365TOPبرشلونةتقارير ومقالات خاصةريال مدريدكأس العالم 2022كرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطاليةكرة قدم
الأكثر تداولًا

أفضل لاعب في كأس العالم 1998.. الظاهرة رونالدو نازاريو

أن تضع أسمك بين أسماء الكبار ليظل خالدًا في تاريخ بطولة تُعد من أعظم بطولات كرة القدم على الإطلاق مثل ” كأس العالم “، حينها لن تخشى على إرثك العظيم من أن يُترك سُدى، بطبيعة الحال سيأتي زمانًا يتناقله البعض مثلما يحدث الآن.

وقبل انطلاق مونديال قطر.. يدور 365Scores بعجلة الزمان بين نسخ كأس العالم الماضية، لتذكر أساطير البطولة على مر العصور، الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب كهدافين النسخ السابقة.

لكن.. هل تعلم من هو أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 1998؟ النسخة التي احتضنتها فرنسا على أراضيها، وتُوج منتخبها بها في الأخير للمرة الأولى في تاريخهم بجيل ذهبي ضم العديد من الأسماء المميزة وعلى رأسهم زين الدين زيدان، لكن النجم الأبرز في تلك البطولة كان الظاهرة البرازيلية رونالدو نازاريو دا ليما ، أفضل لاعب في ذلك المونديال.

بداية حياتية صعبة وانطلاقة مثالية مع كرة القدم

وُلد رونالدو نازاريو دا ليما يوم 18 سبتمبر عام 1976 في ريو دي جانيرو، كابن ثالث لأبوين، بداياته لم تكن سهلة، فوالداه انفصلا عن بعضه وهو في عامه الحادي عشر فقط، فكان رونالدو يهرب من مشاكل الحياة وأزمات أبويه بلعب كرة القدم، ولم يكن منتظمًا في الدراسة.

بعد انفصال والديه بوقت طويل، ترك رونالدو بالفعل المدرسة، ليُركز بشكل أكبر على لعب كرة القدم، وانضم بعد ذلك لأحد فرق كرة الصالات، وكان يُسجل كمًا مهولًا من الأهداف، ففي إحدى المباريات سجل 11 هدفًا، وأنهى أول مواسمه برصيد 166 من الأهداف!.

تألق رونالدو لفت الأنظار إليه سريعًا، ليستقدمه جيرزينيو نجم ” السيليساو” السابق وبطل العالم 1970، لفريقه ساو كريستوفاو ليتدرب مع فرق الناشئين.

رونالدو أكل الأخضر واليابس مع ساو كريستوفاو، وتم تصعيده لفريق تحت 20 عامًا وهو في عامه الخامس عشر فقط، لذا، تلقى عروضًا من كبار الفرق البرازيلية مثل ساوباولو وبوتافوجو.

رونالدو كان قريبًا من الانتقال لفلامنجو بشكل دائم، وهو الفريق الذي كان يُشجعه في طفولته، لكنه تخلف عن التدريبات في أحد الأيام بسبب عدم قدرته على تحمل قيمة تذكرة الحافلة التي ستُقله لهناك، لينتقل بعد ذلك لـ كروزيرو بمساعدة جيرزينيو مقابل 50 ألف يورو.

سرعان ما أثبت رونالدو نفسه، ليلعب مع الفريق الأول في سن الـ 17، فسجل 5 أهداف في مباراة واحدة بشباك باهيا، فيلفت أنظار وسائل الإعلام البرازيلية.

حظى رونالدو باهتمام خارجي من أحد كبار الفرق البرتغالية، بورتو، عندما ذهب كروزيرو في جولة بالبرتغال، وعرضوا مبلغ 500 ألف دولار لضمه، لكن ذلك العرض قُوبل بالرفض، ليستمر نازاريو مع فريقه ويقودهم للفوز بكأس البرازيل للمرة الأولى في تاريحهم، مسجلًا 34 هدفًا في 34 مباراة في الموسم الوحيد الذي قضاه مع ذلك الفريق.

