أخبارتقارير ومقالات خاصةكأس أمم إفريقياكرة القدم المصريةكرة قدم
الأكثر تداولًا

أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1974 – مولامبا أسطورة القارة الذي تحول إلى حارس جراج سيارات

أفضل لاعب وهداف في بطولة كأس أمم إفريقيا 1974، وهي النسخة التاسعة من البطولة الإفريقية، والتي أقيمت على أراضي دولة مصر، وذلك في الفترة من 1 مارس عام 1974 إلى يوم 14 من الشهر ذاته.

وشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا 1974، 8 منتخبات تم تقسيمهم إلى مجموعتين ويتأهل أصحاب المركز الأول والثاني في كل مجموعة، وتواجد في المجموعة الأولى كل من مصر وزامبيا وأوغندا وكوت ديفوار، أما المجموعة الثانية بها جمهورية الكونغو وغينيا والكونغو الديمقراطية “زائير”، وموريشيوس .

وفاز منتخب الكونغو الديمقراطية، بقلب كأس أمم إفريقيا 1974، وذلك عقب الانتصار على زامبيا في المباراة النهائية بنتيجة 2-0، بعدما أعيدت المباراة الأولى التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق.

فيما حصل منتخب مصر أصحاب الأرض، على المركز الثالث في بطولة كأس أمم إفريقيا 1974، بعدما فاز على جمهورية الكونغو في مباراة تحديد المراكز بنتيجة 4-0.

أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1974

والآن يفصلنا القليل من انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا 2023، في النسخة الرابعة والثلاثون من البطولة والتي ستقام في دولة كوت ديفوار في شهر يناير عام 2024 المقبل.

ولذلك نستعرض في 365Scores، قصة أفضل هداف في بطولة كأس أمم إفريقيا 1974، وقصة البطولة ذاتها لتعرف جماهير كرة القدم أكثر عن هذه البطولة الإفريقية العريقة.

وحصل مولامبا نداي مهاجم منتخب الكونغو الديمقراطية، على جائزة هداف كأس أمم إفريقيا 1974، وذلك بعدما سجل 9 أهداف في هذه النسخة من الكان، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة.

أفضل لاعب وهداف في أمم إفريقيا 1974
أفضل لاعب وهداف في أمم إفريقيا 1974

من هو مولامبا نداي هداف كأس أمم إفريقيا 1974؟

ولد مولامبا في 4 نوفمبر 1948 في كانانجا عاصمة دولة الكونغو الديمقراطية، وبدأ يمارس كرة القدم في 1962 رفقة نادي نهضة كاساي الكونغوالي، وصعد إلى الفريق الأول معهم ليبدأ مسيرته الإحترافية في 1964 واستمر معهم حتى 1971، ومنه انتقل إلى باتوس ليظل معه حتى 1972، ثم انتقل إلى فيتا كلوب أكبر أندية بلاده الذي ظل معه إلى عام 1988.

يعتبر نداي من أبرز المهاجمين في تاريخ الكونغو، فقد قدم الكثير رفقة منتخب بلاده في مختلف البطولات الكبرى، بل وحفر اسمه في تاريخ قارة إفريقيا بأكملها بسبب بطولة كأس أمم إفريقيا.

وبدأ مولامبا مسيرته مع منتخب الكونغو الديمقراطية أو “زائير” كما كان يعرف قديما، بداية من 1967 واستمر لفترة طويلة حتى 1976.

ولكن قبل الإنخراط في كرة القدم ومسيرته معه، يجب أن نعلم قصة مولامبا الصعبة التي عاشها، فقد ولد في أسرة مكونة من 8 أطفال وفي وقت كانت بلاده تقع تحت الاحتلال البلجيكي، ولم تحصل على إستقلالها إلا عندما أصبح في الثانية عشر من عمره، وأصبح اسمها جمهورية الكونغو الشعبية الديمقراطية.

