تقارير ومقالات خاصة365TOPبرشلونةكأس العالم 2022كرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطالية
الأكثر تداولًا

أفضل لاعب في كأس العالم 1986.. دييجو مارادونا صاحب “يد الرب” وأعظم أداء فردي في التاريخ

أن تضع أسمك بين أسماء الكبار ليظل خالدًا في تاريخ بطولة تُعد من أعظم بطولات كرة القدم على الإطلاق مثل ” كأس العالم “، حينها لن تخشى على إرثك العظيم من أن يُترك سُدى، بطبيعة الحال سيأتي زمانًا يتناقله البعض مثلما يحدث الآن.

وقبل انطلاق مونديال قطر.. يدور 365Scores بعجلة الزمان بين نسخ كأس العالم الماضية، لتذكر أساطير البطولة على مر العصور، الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب كهدافين النسخ السابقة.

لكن.. هل تعلم من هو أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 1986؟ النسخة التي احتضنتها المكسيك على أراضيها، بعد العديد من الأزمات بدأت بسحب شرف التنظيم من كولومبيا.. بطولة تُوج بها منتخب الأرجنتين باللقب للمرة الثانية في تاريخهم .. نسخة كان بطلها الأول دييجو أرماندو مارادونا بأعظم أداء فردي في بطولة كما أطلق البعض على ما قدمه مع منتخب بلاده آنذاك.

نشأة صعبة وموهبة لا تُصدق

وُلد مارادونا في الثلاثين من أكتوبر لعام 1960 في لانوس الأرجنتينية لعائلة فقيرة، وكانت بدايته مع كرة القدم في اختبارات أرجنتينيوس جونيورز، عندما كان يبلغ من العمر 8 أعوام فقط.

فرانسيسكو كورنيخو كان هو المدرب الذي اكتشف موهبة مارادونا، لم يكن يُصدق بأن الموهبة التي أمامه ورغم حجمها الضئيل كونه طفلًا، موهبة لصغير يبلغ من العمر 8 أعوام فقط، قال أنه لم يصدق سنه رغم حجمه وتأكده من بطاقة هويته، لأن الطريقة التي كان يلعب بها، كانت تُوحي بأنه شخص بالغ ولاعب كبير.

بدأ مارادونا مسيرته الاحترافية بأول مباراة له مع الفريق الأول لـ أرجنتينيوس جونيورز في العشرين من أكتوبر لعام 1976، أي قبل 10 أيام فقط من بلوغه عامه السادس عشر، وكان أصغر لاعب آنذاك يشارك في في بطولة الدوري الأرجنتيني.

وبعد 5 أعوام مع أرجنتينيوس جونيورز لفت خلالهم مارادونا الأنظار بشدة بتسجيله 115 هدفًا في 167 مباراة، انتقل لـ بوكا جونيورز مقابل 4 مليون دولار بعدما تلقى عروضًا عديدة، لتبدأ رحلة توهجه الحقيقية.

عام وحيد قضاه مارادونا مع بوكا جونيورز، قادهم خلاله للفوز ببطولة الدوري بأداء مميز، لينضم لقائمة منتخب بلاده للمشاركة في كأس العالم 1982 بإسبانيا، ويظهر بشكل جيد، ليبقى في بلاد الإسبان بانتقاله لـ برشلونة في أغلى صفقة بتاريخ كرة القدم آنذاك، مقابل 7.6 مليون دولار.

وفي إقليم كتالونيا، استمرت رحلة إبداع وتألق دييجو أرماندو مارادونا، فقادهم للفوز بكأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني في أول مواسمه، والفوز على ريال مدريد في الكلاسيكو على ملعب ” سانتياجو برنابيو”، حين نال وابل من التصفيق من مشجعي النادي الملكي بعد هدفه الذي أحرزه في مرمى شباك فريقهم، في مشهد كان الأول من نوعه، وتبعه مشهدين مماثلين فقط كان بطليه رونالدينيو وأندرياس إنييستا.

استمرت رحلة مارادونا مع برشلونة، لكنه كان يواجه عنصرية وتدخلات عنيفة من منافسية نتيجة لمهاراته الكبيرة على أرض الملعب، حتى تعرض حتى تعرض لكسر في الكاحل بعد تدخل عنيف من مدافع نادي أتليتكو بيلباو أندوني فواكوتيكشا ، ليتغيب عن الملاعب لمدة 3 أشهر.. إصابة كادت أن تُنهي مسيرة اللاعب نهائيًا.

