365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس أمم إفريقياكرة القدم العربيةكرة القدم المصريةكرة قدمكرة مغربية
الأكثر تداولًا

أمم إفريقيا 2021 – الحرب الاهلية المشتعلة في الكاميرون وتهديدات مخيفة تطول منتخب تونس

يترقب عشاق الساحرة المستديرة في مختلف أنحاء القارة السمراء انطلاق البطولة الأضخم في القارة ( كأس أمم إفريقيا 2021 ) والمنتظر إقامتها منذ يناير من العام المنتهي!

حيث كان مُقررًا أن تقام بطولة كأس أمم إفريقيا في يناير 2021 لكن بعد تفشي وباء فيروس كورونا في أنحاء العالم، توقفت كرة القدم في الملاعب كافة، ليتم تأجيلها إلى يونيو 2021 قبل أن تؤجل مُجددًا بسبب الظروف المناخية المواتية في فصل الصيف في القارة السمراء.

حتى تقرر أن تقام البطولة بشكل نهائي في التاسع من يناير الجاري وتستمر حتى السادس من فبراير المقبل، على أن تستضيف مباريات أمم إفريقيا دولة الكاميرون.

رغم ذلك، شهدت الأسابيع الماضية موجة من الجدل بسبب إقامة البطولة في منتصف الموسم ما يهدد مستقبل عدد من الفرق في الدوريات العالمية التي ستستمر في خوض مبارياتها بشكل طبيعي طوال فترة إقامة البطولة دون توقف.

إلى جانب تعارض موعد بطولة أمم إفريقيا مع مونديال الأندية المقرر إقامته في دولة الإمارات مطلع فبراير المقبل، بالإضافة إلى تفشي موجة جديدة من السلالة المتحورة لفيروس كورونا (أوميكرون) في إفريقيا.

جميعها تهديدات مختلفة كانت تقف حائلًا أمام فكرة إقامة البطولة، لكن الجميع تغافل عن سبب أقوى يحدث في الداخل الكاميرون الآن، ألا وهو الحرب الأهلية المشتعلة بين شرق وغرب الكاميرون.

ماذا يحدث في الكاميرون ؟

في الأسابيع الماضية؛ حاولت بعض الحركات الانفصالية في الكاميرون رفع درجة القلق لدى المنتخبات المشاركة في بطولة أمم إفريقيا 2021.

حيث أرسلت إحدى الحركات الانفصالية التي تطلق على نفسها اسم ( الانجلوفون )، تهديدات شديدة اللهجة إلى منظمي البطولة، حين هددوا بتخريب المباريات المقرر إقامتها في المدن التي تقع في غرب الكاميرون!

وفي وقت سابق من ديسمبر الماضي، هددت الحركات الانفصالية في الكاميرون، بشن عدة هجمات في مدينتي ( ليمبي وبويا ) وهما من المدن التي ستستضيف مباريات أمم إفريقيا بالفعل!

الحركات الانفصالية في الكاميرون لم تتوقف عند تهديد منظمي البطولة، بل وجهت تهديد مباشر أيضًا إلى المنتخبات التي ستخوض مبارياتها في مناطق غرب الكاميرون، من بين تلك المنتخبات ( تونس ) الذي يخوض مبارياته في الغرب الكاميروني.

حيث أن منتخب تونس الذي يشارك ضمن المجموعة السادسة رفقة كلًا من: ( مالي – موريتانيا – جامبيا ) سيقيم في مدينة (ليمبي) طوال فترة البطولة! تلك المدينة التي تقع في غرب الكاميرون تحت سيطرة انفصاليو الانجلوفون!

وتعتبر تلك الحركات الانفصالية أن أي نجاح للبطولة يعتبر نجاح للحكومة الكاميرونية التي تحاربهم في السنوات الماضية!

