من هو أفضل حارس في تاريخ المغرب.. ياسين بونو أم بادو الزاكي؟
يُعتبر اختيار أفضل حارس مرمى في تاريخ المغرب من بين ياسين بونو وبادو الزاكي مسألة مثيرة للجدل، حيث يمتلك كل منهما سجلاً حافلاً ومليئاً.
والمفارقة أن ياسين بونو وبادو الزاكي يمتلكان أوجه تشابه كبيرة، إذ انطلق كلاهما من الوداد الرياضي، كما قدم كلاهما مستويات رائعة في الليجا الإسبانية.
وعلاوة على ذلك، فقد نجح كلاهما في البصم على مسيرة حافلة مع منتخب المغرب، وأظهرا أفضل المستويات والالتزام التام بالنص وبالمطلوب منهما داخل وخارج الملعب.
وبعيداً عن مسيرة ياسين بونو وبادو الزاكي مع الأندية، فإننا سنقوم في هذا الموضوع باستعراض أرقام وإنجازات كلا الحارسين مع منتخب المغرب فقط.
أرقام بادو الزاكي مع منتخب المغرب:
جميع من عاصر بادو الزاكي، يُؤكدون أنه كان بمثابة السد المنيع في حراسة المرمى، حيث تألق في الثمانينيات، وحقق شهرة واسعة بعد أدائه الرائع في كأس العالم 1986، عندما قاد المنتخب المغربي إلى دور الـ16.
وخلال تلك البطولة، استقبلت شباكه هدفاً واحداً فقط في دور المجموعات، مما جعله واحداً من أبرز الحراس في التاريخ، وبالإضافة إلى ذلك، فقد حاز الزاكي على العديد من الألقاب مع ناديه الوداد الرياضي.
وشارك الزاكي في 78 مباراة دولية مع المنتخب المغربي في الفترة بين 1979 و1992، ولكن مشاركته في كأس العالم 1986 في المكسيك هي اللقطة المضيئة الأكبر في مسيرته الدولية.
وأسفرت قرعة مونديال 86، عن تواجد المنتخب المغربي في مجموعة صعبة للغاية تضم إنجلترا وبلجيكا وبولندا، ولم يكن أكثر المتفائلين وقتها ينتظرون أن يتأهل أسود الأطلس إلا من خلال أفضل مركز ثالث.
لكن المفأجأة جاءت عندما تمكن الزاكي في الحفاظ على شباكه أمام بولندا في المباراة الأولى، ثم كرر الأمر نفسه أمام منتخب إنجليزي يعج بالنجوم أمثال براين روبسون وجاري لينيكر وغيرهما.
وفي اللقاء الثالث ضد البرتغال، تلقت شباك بادو الزاكي الهدف الوحيد في دور المجموعات، ولكنه لم يأتِ إلا بعدما تقدم المنتخب المغربي في النتيجة بثلاثية نظيفة.
وفي الدور ثمن النهائي، ودع المنتخب المغربي البطولة على يد ألمانيا، التي سجلت هدف الفوز في الدقيقة 88 من ضربة ثابتة عبر لوثر ماتيوس، إثر غياب التفاهم بين لاعبي الحائط البشري.
وقبلها شارك بادو الزاكي مع منتخب المغرب في كأس أمم إفريقيا 1980، وهي النسخة التي حصل فيها أسود الأطلس على المركز الثالث إثر الفوزه على مصر بهدفين دون مقابل.
وشارك بادو الزاكي للمرة الثانية في كأس إفريقيا 1986، ووقتها، حصل المنتخب المغربي على المركز الرابع بعدما انهزم ضد ساحل العاج بثلاثة أهداف لهدفين.
وتكرر ذات الإنجاز في النسخة القادمة (88)، ولكن هذه المرة خسر المنتخب المغربي مباراة تحديد المركز الثالث على يد الجزائر بركلات الترجيح.
وفي نسخة 1992، ودع المنتخب المغربي المسابقة من دور المجموعات، وكانت هذه آخر بطولة يخوضها بادو الزاكي مع منتخب المغربي.
وعلى العموم، فقد شارك بادو الزاكي في 4 نسخ من كأس أمم إفريقيا، استقبلت شباكه خلالها 13 هدفاً، مع العلم أن تلك النسخ كانت تشهد مشاركة 8 منتخبات فقط كأقصى تقدير.
أرقام ياسين بونو مع منتخب المغرب:
إذا كان بادو الزاكي، قد حقق أفضل إنجاز له مع منتخب المغرب في مونديال 1996 بالمكسيك، فإن ياسين بونو ترك بصمة لا تُمحى في مونديال 2022 بقطر.
فخلال تلك البطولة، خاض ياسين بونو 6 مباريات تلقت فيها شباكه 5 أهداف وحافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات أمام كل من كرواتيا وإسبانيا والبرتغال.
وقدم ياسين بونو مردوداً قوياً ضد إسبانيا تحديداً، حيث تصدى لركلتي ترجيح وقاد المنتخب المغربي للفوز على لاروخا بنتيجة 3/0.
وكان ياسين بونو أحد أبرز المساهمين في وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، عندما تألق بشكل لافت في لقاء ربع النهائي ضد البرتغال.
أما في منافسات كأس إفريقيا فقد شارك ياسين بونو في 4 نسخ، واحدة كاحتياطي و3 كأساسي، وخاض خلالها الحارس المتألق 11 مباراة، حافظ على نظافة شباكه في 6 مناسبات.
وكان أفضل إنجاز لمنتخب المغرب مع ياسين بونو في كأس إفريقيا، هو الوصول إلى ربع النهائي مرتين، وكلاهما خسر فيهما أسود الأطلس ضد مصر.
من الأفضل ياسين بونو أم بادي الزاكي؟
إحصائيات كلا الحارسين تُظهر تقاربآً كبيراً بينهما، مع أفضلية طفيفة لياسين بونو الذي وصل إلى نصف نهائي مونديال 2022، وتلقى أهدافاً أقل في منافسات كأس إفريقيا.
لكن بادو زاكي كانت فترته أكثر إشراقاً ضمن بطولات كأس إفريقيا، حيث حقق معه أسود الأطلس المركز الثالث في مناسبة وحيدة، لكن مع الإشارة إلى أن تلك النسخة شهدت مشاركة 8 منتخبات فقط.
باختصار، يعتمد الاختيار بين ياسين بونو وبادو الزاكي على تفضيلات معينة، سواء من حيث الإحصائيات أو التجارب الشخصية. لكن يظل النقاش مفتوحاً حول من هو الأفضل في تاريخ المغرب.