أفضل لاعب في كأس أمم إفريقيا 1988 – عزيز بودربالة
عزيز بودربالة، أفضل لاعب في كأس أمم إفريقيا 1988، التي أقيمت بأراضي المملكة المغربية بعدما انسحبت زامبيا من تنظيمها سنتين قبل موعد الحدث القاري بسبب ظروف مالية.
وتصدر منتخب المغرب المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط، من فوز على الجزائر بهدف نظيف حمل توقيع مصطفى الحداوي، وتعادلين أمام زايير وساحل العاج، ليضمن بطاقة التأهل إلى دور نصف النهائي.
ولم يكتب للجيل الذهبي للمنتخب آنذاك أن يبلغ النهائي، وانهزم أمام الكاميرون بهدف نظيف وقّعه سريل ماكاناكي في الدقيقة الـ78، لينتهي بذلك حلم لطالما راود المغاربة بتحقيق ثاني الألقاب بعد التتويج بالكأس الوحيدة سنة 1976.
من هو عزيز بودربالة أفضل لاعب في كأس أمم إفريقيا 1988
في الـ26 من ديسمبر عام 1960، ولد عزيز بودربالة بمدينة الدار البيضاء، ووسط دروب المدينة القديمة نشأ، ليكبر وتكبر معه أحلام لعب كرة القدم، بعدما تفوق بسرعة على باقي أقرانه بتقنياته الكبيرة، ما جعله يفكر في اللعب على أعلى مستوى ليلتحق بالوداد البيضاوي، وهو ابن 16 سنة لتحقيق حلمه باحتراف الكرة.
ظل عزيز 6 سنوات في بيت الوداد البيضاوي، خطف خلالها الأضواء مع نجوم الفريق الأحمر في تلك الفترة، وتميز طيلة المدة التي قضاها مع “وداد الأمة”بمراوغاته وتمريراته المضبوطة، فطلب أكثر من فريق مغربي في تلك الفترة وده، من أجل التعاقد معه لكنه رفض مغادرة الوداد إلا للاحتراف صوب الخارج ، ليغنم الألقاب رفقة الوداد الذي توج معه بلقب البطولة وكأس العرش.
صنع عزيز بودربالة، لنسفه اسما خاصا مع فريقه الوداد البيضاوي، ورفقة المنتخب المغربي الذي كان واحدا من نجومه خلال مونديال المكسيك، قبل أن يقرر ابن الدار البيضاء، خوض تجربة الاحتراف بأوروبا حيث صال وجال بين العديد من الملاعب بالقارة العجوز.
لعب بودربالة في سويسرا، فرنسا والبرتغال لكنه عاد بعدها للمغرب وقرر وضع حد لمسيرته الحافلة بالعطاء داخله، ليواصل الحضور في واجهة الأحداث عكس ما كان عليه مع العديد من نجوم الكرة المغربية خلال ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات.
عزيز بودربالة مع منتخب المغرب
حمل قميص المنتخب المغربي في سن مبكرة ، وشارك في كأس إفريقيا للأمم بنيجيريا 1980 واحتل المرتبة الثالثة ، كما فاز رفقته بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1983 دون أن ننسى مشاركته المتميزة في كأس العالم 1986 بالمكسيك.
ويعتبر من صناع ملحمة مكسيكو ، وأحد كتاب فصولها ، وهذا ما جعل الكاف تختاره كثاني أحسن لاعب إفريقي خلف بادو الزاكي، بالإضافة إلى مساهمته الفعالة في وصول المنتخب إلى نصف نهائي أمم إفريقيا سنتي 1986 بمصر و1988 بالمغرب التي نصع نفسه أفضل لاعب فيها.
مساره الإحترافي
في 24 من عمره، حزم عزيز حقائب السفر، نحو سويسرا ليعانق الاحتراف الأوروبي، من بوابة فريق سيون، الذي خاض معه 88 مباراة سجل خلالها 25 هدفا، في الوقت الذي توج مع ذات الفريق بكأس سويسرا سنة 1986 وخاض في نفس السنة نهائي السوبر السويسري.
