365TOPتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة القدم الإيطاليةكرة قدم
الأكثر تداولًا

أفضل لاعب وهداف كأس العالم 1982.. باولو روسي الذي قضى على جيل البرازيل التاريخي ولم يُسجن أبدًا

أن تضع أسمك بين أسماء الكبار ليظل خالدًا في تاريخ بطولة تُعد من أعظم بطولات كرة القدم على الإطلاق مثل ” كأس العالم “، حينها لن تخشى على إرثك العظيم من أن يُترك سُدى، بطبيعة الحال سيأتي زمانًا يتناقله البعض مثلما يحدث الآن.

وقبل انطلاق مونديال قطر.. يدور 365Scores بعجلة الزمان بين نسخ كأس العالم الماضية، لتذكر أساطير البطولة على مر العصور، الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب كهدافين النسخ السابقة.

لكن.. هل تعلم من هو أفضل لاعب وهداف بطولة كأس العالم 1982؟ النسخة التي احتضنتها إسبانيا على أراضيها، وتُوج المنتخب الإيطالي باللقب للمرة الثالثة في تاريخهم آنذاك.. نسخة حصدها الطليان بقيادة نجمهم الأول آنذاك باولو روسي.

منتخب إيطاليا كان وما زال أحد القوى العظمى في كرة القدم، واستطاعوا بعد غياب عن التتويج استمر 42 عامًا، الظفر بكأس العالم أخيرًا، بقيادة أفضل لاعب وهداف تلك النسخة، باولو روسي الذي لم يُسجن قط.

بداية سيئة ثم انفجار تهديفي لـ باولو روسي

وُلد روسي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1956 في مدينة براتو، وبدأ مسيرته الكروية كجناح مع فريق يوفنتوس، وخاض أولى مبارياته مع الفريق عام 1973، لكنه لم ينجح مع الفريق، فلم يُسجل أي هدف، ولم يشارك في كثير من المباريات، فكان كثير الإصابات، بل أنه خضع لـ 3 عمليات جراحية في ركبتيه خلال 3 أعوام، ليُعار لـ كومو، والذي شارك معه في أولى مبارياته ببطولة الدوري الإيطالي موسم 1975-1976، لكنه لم يُسجل معهم أي أهداف أيضًا.

أبرز عيوب باولو روسي في تلك الفترة، بخلاف الإصابات، كان بنيانه الجسدي الضعيف، فلم يكن طويلًا أو قوي الجسمان، ليرحل عن يوفنتوس، تجاه نادي فيتشينزا والذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية آنذاك، وكان ذلك الانتقال بمثابة التحول في مسيرة أحد أبرز اللاعبين الطليان على مر التاريخ.

تحول باولو روسي من مركز الجناح إلى مركز رأس الحربة، لينفجر تهديفيًا، فيفوز بجائزة هداف دوري الدرجة الثانية في أول مواسمه مع فريقه الجديد برصيد 21 هدفًا، بل ويقودهم للصعود للكالتشيو.

لم يكتف روسي بذلك، ففي ثاني مواسمه مع فيتشينزا، قادهم لاحتلال المركز الثاني في بطولة الدوري الإيطالي خلف يوفنتوس، في إنجاز تاريخي، كما أصبح أول لاعب يفوز بجائزة هداف دوري الدرجة الثانية والأولى في موسمين متتاليين بإيطاليا، ليستحق فرصة اللعب لمنتخب إيطاليا عام 1977.

واصل روسي تألقه، ومع منتخب إيطاليا قادهم لاحتلال المركز الرابع بمونديال 1978، وكان ثاني أفضل لاعب في البطولة وقتها.

عندما كان روسي لاعبًا لـ فيتشينزا، كان مملوكًا بشكل فعلي لناديه في ذلك الوقت، وناديه السابق آنذاك يوفنتوس، قبل أن يقرر فيتشينزا شرائه بصفة نهائية بعد كأس العالم 1978، ليصبح أغلى لاعب في العالم وقتها.

