أفضل لاعب وهداف في كأس أمم إفريقيا 1959 – الجنرال محمود الجوهري
أفضل لاعب وهداف في أمم إفريقيا 1959، والتي كانت النسخة الثانية من مسابقة كأس أمم أفريقيا، وأقيمت في الجمهورية العربية المتحدة، وشهدت تألق الجنرال محمود الجوهري.
وكانت أمم إفريقيا 1959 تلك النسخة الثانية والتي استضافتها الجمهورية العربية المتحدة، وهو الاسم الرسمي للكيان المتحد بين جمهوريتي مصر وسوريا من فبراير 1958 قبل الانفصال في سبتمبر 1961.
وأقيمت النسخة الثانية من أمم إفريقيا 1959 بمشاركة 3 منتخبات، إثيوبيا، السودان، والجمهورية العربية المتحدة، وفازت بها مصر أو الجمهورية العربية المتحدة.
ومع بداية العد التنازلي لبطولة أمم إفريقيا 2023، والتي تقام في كوت ديفوار من 13 يناير 2024 وحتى 11 فبراير من العام ذاته، تستعرض معكم النسخة العربية من “365scores”، أفضل لاعب وهداف في النسخ الماضية من الأمم الإفريقية على مر تاريخ البطولة القارية.
وكان المصري، محمود الجوهري أو الجنرال كما يلقب، حيث كان لاعب الأهلي السابق، ومدرب مصر التاريخي الأسبق، ضابط في الجيش المصري، وهو أحد أهم الأشخاص في تاريخ الكرة المصرية سواء كلاعب أو كمدرب لاحقًا.
وأصبح الجوهري لاعبا دوليًا عندما شارك أمام منتخب ألمانيا الغربية بطل العالم “1954” وديا بالقاهرة “1958”
وقاد الجوهري منتخب مصر للفوز بلقب بـ أمم إفريقيا 1959 للمرة الثانية على التوالي والثانية في تاريخه، حيث توج هدافًا للبطولة، وكان أفضل لاعب أيضًا في النسخة الثانية من البطولة الإفريقية.
هاتريك.. ضربة البداية في أمم إفريقيا 1959
خاض الفراعنة المباراة الأولى في أمم إفريقيا 1959 ضد إثيوبيا بتشكيل مكون من، عادل هيكل ويكن زكي وميمي الشربيني وطارق سليم وطه اسماعيل وجمعة فرج ومحي الشرشر ورفعت الفناجيلي ومحمود الشغبي ومحمود الجوهري وعصام بهيج.
وفي مباراة المنتخب المصري، اكتسح الفراعنة نظيره الإثيوبي، بأربعة أهداف نظيفة، بتوقيع محمود الجوهري “هاتريك” وهدف وحيد لميمي الشربيني، ليحصد الفراعنة على نقطتين ويتأهلوا للمباراة النهائية.
ولم يسجل الجوهري أهداف في المباراة النهائية، ولكن ساعد الفراعنة على الفوز ضد السودان بهدفي عصام بهيج، مقابل هدف وحيد من توقيع صديق محمد منزل، لتنال مصر لقب أمم إفريقيا 1959.
من هو محمود الجوهري أفضل لاعب وهداف أمم إفريقيا 1959؟
ولد الجنرال محمود الجوهري في 20 فبراير 1938 بالقاهرة؛ بدأ حياته الكروية كلاعب بالفريق الأول في النادي الأهلي وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره وكان ذلك ما بين “1955 – 1964” وحقق 6 بطولات للدوري العام و3 بطولات لكأس مصر وبطولة واحدة في دوري القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة.
كما شارك ضمن المنتخب المصري في أولمبياد روما 1960، وحقق الفوز بأمم إفريقيا 1959، ولقب هداف كأس أمم إفريقيا.. لعب 25 مباراة دولية مع المنتخب المصري قبل الإصابة بالرباط الصليبي والاعتزال المبكر.
كان ضابطُا في الجيش المصري وشارك في حرب أكتوبر عام 1973معندما كان برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة.