وكعادة أغلب القصص في هذه اللعبة، فقد كان جورج مولامبا والد نداي مهوسا بالتعليم ويريد أن يكون نجله مدرسا، ولكن الطفل لم يكن يريد ذلك وكان كل حلمه هو الساحرة المستديرة فقط، وظلت تطارده حالة من غضب والده الذي كان يرى أن كرة القدم ما هي إلا مفسدة، ولكن تغير رأيه عندما رأى المستوى المميز الذي ظهر به طفله في إحدى مباريات الناشئين والتي حضرها جوزيف كازافوبو أول رئيس للبلاد عقب الإستقلال وانبهر بموهبة الطفل.

وبعد انبهار الرئيس بمستواه ضغط المسؤولين يضغطون على والد مولامبا لتركه يلعب كرة القدم، وبالفعل انضم الفتى إلى نادي كاساي مثلما ذكرنا.

تأثير السياسة على مسيرة مولامبا

وفي أثناء احترافه كرة القدم وبروز اسمه في بلده، كانت الكونغو تعيش حقبة سياسية جديدة رفقة موبوتو سيسي سيكو رئيس البلاد الجديد الذي استولى على البلاد بعد انقلابه العسكري في 1965، وقرر تغيير اسم البلاد إلى “زائير”، وكان هو أيضا معجبا بموهبة نداي وطالبه بالانتقال إلى فيتا كلوب ووعده أن هذه الخطوة ستجعله “فتى البلاد الأول” في رسالة خاصة له مع أحد رجاله.

وتألق مولامبا مع فيتا كلوب بشكل لافت للأنظار وحصد معهم لقب كأس إفريقيا للأندية الأبطال “دوري أبطال إفريقيا” عام 1973 للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ النادي حتى يومنا هذا، وحصد معهم أيضا في العام ذاته الثنائية المحلية “الدوري والكأس”.

وبالفعل بعد انضمامه إلى فيتا كلوب وتحقيقه كل هذه الإنجازات وانضم إلى منتخب بلاده في 1973 وحجز مكانا أساسيا معهم، وبدأ في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في قارة إفريقيا حيث قاد هجوم بلاده في كأس أمم إفريقيا 1974 في مصر، وساهم في الفوز باللقب هذا العام، وحصل على جائزة أفضل لاعب وأفضل هداف في البطولة برصيد 9 أهداف من 6 مباريات.

وحتى يومنا هذا يعتبر مولامبا نداي أكثر لاعب تسجيلا للأهداف في تاريخ بطولة كأس أمم إفريقيا في نسخة واحدة، بالأهداف التسعة التي سجلها في نسخة 1974.

كيف قضى كأس العالم على مسيرة مولامبا؟

وعقب تحقيق الإنجاز في كأس أمم إفريقيا 1974، تم استقبال لاعبو الكونغو “زائير” بشكل خرافي وكان في انتظارهم رئيس البلاد بنفسه الذي استقبلهم في قصر الرئاسة وتم تكريمهم، بل وحصل مولامبا على “النيشان الوطني للنمر” الذي يعتبر أعلى تكريم في البلاد.

وحقق لاعبو المنتخب الكونغولي إنجازا أكبر بنجاحهم في حجز مقعدا في كأس العالم 1974 المقام في دولة ألمانيا الغربية في نسخته العاشرة وكان منتخبهم ممثل إفريقيا الوحيد في العرس الكروي الأكبر، ولكن كانت هذه البطولة بداية اللعنة التي تصيبهم.

مشاركة زائير في كأس العالم 1974 كانت مخيبة للآمال بشكلا كبيرا، حيث خاضوا 3 مباريات خسروهم جميعا واستقبلوا 14 هدفا ولم يسجلوا أي أهداف.

وكانت أبرز واقعة لهذا المنتخب في مونديال 1974 في ألمانيا، من نصيب مولامبا الذي تعرض إلى الطرد في مباراة الكونغو ويوغسلافيا في مباراتهم الثانية في البطولة وكان هذا هو الكارت الأحمر الثالث في تاريخ البطولة على الاطلاق، والطريف أن نداي لم يكن قد فعل شيء من الأساس بل أن إيلونجا مويبو ظهير زائير ركل حكم المباراة من الخلف عقب الهدف الرابع في مرماهم ولم يرى الحكم من فعل ذلك ليقم بطرد بطل قصتنا من اللقاء الذي انتهى بخسارة بلاده بنتيجة 9-0.