اُستدعي رونالدو في عامه السابع عشر لقائمة البرازيل لخوض بطولة كأس العالم 1994، لكنه لم يُشارك في أي مباراة، ونصحه مواطنه روماريو بالانتقال للنادي الذي لعب فيه، إيندهوفن الهولندي، وهو ما قد تم عقب المونديال، لتبدأ رحلة تألق أخرى للمهاجم الشاب في بلاد الطواحين.. الجميع كان يتحدث عن تلك الموهبة ويتعجبون من قدرته على التحكم في الكرة والإنهاء، قدرات لاعب مُخضرم وليس شابًا لم يتجاوز عمره الـ 20 عامًا.

موهبة رونالدو لفتت أنظار إنتر الإيطالي وبرشلونة الإسباني، لكنه فضل الانتقال لذلك الأخير عام 1996 مقابل 19.5 مليون دولار كأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم آنذاك.

رونالدو واصل تألقه مع برشلونة، حتى اختتم عام 1996 بالتتويج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ليُصبح أصغر لاعب آنذاك يُتوج بالجائزة، وأول لاعب من أمريكا الجنوبية يحصدها كذلك.

رونالدو سجل 47 هدفًا في 49 مباراة في أول مواسمه مع برشلونة، وقادهم للفوز بكأس الكؤوس الأوروبية، السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، لكن لمشاكل في تجديد عقده، رحل المهاجم البرازيلي عن الفريق الكتالوني، ليتمم انتقاله لـ إنتر الإيطالي في صفقة قياسية كانت الأغلى في العالم آنذاك مقابل 27 مليون دولار.

عاد رونالدو ليفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية تواليًا عام 1997، وقاد إنتر ببطولة الدوري الأوروبي في أول مواسمه، ليدخل كأس العالم مع منتخب البرازيل بمعنويات مرتفعة آملًا في الحفاظ على اللقب لبلاده.

كأس العالم 1998

رونالدو صاحب الـ 21 عامًا آنذاك كان أفضل لاعب في العالم، ونجم البرازيل الأول، وكانت الآمال معقودة عليه من أجل تحقيق المونديال.

البرازيل فازت في الجولة الأولى من دور المجموعات على اسكتلندا، ثم في الجولة الثانية، ظهر رونالدو بأداء مميز بتسجيله هدفًا وصناعته لمثله ليقود بلاده للانتصار على المغرب بثلاثية نظيفة.

تأهلت البرازيل لدور الـ 16 متصدرة لمجموعتها، لتواجه تشيلي في دور الـ 16، ليسجل رونالدو هدفين ويقود بلاده لانتصار عريض بأربعة أهداف لهدف، قائدًا إياهم لدور ربع النهائي.

وفي ربع النهائي، صنع رونالدو هدفين ليقود البرازيل للانتصار على الدنمارك بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليضرب ” راقصو السامبا” موعدًا مع الطواحين الهولندية في دور نصف النهائي.

رونالدو سجل هدفًا لينتهي اللقاء بالتعادل بين البرازيل وهولندا، قبل أن يتم الاحتكام لركلات الجزاء، والتي سجل فيها ” الظاهرة هدفًا” ليقود بلاده للنهائي.

ما حدث قبل النهائي كان من أغرب الأشياء في عالم كرة القدم.. رونالدو تم الإعلان بأنه لن يتواجد في تشكيل البرازيل، أفضل لاعب في العالم لن يدعم بلاده في نهائي المونديال.. كيف؟

كثرت الروايات والأقاويل، لكن ما صدر بشكل رسمي بأن رونالدو عانى من نوبة صرع أو تشنج قبل انطلاق المباراة، والسبب غير معروف، لكن اللاعب قال بأنه لم يشعر بذلك الإحساس الذي مر به نهائيًا في حياته، لكنه شارك في المباراة وكأنه لم يشارك، وخسرت بلاده البطولة أمام فرنسا بثلاثية نظيفة، وربما ما حدث للاعب قد أثر ذهنيًا على زملائه كما أثر بالتأكيد عليه.