بعد عامين ناجحين في سويسرا، قرر بودربالة الانتقال إلى البطولة الفرنسية، حيث وقع سنة 1988 رفقة إر سي باريس، بعدما أعجبه نمط الحياة في العاصمة الفرنسية، واقترب أكثر من مدينة تشهد تواجد العديد من اللاعبين العرب من شمال إفريقيا، وبدورها تجربة اللعب بفرنسا توج فيها بكأس فرنسا سنة 1990، بعدما سجل للفريق الباريسي 15 هدفا من أصل 49 مباراة خاضها رفقته.
تجربة ليون الفرنسي
كبرت شعبية عزيز بودربالة في فرنسا، ما جعل أصحاب القرار داخل أولمبيك ليون يطمحون للتعاقد معه، فسافروا لباريس لمجالسته آنذاك مقترحين عليه الانتقال لصفوف الأولمبيك، وهو الأمر الذي وافق عليه اللاعب المغربي الذي كان من النجوم المغربية التي حضرت بقوة أيضا خلال مونديال المكسيك 1986، ما جعل شهرته تسبقه أينما حل بعد رقع اسم المغرب عاليا في ذلك اللقاء الكروي العالمي.
في ليون اختمرت تجربة عزيز ، الذي بات اسمه يظهر دوما على صفحات جريدة ” ليكيب” الرياضية الفرنسية المتخصصة، التي كانت دائمة التنويه به وبما يقدمه من إبداعات، وعلى نهج كل التجارب التي خاضها في عالم الاحتراف، لم يطل المقام كثيرا بنجم وسط المنتخب المغربي داخل ليون، بعدما قرر إنهاء مشواره مع الفريق سنة 1992، رغم أن مسؤولي الفريق الفرنسي تشبتوا به ، وحاولوا إغراءه من أجل البقاء إلا أن كثرة العروض التي توفر عليها جعلته في حيرة من أمره ، ليقرر بعدها ركوب تحدي جديد في مسيرته الكروية.
محطة البرتغال والعودة لسويسرا
لعب عزيز بودربالة، موسم 1992-1993 في البطولة البرتغالية، حيث جاور فريق إستوريل برايا، الذي خاض معه 24 مباراة سجل منها 4 أهداف، كل هذا وهو لا يلعب كمهاجم صريح، بل يكتفي بالإبداع والتفنن في خط الوسط، ما يجعله دوما يلعب دور الموزع الذي يمد باقي رفاقه بالكرات الحاسمة من أجل التسجيل.
لم يدم المقام كثيرا بعزيز بالبرتغال، ليتوصل بعرض جديد من البطولة السويسرية التي ظلت أنديتها تراقبه في كل محطة يصلها، لكن الانتقال لم يكن صوب فريق سيون الذي لعب معه سابقا، وإنما رفقة سان غال ، الذي وثق مسؤولوه في إمكانياته وعرضوا عليه اللعب في صفوفهم، ليقرر البقاء معهم من 1993 لغاية 1995 ، قبل أن يقرر بشكل نهائي العودة للأصل، لفريقه الأم الوداد الذي خاض معه كذلك موسمين قبل أن يعتزل لعب كرة القدم ، مسجلا مسارا حافلا نقش فيه إسمه بأحرف من ذهب رفقة كل الأندية التي لعب معها.
المسار التدريبي
قرر عزيز بودربالة سنة 1997 إنهاء مشواره الكروي كلاعب والتفرغ لميدان التدريب حيث حصل على شواهد عليا ، وتم تعيينه في 26 مارس 2005 مساعدا لمدرب المنتخب الوطني بادو الزاكي ، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج القدم الذهبي لاكتشاف المواهب.
وفي 2006 عين مدربا للوداد الرياضي ، وفي سنة 2014 أسندت له مهمة مدير رياضي للمنتخب المغربي. وهو الآن يخوض تجربة جديدة رفقة فارس دكالة الدفاع الحسني الجديدي كمدير تقني.