ويشاء القدر أن يلتقي يواجهة برشلونة نظيره أتلتيكو بيلباو في نهائي كأس الملك 1984، ولك يكف فواكوتيكشا عن مضايقة مارادونا والتدخل عليه بشكل عنيف، لينفجر مارادونا في وجهه وفي وجه لاعبي الفريق الخصم، ووجه لاعبو أتليتك بيلباو جمهورهم لسب مارادونا والهتاف العنصري ضده، فانقلبت انقلبت المباراة لحرب في الملعب أمام أعين 100 ألف متفرج وأمام ملك إسبانيا، أكثر من 60 شخصًا أصيبوا.. ليقرر برشلونة ومارادونا أن قصة ارتباطهما انتهت، وكانت تلك آخر مباراة لللاعب الأرجنتيني بقميص الفريق الكتالوني، لينتقل بعد ذلك لفريق نابولي الإيطالي.

مارادونا كان أكثر اللاعبين تعرضًا للتدخلات والالتحامات القوية لمهاراته الخارقة بالكرة، ليس مع الأندية فقط ولكن مع منتخب بلاده، فكان أكثر من اُرتكب ضده أخطاءً في كأس العالم.

كأس العالم 1986

مارادونا حظى بخبرة المشاركة في كأس العالم من قبل، بتسجيله هدفين في 5 مباريات لمنتخب بلاده في النسخة السابقة 1982، لذا فكان قائدًا في المونديال اللاحق 1986 لجيل جديد لـ ” راقصي التانجو” خلفًا للجيل التاريخي الذي أهدى بلاده أول نسخة لكأس العالم 1978.

في دور المجموعات، تواجد منتخب الأرجنتين في مجموعة ضمت إيطاليا وبلغاريا وكوريا الجنوبية، ومكانت مباراتهم الأولى أمام ذلك المنتخب الأخير، ليبصم مارادونا على شهادة حضوره للمونديال بصناعته 3 أهداف قادوا بلاده للانتصار.

بعد ذلك، تعادل منتخب الأرجنتين مع حامل اللقب إيطاليا، ثم الفوز على بلغاريا، ليتأهلوا لدور الـ 16 لمواجهة أوروجواي، والتي انتصروا عليها ليضربوا موعدًا مع منتخب إنجلترا القوي في دور ربع النهائي.

مباراة إنجلترا كانت المباراة الأبرز في مسيرة مارادونا، بل كانت من ضمن الأبرز والأهم في تاريخ كرة القدم.. كيف لا؟ ودييجو سجل في تلك المواجهة هدفين سيظلا خالدين في التاريخ.

الهدف الأول في الدقيقة 51، هدف أُطلق عليه هدف ” يد الله”.. هدف أخذ الرسامون والمصممون يبتكرون في وصفه ورسمه، فهو هدف سُجل باليد في لعبة كرة القدم وفي أهم بطولة في العالم في مشهد واضح للجميع، لكن يبدو أن الحكم التونسي علي بن ناصر أراد أن يُخلد مسيرة مارادونا وما فعله في تلك البطولة، لكن مهلًا.. دييجو خلد ما فعله في تلك البطولة بهدف استثنائي آخر بعد 4 دقائق منذ ذلك الهدف.

استلم مارادونا الكرة من منتصف ملعبه، قام بـ 11 ركضة، وراوغ 5 لاعبين ثم حارس مرمى إنجلترا، ليسكن الكرة الشباك، مسجلًا هدفًا أُختير كأفضل هدف في تاريخ كأس العالم، والهدف الأفضل في القرن الماضي، ليقود منتخب بلاده للتأهل لنصف النهائي.

وفي نصف النهائي، سجل مارادونا هدفي الانتصار على بلجيكا، ليتأهل رفقة منتخب بلاده لمواجهة ألمانيا في النهائي، فهل اكتفى مارادونا؟ بالطبع لا. كان له دورًا حاسمًا في الفوز بتلك المباراة الصعبة والقوية بصناعته هدف الانتصار والتتويج بالبطولة.. بطولة أنهاها برصيد 5 أهداف إضافة لصناعته مثلهم، ليتم وصف أداءه في تلك النسخة من قبل الكثيرين بـ ” الأداء الأعظم في تاريخ كرة القدم”.