هزيمة البرازيل ورونالدو لم تمنعه من الفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم.

الإصابات تُعطل مسيرة رونالدو

رونالدو كان يتعرض للتدخلات الخشنة منذ كان في أيندهوفن، ما استدعى مهاجمة الاتحاد البرازيلي لنظيره الهولندي، لكن في إيطاليا، وتحديدًا مباراة إنتر أمام ليتشي بعد كأس العالم، سقط رونالدو دون أن يلمسه أحد وسط صراخ وبكاء منه، ليتم تشخيصه بتمزق في أربطة الركبة.

وبعد غياب استمر قرابة الـ 5 أشهر، عاد رونالدو ليُصاب مرة أخرى بعد 6 دقائق فقط من أولى مبارياته أمام لاتسيو في كأس إيطاليا.. عانى من تمزق تام في أربطة الركبة، ليخرج أحد معالجيه مصرحًا:” مركز ركبته انفجر، أسوأ إصابة في كرة القدم شاهدتها على الإطلاق.

إصابة رونالدو غيبته عن الملاعب 19 شهرًا، فاعتقد الجميع بأن مسيرته انتهت، حتى عند عودته للعب مع إنتر، كان يتعرض لانتقادات شديدة لمستواه، لكنه لم يُبال، حتى قرر أن يُخرس العالم في مونديال 2002 والذي كان هدافه وبطله بامتياز، فأطلقت عليه الصحافة الإيطالية لقبه الأشهر بامتياز.. الظاهرة.

الأسطورة الأرجنتينية مارادونا أكد بأنه لولا الإصابات، لتخطى “الظاهرة” أرقام ميسي وكريستيانو، لكنه لم يكن محظوظًا

ريال مدريد ثم ميلان ثم البرازيل

كان رونالدو جزءًا من الجلاكتيكوس الشهيرة لـ ريال مدريد، وتُوج معهم نتيجة لما قدمه مع البرازيل في المونديال، بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة 2002.

رونالدو قاد ريال مدريد للفوز بالدوري الإسباني مرتين، كأس إنتركونتنتال والسوبر الإسباني مرة، وكان هدافًا للفريق في الأعوام التي قضاها معهم، لكنه كان يُعاني من تهميش الإيطالي فابيو كابيلو مدرب الفريق لزيادة وزنه، قبل أن يرحل لميلان عام 2007.

الإصابات لم تترك رونالدو وشأنه، فتعرض لمثل تلك الإصابة الثانية التي تعرض لها مع إنتر، ليتغيب عن الملاعب 262 يومًا، فرحل عن الفريق الإيطالي ثم العودة للبرازيل من بوابة كورينثيانز.

الإصابات وزيادة الوزن كانا سببًا في إنهاء مسيرة رونالدو، مسيرة كانت لتصبح أعظم من ذلك لولا ما عانى منه الظاهرة.

بعد الاعتزال

توجه رونالدو لمجال الاعمال، واستحوذ على فريق بلد الوليد عام 2018، وصعد به لبطولة الدوري الإسباني، قبل أن يستحوذ على ناد آخر، وهو كروزيرو الذي بدأ معه مسيرته الكروية.

اسماعيل محمود

صحفي مصري مواليد 1999، بدأ عمله الصحفي عام 2017، وأبرز أعماله حوارات صحفية مع تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، ماركو أسينسيو، لوكاس بودولسكي، راؤول ألبيول، خيسوس نافاس، إيفان راكيتيتش وكلاوديو برافو. قمت بتغطية عدة بطولات دولية مثل بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، كأس العالم 2023 للأندية بجدة، وكأس آسيا… More »

4946 مقال