بعد ذلك، استمرت معاناة روسي مع الإصابات، فغاب عن فريقه في موسم 1978-1979 لفترات طويلة، ليهبطوا لدوري الدرجة الثانية، ومن ثم تتم إعارته لبيروجيا، والعودة بعد ذلك لـ يوفنتوس، فـ ميلان، قبل أن يُنهي مسيرته مع هيلاس فيرونا موسم 1986-1987.

ولكن في مسيرته بعد الرحيل عن فيتشينزا، كان هناك الحدث الأبرز بالنسبة له، وهو تورطه في فضيحة توتونيرو، والتي غيرت تلك المسيرة بشكل كامل، بل ربما كانت سببًا في أن يعود روسي بكل قوته ليقود الطليان للتتويج بـ كأس العالم بفضل مجهوده الخالد.

فضيحة توتونيرو

كانت إيطاليا تحاول بشتى الطرق إبعاد التلاعب بنتائج المباريات عن دورياتها، فسمحت لمواطنيها بالمراهنات بشكل طبيعي من خلال نظام يُدعى توتو كالتشيو بدءًا من عام 1964.

مطعم ترينكا في العاصمة الإيطالية روما، والذي كان مقصدًا للعديد من لاعبي وجمهور لاتسيو، كان المكان الذي بدأت خلاله فضيحة توتونيرو أواخر عام 1979، حيث تم الاتفاق على التلاعب بنتائج المباريات، ولو لم تسر كل النتائج كما خُطط لها من قبل مالكي المطعم، ألفارو ترينكا وماسيمو كروشاني.

وفي شهر مارس لعام 1980، قدم ترينكا وكروشاني للمدعي العام في روما، قائمة تحوي أسماء 27 لاعبًا و13 ناديًا شاركوا في التلاعب بنتائج المباريات، ليتم القبض على اللاعبين المذكورين في القائمة وعدد من رؤساء الأندية والمسئولين، وكان من بين اللاعبين الذين أُلقي القبض عليهم، باولو روسي عندما كان لاعبًا لـ بيروجيا حيث تم إتهامه بالتلاعب في نتائج المباريات، ولكن ولأنهم لم يكن هناك قانونًا في إيطاليا ضد التلاعب في النتائج، تمت تبرئة جميع المتهمين بما فيهم روسي، لكنهم تلقوا عقوبات قاسية من قبل اتحاد اللعبة.

وتقرر إيقاف باولو روسي أحد أبرز النجوم في الكرة الإيطالية ذاك الوقت، لمدة 3 سنوات عن ممارسة كرة القدم، وذلك ليتأكد غيابه عن بطولة يورو 1980، وكان مقررًا له أن يغيب عن كأس العالم 1982 بإسبانيا، لكن عقوبة إيقافه تقلصت، ليعود للعب مع يوفنتوس في أواخر موسم 1981-1982، ويُتوج معهم ببطولة الدوري بتسجيله هدفًا في 3 مباريات لعبها.

لم يُسجن روسي قط، ولم يخرج من السجن لخوض منافسات بطولة كأس العالم 1982، لكنه تم حرمانه من ممارسة كرة القدم لعامين، وحتى آخر أيام حياته كان يشدد بأنه برئ ولم يشارك في تلك الفضيحة.

كأس العالم 1982

انتقدت الصحافة الإيطالية، كذلك روابط مشجعي المنتخب آنذاك، اختيار باولو روسي في قائمة ” الأزوري” لخوض منافسات بطولة كأس العالم، لأن اللاعب لم يكن جيدًا كفاية لخوض هجوم الطليان في المونديال، وذلك بعد عودته من حرمان بممارسة كرة القدم لعامين بالفعل.

أداء روسي لم يكن جيدًا في مباريات إيطاليا بدور المجموعات، ما زاد من حدة الانتقادات المُوجهة ضده وضد مدربه إنزو بيرزوت، وتم وصف اللاعب بأنه شبح يتجول في الملعب بدون هدف.

في دور المجموعات، تعادل منتخب إيطاليا في 3 مباريات، ولم يسجل روسي أي هدف، ليتأهلوا للدور الثاني ويتواجدوا في مجموعة الموت رفقة حامل اللقب الأرجنتين، والبرازيل أقوى منتخبات العالم ذلك الوقت.

