كرة قدمتقارير ومقالات خاصة
الأكثر تداولًا

أساطير ولكن.. لماذا لم يفز مارادونا وبيليه بالكرة الذهبية من قبل؟

اقترب الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية ” بالون دور” لأفضل لاعب في العالم من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، بعد إضافة عدد من التعديلات الجوهرية، لعل أبرزها أن تقييم اللاعبين سيكون بناءً على ما قدموه في الموسم وليس العام الميلادي عكس السنوات السابقة.

التعديل السابق من شأنه وأن يكشف بنسبة كبيرة عن هوية الفائز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لموسم 2021-2022، ونتحدث هنا عن الفرنسي كريم بنزيما قائد فريق ريال مدريد الإسباني، الذي تُوج بكل شيء ممكن تقريبًا مع فريقه ومنتخب بلاده ( باستثناء كأس ملك إسبانيا إن أردنا الدقة)، لذا فالصراع على الفوز بتلك الجائزة شبه محسوم لأول مرة منذ سنوات، خاصة وأن بطولة كأس العالم 2022 بقطر لن تُدخل في حسابات الفوز بها هذا العام.

عندما نتحدث عن عظماء كرة القدم، لابد أن يأتي ذكر 4 أسماء بصفة دائمة، وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو، الأرجنتيني ليونيل ميسي ومواطنه دييجو أرماندو مارادونا، والبرازيلي بيليه، لكن هل أتى في خاطركم بأن آخر اسمين لم يُتوجا بالكرة الذهبية قط في مسيرتهما الحافلة بالإنجازات والنجاحات؟ نعم، الجوهرة السمراء وصاحب هدف “يد الله” الشهير لم يفوزا بجائزة أفضل لاعب في العالم، ولكن لماذا؟

أُطلقت جائزة الكرة الذهبية بواسطة مجلة فرانس فوتبول الفرنسية عام 1956، وهي حتى الآن الجهة المسئولة عنها، لكنها لم تكن مخصصة لأفضل لاعب في العالم، بل كانت مخصصة للأفضل في أوروبا.

ظلت الجائزة مربوطة باللاعبين الأوروبيين فقط، لما يقارب الـ 4 عقود، لذا، فكان من الممكن أن يُصبح البرتغالي كريستيانو رونالدو هو أكثر من تُوج بتلك الجائزة في تاريخها، وأن نرى ليونيل ميسي بدون أي كرات ذهبية، كمارادونا وبيليه!

كيف تحولت الكرة الذهبية لجائزة تُمنح لأي لاعب حول العالم؟

ظلت الكرة الذهبية حكرًا على الأوروبيين وممنوعة بالنسبة لللاعبين من مختلف قارات العالم، حتى عام 1995، حيث قرر المسئولون عن الجائزة توسيع النطاق لتشمل اللاعبين في القارة الأوروبية سواء كانوا أوروبيين أم لا، ولكن قد آن الأوان بالنسبة لاثنين من أساطير اللعبة عبر مر التاريخ، فبيليه قد اعتزل الكرة بالفعل منذ سنوات ولم يلعب في أوروبا قط، أما مارادونا فكان يُنهي مسيرته في الأرجنتين.

أول المستفيدين من ذلك التغيير الجذري في “بالون دور” كان الليبيري جورج وياه مهاجم ميلان الإيطالي السابق، الذي فاز بجائزة ” الكرة الذهبية” لأفضل لاعب في أوروبا ذلك العام، 1995، كأول لاعب خارج القارة الأوروبية وأول أفريقي يحقق ذلك الإنجاز، ليعقبه بعد ذلك البرازيلي رونالدو ليصبح أول لاعب من أمريكا الجنوبية يفوز بالجائزة.

وفي عام 2007، طرأ تغيير هام فيما يخص الجائزة، فأصبح الكرة الذهبية تُمنح لأفضل لاعب في العالم أينما يلعب، وليس في قارة أوروبا فقط، وإن لم يفز بها أي لاعب خارج الدوريات الأوروبية حتى الآن.

ماذا لو كانت القواعد مختلفة بالنسبة لـ بيليه؟

لو كانت القواعد تُتيح لـ بيليه الفوز بجائزة الكرة الذهبية، لفاز بها 5 مرات على الأقل أو 7 كما اعترفت صحيفة ” فرانس فوتبول” .