يأتي أبرز الأحداث المأساوية التي شنتها تلك الحركات الانفصالية، كان في يناير 2021، حيث وقع انفجار في محيط ملعب (ليمبي) أحد الملاعب المستضيفة لأمم إفريقيا! هذا الحادث لم يسفر عن قتلى، لكنه تسبب في تدمير وخراب كبير في محيط الملعب.

الأمر الذي استدعى قيام منظمة سياسية معارضة لحركة ( الانجلوفون ) بمخاطبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تطالبه بضرورة سحب تنظيم البطولة من الكاميرون لمنع حدوث كارثة!

وقالت المنظمة المعارضة لـ(الانجلوفون): ” نطالب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمنع إقامة البطولة، نحن نواجه حكومة غير مسؤولة تريد الاستفادة من إقامة البطولة لرفع شعبيتها لدى المواطنين ليس أكثر “.

ما سبب الحرب الأهلية المشتعلة في الكاميرون ؟

دولة الكاميرون تمّر بحرب أهلية مأساوية خلال الخمس سنوات الماضية، تسببت في وفاة ما يقارب الـ 4000 مواطن ونزوح ما يصل إلى 60 ألف شخص إلى نيجيريا للفرار من تلك الحروب! – وفقًا لاحصائية هيومن رايتس ووتش -.

لكن لمعرفة سبب تلك الحرب الأهلية، علينا العودة بالزمن إلى عام 1884، حين وقعت الكاميرون تحت الاستعمار الألماني الذي استمر حتى 1916. وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى تم تسليم جزء من الكاميرون إلى فرنسا والجزء الآخر لبريطانيا.

استمر الوضع كما هو عليه حتى عام 1960، حين حصلت المنطقة التي تسيطر عليها (فرنسا) على استقلالها التام، ليتم إجراء استفتاء في المنطقة التي تسيطر عليها بريطانيا، حول الانضمام إلى الجزء المستقل من الكاميرون أو الانضمام إلى نيجيريا، لكن قرار الحصول على الاستقلال وأن تبقى دولة قائمة بذاتها لم يتم طرحه وقتها.

هنا وقعت الأزمة الأولى، حيث اختار النصف الشمالي من المنطقة التي تسيطر عليها بريطانيا؛ الانضمام إلى نيجيريا، فيما اختار النصف الجنوبي الاندماج مع الكاميرون المستقلة، ومنذ ذلك الحين، تم تقسيم الكاميرون إلى جزئين؛ الشرق يتحدث الفرنسية والغرب يتحدث الإنجليزية!

لكن ولأن الحكومات على مر الزمان كانت تتعامل مع الغرب الكاميروني بإعتبارهم دخلاء، شعر سكان الغرب بالعنصرية والاضطهاد طوال السنوات الماضية، حتى جاءت اللحظة الحاسمة واشتعلت الحرب في أكتوبر 2016.

بعدما خرج قرار من الحكومة الكاميرونية بتطبيق النموذج الفرنسي فقط على الجزء الشرقي والغربي في البلاد، وعدم النظر إلى النموذ الإنجليزي، الأمر الذي اعتبره سكان الغرب الكاميروني تبديد لثقافة اللغة في المنطقة ما أشعل الصراع وخرج فتيل الحرب.

شهدت السنوات الأخيرة منذ 2016 وحتى يومنا هذا، تظاهرات في الغرب الكاميروني ودعوات للاضراب بالجملة، وقتلى وجرحى وحالات نزوح جماعي نحو نيجيريا، حتى جاء الأول من أكتوبر 2017، خرج الزعيم الانفصالي (سيسكو جوليوس) بإعلان المنطقة الغربية دولة مستقلة بذاتها وأطلق عليها (جمهورية أمبازونيا).

هذا الأمر لم يؤثر على أي شئ، فاستمرت الهجمات المسلحة من الغرب صوب مناطق في شرق الكاميرون بمساعدة جماعة إرهابية تُدعى (بوكو حرام) يعود أصلها ونشأتها إلى نيجيريا إلى جانب جماعة في غرب الكاميرون تعرف بإسم (قوات الدفاع الأمابازونية).

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5519 مقال