أفضل لاعب في كأس العالم، خلال نسخة المونديال التي أقيمت في عام 1962 وهو النجم البرازيلي مانويل فرانشيسكو دوس سانتوس، المعروف باسم جارينشيا.
واستضافت تشيلي نسخة كأس العالم 1962 وهي النسخة السابعة في تاريخ البطولة، والتي تم إسناد تنظيم البطولة لها بعد ضغط على الاتحاد الدولي بضرورة منح شرف الاستضافة لدولة لاتينية خاصة بعدما تم إقامة المونديال النسختين الماضيتين في بلد أوروبية.
وتوج جارينشيا بلقب أفضل لاعب في كأس العالم 1962 في ظل مساهمته الكبرى في تتويج منتخب البرازيل بلقب المونديال خلال هذه النسخة.
وساهم جارينشيا بشكل بارز في حصد البرازيل لقب كأس العالم 1962 للمرة الثانية في تاريخ بلاد السامبا، بعد الفوز على تشيكوسلوفاكيا في نهائي المونديال
ولم يكن جارينشيا صاحب الفضل فقط في حصد البرازيل للقب كأس العالم 1962، بل في النسخة التي سبقتها أيضاً في 1958
وقبل انطلاق بطولة كأس العالم 2022 المحدد إقامتها في قطر، فكر 365Scores في تقديم سلسلة ” أفضل لاعب في كأس العالم”
ويعتبر جارينشيا، الذي بدأ توهجه في مونديال 1985، هو صاحب الفضل الأكبر في حصد البرازيل لقب مونديال 1962، خاصة وأن حمل منتخب بلاده على كتفيه حتى وصل بها إلى النهائي، في ظل إصابة بيليه التي أبعدته عن المشاركة في معظم أوقات البطولة حتى المباراة النهائية.
ونجح جارينشيا في حصد لقبي هداف كأس العالم 1962، إلى جانب أفضل لاعب أيضًا، بعدما أحرز 4 أهداف خلال نسخة البطولة.
من هو جارينشيا أفضل لاعب في كأس العالم 1962
ولد مانويل فرانشيسكو دوس سانتوس، أو جارينشيا في 28 أكتوبر 1933، واحترف كرة القدم في عام 1955، من خلال بوابة نادي بوتافوجو، الذي قضى بين صفوفه 12 عامًا، وسجل معه ما يقرب من 230 هدفًا.
في عام 1966 نضم إلى نادي كورنثيانز، وخاض معهم 10 مباريات فقط، وسجل هدفين، قبل أن يرحل إلى نادي أتلتيكو جونيور، عام 1968، إلا أنه لم يشارك سوى في مباراة واحدة فقط، ليرحل بعدها إلى فلامنجو، واستمر هناك حتى عام 1969، وخاض15 مباراة أحرز خلالهم 4 أهداف.
وفي عام 1972 انتقل إلى نادي أولاريا ريو ولعب ضمن صفوفه، 10 مباريات أحرز هدفًا وحيدًا، وبعدها قرر اعتزال كرة القدم بشكل نهائي.
من رحم المعاناة تولد الموهبة
وعلى الرغم من من الحالة الصحية التي ولد بها جارينشيا، حيث ولد بأرجل مقوسة ومنحنية في اتجاه واحد على إثر تشوه في العمود الفقري، بالإضافة أنه لم يكن يحظى بظروف اقتصادية تساعده على تحمل نفقات علاجه.
ليس هذا فقط، بل ولد مانويل فرانشيسكو دوس سانتوس، ولديه ساق واحدة أقصر بستة سنتيمترات من الأخرى، إلى جانب حجمه الضيئل الأمر الذي جعل أخاه يطلق عليه لفب جارينشيا، أي العصفور، وهو ما طورته الصحافة بعد احترافه لكرة القدم، ليصبح أسمه الطائر الجريح
طبيب كاد أن ينهي مسيرة جارينشيا قبل أن تبدأ
وكان من الممكن أن يفقد جارينشيا، مجده الكروي كله مع منتخب البرازيل، بسبب الطبيب النفسي جواو كارفاليايس، الذي عمل ضمن الجهاز الطبي لمنتخب راقصي السامبا، كان هذا قبل انطلاق مونديال 1958، حيث خضع اللاعب لاختبارات طيبة تحت إشراف الطبيب.
وعقب هذه الاختبارات، أكد جواو كارفاليايس على ضرورة طرد، جارينشيا من المنتخب البرازيلي، معللاً ذلك بانخفاض مستوى ذكائه بشكل كبير للغاية.
وهو ما جعل الطبيب يخبر فيسينتي فيولا، مدرب منتخب البرازيل آنذاك، أن ما داخل رأس جارينشيا، علب صفيح في رأسه وليس مخا، وكاد أن يطرد نجم بوتافوجو، من المنتخب، لولا تدخل نيلتون سانتوس وديدي، الثنائي الذي أقنعا الطبيب بعدم طرد اللاعب، مؤكدين له أن جارينشيا يعلم كيف تلعب الكرة.
ألقاب وإنجازات جارينشيا
ونجح جارينشيا في التتويج بـ 18 بكولة مختلفة رفقة ناديه بوتافوجو
ومع منتخب البرازيل، حقق لقبين لكأس العالم إلى جانب لقب هداف مونديال 1962.
كما أطلقت عليه صحيفة ليكيب الفرنسي، لقب الجناح الأيمن الأكثر استثنائية في كرة القدم، نظرًا لمهارته المذهلة، فيما لقبه الجمهور، بفرحة الشعب، حيث حظى جارينشيا، بمحبة كبيرة من الجماهير نظرًا لكونه خرج من أسرة فقيرة وظروفه الصحية الصعبة
وتوفي جارينشيا، وهو في سن الـ 49 عامًا، على إثر إصابته بتليف في الكبد، بعدما أدمن المشروبات الكحولية في أواخر حياته، ليرحل عن عالمنا في عام 1983.