بيليه كان ليصبح وبكل تأكيد أصغر لاعب يفوز بجائزة الكرة الذهبية، وأحد أكثر المتوجين بها على مر الزمان إن لم يكن أكثرهم…. كيف؟

في سن السابعة عشرة ، وتحديدًا في عام 1958، كان بيليه الأفضل بلا منازع.. لاعب خطف الأنظار، ضرب كل الأرقام القياسية وقاد البرازيل للتتويج ببطولة كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم.. بطولة كان بطلها الأول الجوهرة السمراء، وثاني هدافيها برصيد 6 أهداف.

استمر تألق بيليه، فسجل 53 هدفًا في عام 1959 مع فريقه سانتوس، إضافة لـ 11 هدفًا مع البرازيل، ثم 37 هدفًا في عام 1960 مع فريقه ومنتخب بلاده.

وفي عام 1961، سجل بيليه 62 عامًا مع فريقه سانتوس، ليقودهم للتتويج ببطولة الدوري البرازيلي، وكان يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية في كل تلك الأعوام المذكورة بحسب قائمة شرفية من مجلة ” فرانس فوتبول”.

تُوج بيليه مع البرازيل بكأس العالم عام 1962 للمرة الثانية، لكنه لم يكن صاحب الفضل الأكبر في تلك البطولة، لكن مسيرته الرائعة استمرت مع منتخب بلاده ليتُوج بمونديال 1970، إضافة لنجاحات سيطول ذكرها سواء فرديًا أو جماعيًا مع فريقه سانتوس.

بيليه قاد سانتوس لتحقيق بطولة الدوري البرازيلي 6 مرات، وكوبا ليبرتادوريس مرتين وكأس الإنتركونتنتال مثلهما، إضافة لعديد من البطولات الأخرى، كما أنه الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل برصيد 77 هدف محققًا معهم 3 بطولات كأس عالم.

كرم ” فيفا” بيليه بجائزة الكرة الذهبية الشرفية عام 2013، تقديرًا لنجاحاته في مسيرته الكروية، والتي لم يُتوج عنها بأي كرة ذهبية حقيقية، فما كان منه سوى أن ينهمر في البكاء.

مارادونا كاتب التاريخ مع الأرجنتين ونابولي بدون كرة ذهبية للأفضل في العالم

أما مارادونا، فالحال لا يختلف عن نظيره، ، فقاد بدأ مسيرته في الأرجنتين، ولعب في برشلونة ونابولي وإشبيلية في أوروبا، محققًا العديد من النجاحات في القارة العجوز، لكنه أيضًا لم يتُوج بالكرة الذهبية بسبب معايير تلك الجائزة.

ومع منتخب الأرجنتين، فقادهم بمجهود استثنائي للتتويج بكأس العالم 1986، بأهدافه الخالدة ومجهوده الخرافي.. أداء وُصف بأنه أفضل أداء فردي في كرة القدم.

وفي عام 1987، زاد مارادونا من الأبيات شعرًا بمعجزة إن جاز لنا الوصف، بقيادته نابولي لتحقيق لقب الدوري الإيطالي في إنجاز تاريخي، كما استمر في قيادتهم لتحقيق الأمجاد محليًا وقاريًا.

وفي عام 1990، قاد مارادونا نابولي لتحقيق الدوري الإيطالي مرة ثانية، وكأس سوبر إيطاليا، كما تأهل مع منتخب الأرجنتين لنهائي كأس العالم قبل الخسارة من ألمانيا في النهائي، وكان يستحق على الأقل المنافسة على تحقيق جائزة الكرة الذهبية.

وفي عام 1995، منحت ” فرانس فوتبول” جائزة شرفية لـ مارادونا بمسمى الكرة الذهبية، لكنها لم تمنحها له لكونه الأفضل في العالم في عام من الأعوام، لكن لأجل خدماته في عالم الساحرة المستديرة، كتقديرًا لما قدمته في مسيرته الاستثنائية.

ظُلم مارادونا كما تعرض بيليه للظلم، لكنهما كُرما بالعديد من الأوسمة والجوائز التي قد تُعوضهما قليلًا كونهما أحد أفضل اللاعبين على مر التاريخ، عن الفوز بجائزة الكرة الذهبية، التي كانت حكرًا على لاعبي القارة العجوز فقط في زمانهما.

اسماعيل محمود

صحفي مصري مواليد 1999، بدأ عمله الصحفي عام 2017، وأبرز أعماله حوارات صحفية مع تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، ماركو أسينسيو، لوكاس بودولسكي، راؤول ألبيول، خيسوس نافاس، إيفان راكيتيتش وكلاوديو برافو. قمت بتغطية عدة بطولات دولية مثل بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، كأس العالم 2023 للأندية بجدة، وكأس آسيا… More »

4946 مقال