضعها خلف ظهره ولم يلتف مرة أخرى..

  • في صباح غائم لم تظهر له شمس بعد برغم أننا في العاشر من يوليو! وصلني إشعار على هاتفي يقول بأن كريستيانو رونالدو رحل عن ريال مدريد! لم أصدق.. تداخلت مشاعري بالكامل حتى أنني تمنيت لو أن شخصًا ما يأتي للتو لسرقة الهاتف ليزول هول ذهولي ويصبح مجرد مقلب ثقيل الدم!

المشهد الثاني:

المكان: تورينو – إيطاليا

الزمان: يوليو 2021

رونالدو – يوفنتوس

رونالدو يتحدث مع خورخي مينديز “وكيل أعماله”: ” لا أريد البقاء هنا لحظة.. دعنا نغير المشهد سريعًا.. لا أطيق التعامل مع أليجري.. دعنا لا نظهر ذلك الآن! “.

بعد رحلته الطويلة في ريال مدريد، اختار رونالدو يوفنتوس لارتداء قميصه في صيف 2018، في صفقة ضخمة كان صداها واسعًا في ذلك الوقت، لكن حقيقة الأمر هي، أنه ذهب إلى تورينو من أجل الفوز بدوري أبطال أوروبا 6 مرات، ليصبح أول لاعب على الإطلاق يحصد لقب ذات الأذنين 6 مرات ومع ثلاث فرق مختلفة، أي من أجل تعزيز ألقابه وتاريخه هو وليس الفرق التي يلعب لها.

ومن الأمور التي تظهر الوجه الغير محبوب لرونالدو، هي تراشق التصريحات المتبادلة بينه وبين زملائه السابقين في ريال مدريد، فبعد ذهابه إلى يوفنتوس مباشرة، أكد أنه يشعر بالراحة في تورينو، والجميع هناك يتعامل كأسرة واحدة، بخلاف حديثه عن زملائه ديبالا وماندزوكيتش، مؤكدًا بأن الثنائي لا يغضبان إذا لم يسجلا الأهداف، عكس لاعبين في أندية أخرى “يقصد زملائه في ريال مدريد”.

لكن بعد 3 سنوات بالتمام ابتعد فيهم البرتغالي عن منصات التتويج في بطولته المفضلة “دوري الأبطال” فقرر تغيير المشهد مرة ثانية!

https://twitter.com/eurocnfleague/status/1523021547736211459

اضطر يوفنتوس بعد نهاية موسم 2020/2021، لإقالة “بيرلو” من تدريب الفريق الأول، والذي تجمعه علاقة صداقة قوية مع رونالدو، ليتم استبداله بـ “ماسيميليانو أليجري” في محاولة لإنقاذ السيدة العجوز من تراجع مخيف، تصرف ربما جعل رونالدو لا يطيق الانتظار من أجل الخروج من الكالتشيو سريعًا

البرتغالي لا يحب التعامل مع أليجري، خاصة وأن خطط المدرب الإيطالي لا تروق إطلاق لطريقة وأسلوب كريستيانو رونالدو، ما مهد له خروج هادئ من أسوار تورينو.

وبالرغم أن جماهير يوفنتوس كانت تضع رونالدو في كفة وبقية لاعبي البيانكونيري في كفة أخرى، حتى مع خروج تسريبات بالجملة تفيد بأن رونالدو ليس على وفاق مع زملائه في غرفة الملابس، بسبب محاولاته المستميتة لفرض أرائه عليهم في مناسبات عدة.

لكن صدمة جماهير تورينو في رونالدو وصل صداها حد السماء، تجسدت في رحيل رونالدو وحزم حقائبه قبل انطلاق الدوري الإيطالي بـ 4 أيام فقط!!

بالرغم من تأكيده المستمر على البقاء والاستمرار لنهاية عقده مع الفريق الإيطالي، وتأكيد جميع أعضاء البيانكونيري على ذلك، وتواجد البرتغالي مع الفريق في الموسم التحضيري، لكنه تغاضى عن كل شيء بما في ذلك الجماهير التي ظلت تسانده، رحل! دون أي تأثر بالعاطفة، وشرع على الفور لتغيير المشهد وتغيير ألوان قميصه أيضًا.

المشهد الثالث:

المكان: تورينو – إيطاليا

الزمان: أغسطس 2021

خورخي مينديز يتحدث مع رونالدو: ” جوارديولا يريد التحدث معك.. يريدك معه في مانشستر سيتي لكن بشروط.. لن تلعب بشكل منتظم.. ما رأيك ؟ “.

استمع لحديث جوارديولا بالكامل، أنصت إليه بحرص شديد، قاطعه مرارًا للتأكد من تفاصيل جمة! وصلت أنباء اقترابه من السكاي بلو لكافة الصحف الكبرى في إنجلترا، كانت التأكيدات تنهال بالفعل من كل حدب وصوب.