ولم يكتب الجوهري التاريخ فقط رفقة الفراعنة حيث أنه حقق ما يصعب على أي مدرب أخر تكراره وهو التتويج مع الأهلي ببطولة إفريقيا عام 1982، والزمالك ببطولة عام 1993، ليصبح أول مدرب يحصد اللقب مع عملاقي كرة القدم في مصر وإفريقيا.
كتابة التاريخ مع الأهلي والزمالك
الجوهري هو أول من درب الأهلي والزمالك في تاريخ الكرة المصرية، وحقق الكثير من الإنجازات لكلا الفريقين، فقد نجح في الفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخ الأهلي وهى دوري أبطال أفريقيا عام 1982، كما نجح مع الزمالك في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993، والفوز بكأس السوبر الإفريقي.
وفازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998 ليكون أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعبًا ومدربًا، حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959.
كما استطاع الوصول بالمنتخب إلى كأس العالم عام 1990 لثاني مرة في تاريخه، وقاد الفراعنة للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا.
صاحب فكرة الاحتراف في الكرة المصرية
أدخل الجوهري الذي كان لاحقًا مديرًا فنيًا لاتحاد الكرة المصري الاحتراف الذي استحدثه عقب العودة من إيطاليا، وتغير تاريخ الكرة المصرية بقرار الجوهري عندما طبق نظام الاحتراف، وكانت بداية صناعة كرة القدم في مصر.
الجوهري كان أيضًا أول من طبق احتراف تشجيع كرة القدم في مصر وجعلها مهنة عندما انتقي مجموعة من مشجعي كرة القدم وجعلهم من محترفي التشجيع وأخذهم معه لإيطاليا لمساندة المنتخب الوطني وبعدها انطلقت تلك المهنة تعرف طريقها لملاعب الكرة وهو امر لم يكن متعارفا عليه في الملاعب المصرية.
واصل نجاحاته في الأردن
وجد المنتخب الأردني ضالته المنشودة مع المدرب المصري الراحل محمود الجوهري الذي عمل مديرًا فنيًا ومخططًا استراتيجيًا للكرة الأردنية منذ العام 2002 حتى أيام حياته الأخيرة في عام 2012 ليحقق مع “النشامى” قصة نجاح رائعة للغاية.
وكان الجوهري مديرًا فنيًا من 2002 وحتى 2007، قبل أن ينضم بعد ذلك لاتحاد الكرة، حيث بات المدير الفني للاتحاد.
البداية كانت في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في دمشق وخلالها كاد أن يلامس المنتخب الأردني اللقب عندما وصل إلى المباراة النهائية وتقدم فيها على العراق بهدفي مصطفى شحدة وعامر ذيب، لكن منتخب “أسود الرافدين” قلص الفارق أولاً عبر رزاق فرحان ثم أدرك التعادل بواسطة يونس محمود قبل أن يقتنص له حيدر مجيد الفوز بهدف ذهبي ليطير بالكأس إلى بغداد.
وإذا كانت الأحلام الأردنية بقيادة الجوهري قد تبخرت بضياع التتويج بلقب غرب آسيا، إلا أن ذلك كان بمثابة “عربون” على بزوغ فجر جديد للنشامى بعد المستويات الرائعة التي قدمها المنتخب في وقت قصير ظهرت عليه بسرعة لمسات الجوهري وظهر مع النشامي أيضًا بشكل رائع في كأس آسيا 2004 والتي ودعها من ربع النهائي على يد اليابان بنتيجة (4-3 في مباراة مثيرة.
مع الجوهري وصل الأردن إلى المرتبة 37 في التصنيف العالمي لشهر أغسطس عام 2004، ليُضاف ذلك إلى سلسلة تاريخية من الإنجازات التي حققها المدرب الراحل.
جنازة عسكرية يوم وفاته
وتجسد الوفاء الأردني في أزهى صوره بعدما توفي الجوهري في عمان يوم 3 سبتمبر 2012، عندما أعلنت الحكومة الأردنية وفاة الجوهري، فكانت جنازته العسكرية المشهودة بمثابة أبرز تكريم لـ”الجنرال” وعرفانًا وتقديرًا لبصمته المؤثرة في كرة القدم الأردنية.