فاز منتخب إيطاليا على الأرجنتين، ليخرج بيرزوت مشيدًا بالدور الذي قدمه باولو روسي رغم عدم تسجيله أي أهداف، وذلك قبل الموقعة التاريخية أمام البرازيل، لحسم بطاقة الصعود لنصف نهائي المونديال.

منتخب البرازيل كان يملك العديد والعديد من النجوم.. زيكو وسوقراط وفالكاو وغيرهم، لذا فكانت التوقعات تصب في صالحهم قبل انطلاق المباراة.

انطلقت المباراة في الخامس من يوليو لعام 1982 على ملعب ساريا بمدينة برشلونة.. مباراة صنفها البعض على أنها مباراة القرن العشرين.. مباراة القرن التي كان بطلها الأٌول باولو روسي.

روسي تقدم مرتين لمنتخب إيطاليا، ثم تعادل سُقراط وفالكو للبرازيل، قبل أن يعود باولو ليسجل ثالث أهدافه في الدقيقة 74 موقعًا على الهاتريك الشخصي الخاص به، ليقود بلاده للتأهل لنصف نهائي المونديال، وإقصاء منتخب الحلم لراقصي السامبا في سيناريو لم يكن ليتوقعه أحد، فوصف البرازيليون تلك المباراة بـ ” مأساة ساريا”، والتي كان بطلها لاعب تم حرمانه من ممارسة كرة القدم لعامين.. باولو روسي.

وفي نصف النهائي، واجه منتخب إيطاليا نظيره البولندي الذي كان يُصنف من ضمن الأفضل في العالم في تلك الفترة، لكن روسي توهج مجددًا بتسجيله هدفين قادا الطليان للنهائي لمواجهة ألمانيا على ملعب سانتياجو برنابيو

سجل روسي الهدف الأول لـ إيطاليا في تلك المباراة، ليساهم في انتصارهم بثلاثة أهداف مقابل هدف للألمان، ليقودهم لتحقيق الحلم بالتتويج بكأس العالم بعد 42 عامًا من الغياب.. تتويج كان لـ باولو الفضل الأول فيه، بتسجيله 6 أهداف حاسمة، ليفوز بجائزتي أفضل لاعب وهداف البطولة عن جدارة واستحقاق، مُدخلًا الفرحة لبلد عانت من بعض الاضطرابات السياسية في ذلك الوقت.

ماذا بعد كأس العالم 1982؟

تُوج باولو روسي بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 1982 ، ومن استمر في تحقيق الإنجازات الفردية والجماعية مع يوفنتوس بفوزه معهم بدوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي وكأس إيطاليا.

انتقل روسي بعد ذلك لـ ميلان ثم إلى هيلاس فيرونا، والذي اختتم مسيرته الكروية معه، كما أن مسيرته مع إيطاليا لم تشهد نجاحًا بعد التتويج بالمونديال عام 1982 نتيجة للإصابات قبل كأس العالم 1986، ليعلق حذائه نهائيًا عام 1987.

وفاة باولو روسي

وفي التاسع من ديسمبر لعام 2020، فارق روسي الحياة عن عمر يناهز 64 عامًا بعد معاناة مع سرطان الرئة.. حضر جنازته الآلاف، وحمل جثمانه زملائه المُتوجين معه بمونديال 1982، في مشهد مؤثر.

صُنف باولو روسي كأحد عظماء كرة القدم على مر التاريخ، وما قدمه في كأس العالم 1982 سيظل خالدًا في أذهان الجميع، كيف لا؟ وهو بطل وهداف المونديال الاستثنائي الذي تُوج بها الطليان بعد أن حُرم من ممارسة كرة القدم لعامين.

اسماعيل محمود

صحفي مصري مواليد 1999، بدأ عمله الصحفي عام 2017، وأبرز أعماله حوارات صحفية مع تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، ماركو أسينسيو، لوكاس بودولسكي، راؤول ألبيول، خيسوس نافاس، إيفان راكيتيتش وكلاوديو برافو. قمت بتغطية عدة بطولات دولية مثل بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، كأس العالم 2023 للأندية بجدة، وكأس آسيا… More »

4946 مقال

المقالات المتعلقة