وتفاجئ مولامبا وكازادي حارس مرمى منتخب زائير، أن أحدا يطرق باب غرفتهما في فندق إقامة المنتخب، وكان أحد الحراس المكلفين بحماية بعثة المنتخب ويحمل رسالة من الرئيس موبوتو شخصيا يتوعدهم أنهم في حالة خسارتهم لمباراة البرازيل المقبلة في مونديال 1974 بأكثر من ثلاثة أهداف  سيكون أمام كل هدف ثلاث رصاصات في رأس كل فرد من عائلاتكم، وذلك بسبب خسارة يوغسلافيا الماضية الثقيلة.

وبالفعل خسر منتخب زائير بنتيجة 3-0 على يد البرازيل، ولكن أصبح اللاعبون منبوذون بالنسبة لرئيس البلاد، وعاش مولامبا حياة مليئة بالمخاطر بعد ذلك، ولكن هدأت الأوضاع قليلا وخاض أكثر من بطولة مع بلاده ولكن لم يكرر إنجازا مثل إنجازات عام 1974.

وفي كأس أمم إفريقيا 1994 في دولة تونس، قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، تكريم مولامبا بصفته صاحب الرقم القياسي لتسجيل عدد الأهداف هذا في بطولة واحدة وذلك عن رقمه في نسخة 1974، وحسب التقارير الصحفية الكونغولية فإنه بعد هذا التكريم اقتحمت مجموعة عسكرية مسلحة منزله، وأبلغوه بطلب الرئيس موبوتو أن يسلم لهم الميدالية التي حصل عليها وأي أموال متعلقة بها وذلك بحجة أنها ملك لزائير، وأطلقوا النار في منزله مما أدى إلى قتل نجله وإصابته في ساقه.

وأثناء تلقيه العلاج في ساقه في إحدى المستشفيات تلقى مولامبا رسالة من زعيم المعارضة في زائير ليخبره فيها أنه هناك خطة لتهريبه خارج البلاد وسفره إلى جنوب إفريقيا ولكن بعدما تم تنفيذ نصف الخطة بتهريبه عبر الحدود البرية لدولة أنجولا اختفى نداي دون أن يعلم أحد أين ذهب.

هل عاد مولامبا من الموت؟

وفي نسخة كأس أمم إفريقيا 1998 في بوركينا فاسو، انتشرت أنباء حول العثور على جثة مولامبا ضمن ضحايا إنهيار إحدى مناجم الفحم في أنجولا، وتم الوقوف على روحه دقيقة حداد في بعض مباريات البطولة، ولكن كانت هناك مفاجأة جديدة.

وفي مطلع الألفية الثالثة كشفت إحدى صحف جنوب إفريقيا أن مولامبا ما زال على قيد الحياة، ويعمل هناك منذ عام 1995 كحارس جراج سيارات في مدينة كيب تاون، ليسرع المخرج الكونغولي ماكيلا بولولو متجها إلى هناك بعدما عرف بالأمر، وأخرج فيلما وثائقيا عن قصة نداي وكانت تحمل اسم “الذهب المنسي”.

تحدث الفيلم الوثائقي “الذهب المنسي” عن كل ما ذكرناه في مسيرة مولامبا، وتم عرضه لأول مرة في 2010 وهو نفس العام الذي احتضنت فيه قارة إفريقيا بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخها، وحضر نداي حفل افتتاح البطولة وتم تكريمه كأحد نجوم القارة السمراء.

وفي 26 يناير عام 2019 توفي مولامبا عن عمر ناهز الـ 70 عاما، تاركا خلفه إنجازه منذ عام كأس أمم إفريقيا 1974 دون أن يتخطاه أحد إلى يومنا هذا.

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.

3214 مقال