أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقياتقارير كأس أمم إفريقيا 2023أخبارتقارير ومقالات خاصة
الأكثر تداولًا

أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986 – روجيه ميلا صاحب الإنجازات التاريخية والرقصة الأشهر

أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986، وهي النسخة الخامسة عشر من البطولة الإفريقية، والتي أقيمت على أراضية دولة مصر، وذلك في الفترة من 7 مارس 1986 إلى يوم 21 من الشهر ذاته.

وشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا 1986 في مصر، 8 منتخبات وتم تقسيمها على مجموعتين تضم كل منهما 4 منتخبات ويصعد أول وثاني كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، وضمت المجموعة الأولى كل من منتخب مصر وكوت ديفوار والسنغال وموزمبيق، بينما تواجد في المجموعة الثانية كل من الكاميرون والمغرب والجزائر وزامبيا.

وفاز منتخب مصر بلقب كأس أمم إفريقيا 1986 المقامة على أرضه للمرة الثالثة في تاريخه، وذلك بعدما تغلب على الكاميرون في مباراة الدور النهائي بنتيجة 5-4 بركلات الترجيح، بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.

أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986

والآن يفصلنا القليل من انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا 2023، في النسخة الرابعة والثلاثون من البطولة والتي ستقام في دولة كوت ديفوار في شهر يناير عام 2024 المقبل.

ولذلك نستعرض في 365Scores، قصة أفضل هداف في بطولة كأس أمم إفريقيا 1986، وقصة البطولة ذاتها لتعرف جماهير كرة القدم أكثر عن هذه البطولة الإفريقية العريقة.

وحصل روجيه ميلا نجم منتخب الكاميرون، على جائزة أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986، وذلك بعد تألقه بشكل لافت للأنظار في هذه البطولة وتسجيله 4 أهداف، وحصوله على وصافة هذه النسخة مع بلاده.

أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986
أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986

من هو روجيه ميلا أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1986؟

ولد ألبرت روجيه ميلا في 20 مايو عام 1952، في ياوندي عاصمة دولة الكاميرون، ويعتبر واحد من أساطير قارة إفريقيا بأكملها وأبرز لاعبيها وليس فقط على مستوى بلاده.

وكعادة القصص الملهمة لأساطير كرة القدم، كان ميلا له نصيبا من هذه القصص، فقد استغل نجل الموظف البسيط عامل السكك الحديدية في الكاميرون موهبته ليلمع في عالم الساحرة المستديرة ويحفر اسمه بحروفا من ذهب في تاريخها.

وبدأ ميلا فترة الشباب في كرة القدم، بالتوقيع لنادي إكلير دو دوالا الكاميروني في 1965 وهو في سن الثالثة عشر من عمره فقط، وظل معهم حتى عام 1970، لينضم منه إلى ليوباردز دوالا أحد الأندية المحلية أيضا.

وبدأ ميلا تحقيق الإنجازات وبروز اسمه في الكاميرون وقارة إفريقيا من صغره، ففي سن الثامنة عشر حصد لقب الدوري الكاميروني مع فريق ليوباردز دوالا، ثم انتقل إلى صفوف تونير ياوندي أحد أشهر أندية الدوري الكاميروني ولمع اسمه بشكل أكبر طوال المواسم الثلاثة التي قضاها معهم من 1974 إلى 1977.

بل وفاز روجيه ميلا خلال هذه الفترة بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية في عام 1976، ثم اتجه بعد ذلك لخوض رحلة احتراف في أوروبا وكان من أوائل اللاعبين الأفارقة في الذين أصبحوا نجوما عالميين، ففي 1977 انضم إلى فالينسيان الفرنسي ومنه إلى مواطنه موناكو في 1979 ولكن لم تسير الأمور معه على ما يرام هناك بسبب كثرة الإصابات أو تواجده على دكة البدلاء، ولكنه حقق معهم لقب الدوري الفرنسي موسم 1979/1980، وانضم إلى باستيا في 1980، وفاز معهم أيضا بلقب الدوري موسم 1980/1981، وبالرغم من ذلك ولم تكن مسيرة الشاب الكاميروني تسير على ما يرام مثلما خطط لها.

وبدأت رحلة ميلا في الاحتراف في اللمعان عندما انضم إلى سانت إتيان الفرنسي في 1984 إلى 1986، ثم منه انتقل إلى مواطنه مونبيلييه في الفترة من 1986 إلى 1989، ومن بعد ذلك لعب لصفوف العديد من الأندية الصغيرة سواء في فرنسا والكاميرون أو حتى إندونيسيا، ولكن في الوقت ذاته كان يصنع مجدا عالميا مع منتخب الكاميرون.

كتابة تاريخ الكاميرون

انضم روجيه ميلا إلى منتخب الكاميرون في أول مرة عام 1973 ولكن لعب أول مباراة رسمية له معهم في 1978 في الوقت الذي كان نجمه لامعا بشكل كبير في بلاده، ليقود المنتخب الكاميروني للمشاركة في بطولة كأس العالم 1982 في إسبانيا للمرة الأولى في تاريخهم، بل وكان هو صاحب أول هدف للمنتخب في المونديال وكان في مرمى بيرو، ولكنهم ودعوا العرس الكروي الأكبر من الدور الأول بعد تعادلهم في 3 مباريات.

ثم شارك ميلا مع الكاميرون في دورة الألعاب الأولمبية 1984 في لوس أنجلوس، وفي العام نفسه حصد مع بلاده بطولة كأس أمم إفريقيا في العام ذاته، ثم شارك أسود إفريقيا في كأس الأمم عام 1986 ولكن حصلوا على وصافة البطولة ولكن كان روجيه هداف هذه النسخة برصيد 4 أهداف، ليعد مع بلاده في النسخة التي تليها عام 1988 وحصدوا اللقب وكان الهداف للمرة الثانية بهدفين.