الجميع تنبأ بموسم تاريخي واستثنائي لمانشستر سيتي مع كريستيانو رونالدو، حتى وأن جماهير الجانب الأزرق في مدينة مانشستر خرجت للشوارع للاحتفال بالخبر!

” لن أدع جوارديولا يتحكم بي! لن أجلس وأشاهد هؤلاء يخوضون مباراة أنا خارجها! إما أن أكون هناك الأول أو لا أكون بينهم بالأساس “.. عقله لا يهدأ ولن يهدأ.. ربما حتى عقب اعتزاله سيظل في صخب هائل هكذا!

لعل بداية مشوار رونالدو مع يوفنتوس كشفت وجهًا آخر عن البرتغالي، هو لا يحب الجلوس على مقاعد البدلاء أبدًا.. إما الظهور والتغني بأسمه من قِبل الجماهير أو الظهور أيضًا! لن يجلس أبدًا، وربما نتذكر مشادته مع “ساري” حين كان الأخير مدربًا للسيدة العجوز، وشرع في إخراج رونالدو “المصاب” قبل نهاية المباراة!

  • اليوم هو يوم ميلادي الواحد والثلاثين! ما زالت تلك الأخبار المزعجة تظهر أمامي بطريقة مستفزة! أيعقل؟ هل يفعلها؟ ما زلت احتفظ بالقميص رقم 7، أتذكر تلك المباراة جيدًا. انتظرته مع والدي في الصفوف الأمامية من أجل ذاك القميص! كان قريب من عمري كثيرًا كنت أعشقه حقًا وعشقت مانشستر يونايتد لأجله!
  • بعد ثوانِ.. أعطاني أحد أصدقائي هاتفه في ذهول.. كان يظهر عليه إشعارًا لم أقدر على رؤية محتواه من بعيد.. عندما أمسكت بالهاتف، لم أتردد مطلقًا في إغلاق عيني وفتحها مرارًا.. يالله هذا أمر لا يصدق.. غير معقول.. هذه أعظم هدية عيد ميلاد قد تصلني في حياتي.. رونالدو عاد!!.. صرت كالمجذوب! أركض وأسأل الجميع! هل سيتذكرني ؟ ساصطحب ابني وقميصه في المباراة القادمة بالتأكيد!!

نعم.. رونالدو اختار مانشستر يونايتد بعقله، المكان الذي سيقدر على مواصلة اللعب بشكل منتظم معه كان ملعب “أولد ترافورد”، رمى بكل أحاديث جوارديولا عرض الحائط، وحقق عودة رومانسية لفريقه الأم.. من هنا بدأ ومن هنا انطلقت مسيرته.. من هنا سطع نجمه لأول مرة.

المشهد الرابع:

المكان: مانشستر – إنجلترا

الزمان: يوليو 2022

كريستيانو رونالدو

ظن الجميع بأن عودة رونالدو ستكون بكل تأكيد عودة لمانشستر يونايتد إلى منصات التتويج، بدأ البعض يتوقع ذهاب لقب البريميرليج للشياطين الحمر مُجددًا، لكن تفاجئ البرتغالي بكم المشاكل والأزمات التي ضربت النادي واحدة تلو الأخرى.

بداية من أولي جونار سولشاير الذي لم يمتلك خطط واضحة في إدارة الفريق الأحمر، مرورًا بتمرد بعض اللاعبين ووجود آخرين بمستويات لا تليق سوى للعب مع أندية قاع الترتيب، ووصولًا لعدم انسجامه هو أيضًا بين هذا كله!

انتهى موسم 2021/2022 برصيد “صفر” من الألقاب، حصد مانشستر يونايتد المركز السادس بصعوبة بالغة، وفشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لتصبح هذه المرة الأولى التي يغيب فيها كريستيانو رونالدو عن بطولته المفضلة طوال مسيرته الاحترافية!

لكن.. بعد هذا كله! هل تظن أن رونالدو سيستمر مع فريق لن يساعده في مواصلة تحطيم الأرقام القياسية والفوز بالألقاب؟ هل سيترك الساحة فارغة لمنافسه اللدود ليونيل ميسيي ليتفوق عليه؟!

بالطبع لا.. عاد للمرة “لا أتذكر حقًا للمرة الكم”، لكنه عاد ليمارس هوايته المفضلة في وضع نفسه أولًا وترك العاطفة جانبًا، حتى وأن كانت تلك الجماهير هي جماهير مانشستر يونايتد.. وأبدى رغبته في الرحيل حتى يتمكن من الانتقال لفريق آخر يشارك في دوري أبطال أوروبا.. من أجل مواصلة أرقامه القياسية فحسب..

ومؤخرًا وبعد ارتباط البرتغالي بعدة أندية أوروبية، لن تعجب إذا ارتدى قميص برشلونة أو تشيلسي من أجل مجد شخصي للرجل الذي يعشق التحديات، ويغلب العقل على العاطفة، لماذا لأنه كريستيانو رونالدو .. لا يهمه الألوان والعاطفة.. يلعب من أجل نفسه فقط!

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5515 مقال

المقالات المتعلقة