ماذا بعد التتويج بالمونديال؟

كتب مارادونا التاريخ مع فريق نابولي، فببساطة هو غير كرة القدم الإيطالية بقيادته الفريق للتتويج بالدوري للمرة الأولى موسم 1986-1987 بعد فوزه بكأس العالم.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فجعل مارادونا فريقه نابولي منافسًا رئيسيًا على لقب الدوري الإيطالي حتى حققوه مرة ثانية موسم 1989-1990.. هل اكتفى بذلك؟ قادهم لتحقيق الأمجاد القارية بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989.

كان مارادونا بطل الجنوب الإيطالي الأول، كان ملهمهم، عاملوه معاملة الرب لأنه غير تلك المنطقة تمامًا، لكن لكل قصة جميلة نهايتها، فدييجو أقصى إيطاليا في نصف النهائي لبطولة كأس العالم 1990 وعلى ملعب سان باولو، احتفل بشكل هستيري أمام من كانوا يهتفون باسمه لتنكسر العلاقة بينه وبين جماهيره

مسيرة مارادونا الكروية أخذت في الانحدار من سيء لأسوأ، فخسر نهائي كأس العالم 1990 أمام ألمانيا، بدأ في تعاطي “الكوكايين”، ربطته صداقات بأفراد العصابات، تخلف عن مباريات نابولي، تم منعه من ممارسة كرة القدم لـ 15 شهرًا بسبب تعاطي المخدرات، ثم عاد لينتقل لـ إشبيلية.

رحلة قصيرة مع إشبيلية، ثم العودة للأرجنتين من بوابة نيولز أولد بويز، قبل العودة لـ بوكا جونيورز وإنهاء مسيرته معهم.

المخدرات لم تُفارق مارادونا، فبعد بدء مشواره مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم 1994، وتسجيل هدفًا أعقبه باحتفال تاريخي أمام الأرجنتين، جاءت نتيجة تحليل المخدرات لـ مارادونا عقب مباراة نيجيريا إيجابية، لتصبح تلك آخر مبارياته بقميص منتخب بلاده.

انتهت قصة مارادونا الجميلة مع كرة القدم بيده كلاعب بسبب المخدرات، لكنها استمرت مع عالم التدريب.

مارادونا المدرب

مسيرة مارادونا التدريبية لم تكن مشابهة لمسيرته كلاعب، فكان عنوانها الفشل باختصار، وكانت أبرز محطاته تولي تدريب منتخب الأرجنتين.

تولى مارادونا تدريب الأرجنتين عام 2008 في أوج فترات تألق مواطنه ليونيل ميسي، لكنه تأهل معهم لكأس العالم 2010 بصعوبة، وبهزيمة قياسية بستة أهداف مقابل هدف أمام بوليفيا في التصفيات.

وفي كأس العالم، تمكن مارادونا من قيادة الأرجنتين للربع النهائي، قبل تلقي هزيمة قاسية أمام ألمانيا برباعية نظيفة، ليرحل بعد ذلك عن تدريب المنتخب.

وفاة مارادونا

في 2 نوفمبر لعام 2020، دخل مارادونا لعلاجه من الاكتئاب والأنيميا كما أكدت تقارير صحفية، لكنه بعد ذلك بيوم، تم الإعلان عن خضوعه لعملية جراحية ناجحة لإزالة ورم دموي في المخ.

في 12 نوفمبر خرج مارادونا من المستشفى بصحة جيدة، لكن في الخامس والعشرين من الشهر ذاته، تُوفي دييجو عن عمر يناهز الستين عامًا بعد تعرضه لسكتة قلبية أثناء موته، لتُفارق أحد أعظم المواهب في تاريخ كرة القدم الحياة، لتنعاه أمة اللعبة لما قدمه وأمتع به الجميع في سنوات مسيرته.

بعد وفاته، اتهمت عائلة مارادونا، الأطباء بالتقصير والإهمال الطبي والتسبب في موته، وتُعقد جلسات محاكمة للطاقم الطبي الخاص بمارادونا لبيان ما إذا كانوا قد تسببوا في وفاته أم لا.

اسماعيل محمود

صحفي مصري مواليد 1999، بدأ عمله الصحفي عام 2017، وأبرز أعماله حوارات صحفية مع تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، ماركو أسينسيو، لوكاس بودولسكي، راؤول ألبيول، خيسوس نافاس، إيفان راكيتيتش وكلاوديو برافو. قمت بتغطية عدة بطولات دولية مثل بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، كأس العالم 2023 للأندية بجدة، وكأس آسيا… More »

4946 مقال