وبعد كل الإنجازات والأهداف التي سجلها سواء مع منتخب الكاميرون أو الأندية التي لعب لها، قرر روجيه ميلا إعتزال كرة القدم في عام 1989 وهو بعمر الـ 37 عاما، وقرر أن يسافر مع عائلته على أحد الجزر الصغيرة في فرنسا، ليسترح قليلا مؤكدا في مذكراته التي نشرها من عدة سنوات قريبة تحت عنوان “إمتحان إيماني”، أنه كان يريد الحصول على فترة راحة ويلعب كرة القدم في إحدى الأندية الصغيرة هناك وبشروطه بل وفكر في افتتاح مشروع سياحي ومدرسة كرة قدم، إلى أن تلقى مكالمة هاتفية غيرت كل خططه.

لماذا عاد روجيه ميلا إلى منتخب الكاميرون من الاعتزال؟

عام 1990 تلقى ميلا اتصالا هافيا من باول بيا رئيس دولة الكاميرون، يبلغه فيها برغبتهم في عودة من الاعتزال والمشاركة مع المنتخب في كأس العالم 1990 في إيطاليا وكان لا يتبقى على البطولة سوى شهرين فقط، ولكن لم يستطع روجيه رفض الأمر وقام على الفور لتلبيه نداء الأسود.

وبالفعل شارك ميلا مع منتخب الكاميرون في كأس العالم 1990 في إيطاليا، وكانت بطولة الأحلام بالنسبة له فقد سجل خلال هذه النسخة من البطولة 4 أهداف، من بينهما هدفان في مرمى منتخب كولومبيا وأحدهما ظل خالدا في الأذهان إلى يومنا هذا لأنه استغل فيه خطأ الحارس الكولومبي العملاق هيجيتا ورقص بعدها رقصته الشهيرة “الماكوسا”، وساهم في تأهل المنتخب إلى دور الستة عشر ومنه إلى دور الثمانية ولكنهم خسروا على يد إنجلترا بنتيجة 3-2، وودعوا البطولة.

وبالرغم من توديع البطولة كان خروج من الباب الكبير بالنسبة للكاميرون بالطبع بوصولهم إلى الدور ربع النهائي، ولكن كانت كل الأنظار تتجه إلى روجيه ميلا ذلك الرجل صاحب الـ 38 عاما، العائد من الاعتزال الذي سجل 4 أهداف وتأهل بهم إلى ربع نهائي كأس العالم 1990، وتهافتت عليه وسائل الإعلام حول العالم، وسجل مطرب البوب الإفريقي الشهير “بيبي كاليا” أغنية تحمل اسم ميلا على أنغام رقصة “الماكوسا”.

وحصد ميلا جائزة الكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب في قارة إفريقيا عام 1990، للمرة الثانية في مسيرته الكروية، في إنجاز غير مسبوق.

وبعد انتهاء فترة مونديال 1990 قرر ميلا بعد ضغط كبير من جميع من حوله الاستمرار في الملاعب قليلا وبالفعل خاض العديد من المباريات في الدوري الكاميروني لمدة 4 سنوات أخرى، ولكنه قرر اعتزال اللعب دوليا في 1992 ليعطي فرصة لباقي الأسماء التي ظهرت في ذلك الوقت.

ومرة أخرى حجز منتخب الكاميرون مقعدا له في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، ومرة أخرى يعود ميلا من الاعتزال وذلك بعدما تواصل معه الاتحاد الكاميروني لكرة القدم طالبين منه التواجد مع المنتخب نظرا لحاجة قائد مثله وسط الفريق في المونديال، وكالعادة لبى روجيه النداء.

لم تسر الأمور بشكل جيد مثل النسخة التي سبقتها، فلم يشارك روجيه ميلا في أولى مباريات الكاميرون ضد السويد في كأس العالم 1994 والتي انتهت بالتعادل 2-2، ثم شارك في 26 دقيقة ضد البرازيل وخسر الأسود بنتيجة 3-0، ثم شارك في 46 دقيقة في مباراة روسيا التي انتهت بخسارتهم بنتيجة 6-1، وكان هو صاحب الهدف الوحيد.

وبهذا الهدف حفر روجيه ميلا اسمه في تاريخ بطولة كأس العالم إلى يومنا هذا حيث أصبح أكبر لاعب يسجل في المونديال بعمر الـ 42 عاما، بالرغم من توديع بلاده مونديال 94 من دور المجموعات، ثم ظل يلعب رفقة الكاميرون حتى اعتزل دوليا مرة ثانية في ديسمبر 1994.

وظل ميلا يلعب رفقة فرق إندونيسية إلى أن أعلن إعتزاله لعب كرة القدم نهائيا في 1996 وهو بعمر الـ 44 عاما، ولكن ظل اسمه محفورا في تاريخ قارة إفريقيا بأكملها، بل وظل محفورا في تاريخ كأس العالم إلى يومنا هذا، وفي كل عرس كروى يكون صاحب الـ 71 عاما حاضرا بذكراه، وآخرهم كأس العالم قطر 2022 الماضي حيث تم تكريمه من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ما هي أرقام روجيه ميلا مع منتخب الكاميرون؟

وخاض روجيه ميلا 377 مباراة تقريبا مع منتخب الكاميرون طوال مسيرته بمختلف البطولات والمحافل، وسجل خلالهم 253 هدفا، وحصد لقبي كأس أمم إفريقيا، وشارك في كأس العالم 3 مرات، ودورة الألعاب الأولمبية مرة وحيده.

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.

3258 مقال