أزمة كيليان مبابي والخليفي.. كيف يمكن لدوري الأبطال حلها؟

شهدت علاقة كيليان مبابي مع رئيس باريس سان جيرمان، القطري ناصر الخليفي، العديد من التقلبات خلال السنوات الأخيرة، لكن التوتر بلغ ذروته في صيف 2023، عندما رفض النجم الفرنسي تجديد عقده، مفضّلًا الانتقال إلى ريال مدريد بعد نهاية عقده في يونيو 2024، ورغم أن الأمور بدت هادئة في العلن، إلا أن الكواليس كانت مشتعلة بخلافات بين اللاعب وإدارة النادي الباريسي.
خلافات متراكمة بين كيليان مبابي والخليفي.. كيف بدأت الأزمة؟
لم تكن العلاقة بين مبابي والخليفي دائمًا متوترة، بل على العكس، كان رئيس باريس سان جيرمان أحد أبرز الداعمين لمسيرة اللاعب منذ قدومه إلى النادي في 2017 قادمًا من موناكو، لكن مع مرور السنوات، بدأت الخلافات في الظهور تدريجيًا، خاصة مع تزايد رغبة مبابي في خوض تجربة جديدة خارج فرنسا، وتحديدًا في ريال مدريد، النادي الذي شجّعه في طفولته وكان مثله الأعلى كريستيانو رونالدو أحد أساطيره.
في 2022، كان مبابي قريبًا جدًا من الانضمام إلى ريال مدريد، بل حتى أنباء انتقاله كانت شبه مؤكدة، لكن تدخل الخليفي شخصيًا، بالإضافة إلى عرض مالي ضخم وتجديد بشروط استثنائية، جعله يبقى في باريس بعقد يمتد حتى 2024، مع وعود بمنحه صلاحيات رياضية واسعة داخل النادي، من بينها التأثير على القرارات الفنية والتعاقدات.

لكن مع حلول 2023، شعر مبابي بأن تلك الوعود لم تُنفذ بالشكل الذي طُرح عليه، ليقرر عدم تفعيل خيار التمديد لموسم إضافي، وهو ما أشعل الأزمة بين الطرفين، مع وجود والدة اللاعب ووكيلة أعماله فايزة العماري، التي كان لها دورًا كبيرًا في مصير نجلها.
صيف 2023.. القطيعة العلنية بين كيليان مبابي والخليفي
بعدما أبلغ مبابي إدارة باريس رسميًا بعدم نيته التجديد، جاء رد الخليفي قويًا وحادًا، حيث قرر استبعاده من قائمة الفريق المسافرة إلى الجولة التحضيرية في اليابان، كما فرض عليه التدرب مع اللاعبين غير المرغوب فيهم.
رغم محاولات النادي الضغط عليه لتجديد العقد أو حتى الموافقة على بيعه لصالح نادٍ آخر بدلًا من رحيله مجانًا، إلا أن مبابي تمسك بموقفه حتى النهاية، ليظل في باريس موسمًا إضافيًا قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد بصفقة انتقال حر في يوليو 2024.
بعد انتقاله إلى ريال مدريد، لم يُظهر كيليان مبابي أي عداء علني تجاه الخليفي أو باريس سان جيرمان، لكنه في المقابل لم يُدلِ بأي تصريحات تشير إلى وجود ودّ بين الطرفين.
Mbappé
— Equipe de FranceBen Yedder
Mbappé#FiersdetreBleus pic.twitter.com/R1RFHVC1Q5
(@equipedefrance) March 23, 2022
رغم ذلك، تحدث مؤخرًا عن احتمال مواجهة فريقه السابق في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وقال: “بالطبع سأصافح ناصر الخليفي إذا لعبنا ضد باريس سان جيرمان، لا يوجد شيء شخصي، أنا ممتن لكل ما قدّمه لي النادي“.
تصريح مبابي بدا دبلوماسيًا، لكنه لم ينفِ بشكل قاطع وجود توتر سابق، فحتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من الخليفي حول انتقال مبابي إلى ريال مدريد أو حول إمكانية مواجهته في البطولة الأوروبية، وهو ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام أي سيناريو محتمل.
كيف يمكن لدوري الأبطال أن يكون وسيلة للتهدئة بين كيليان مبابي والخليفي؟
كرة القدم دائمًا ما تحمل لحظات درامية تتجاوز الملعب، ومواجهة محتملة بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان في دوري الأبطال ستكون واحدة من تلك اللحظات، قد تكون المباراة فرصة لحل الخلافات، خصوصًا إذا التقى الخليفي ومبابي قبل أو بعد المباراة وتبادلا التحية أمام الكاميرات، وهو أمر قد يُرسل رسالة بأن التوترات انتهت.
كما أن مثل هذه المواجهات كثيرًا ما تعيد كتابة العلاقات بين اللاعبين والأندية السابقة، فكم من نجم غادر فريقه بطريقة صاخبة، لكنه عاد لاحقًا ليحظى بتكريم واستقبال حافل من جماهيره السابقة، ربما يكون هذا السيناريو بعيدًا بعض الشيء بالنظر إلى حساسية موقف مبابي في باريس، لكنه ليس مستحيلًا.
— Fabrizio Romano (@FabrizioRomano) February 27, 2024
Kylian Mbappé arrives to meet with Emmanuel Macron, Nasser Al Khelaifi and Emir of Qatar.
As reported, PSG will not try to offer Mbappé a new contract — not even topic of this meeting.
Mbappé, only negotiating with Real Madrid.@danigilopezpic.twitter.com/uCo8IePf2N
بعيدًا عن أزمة باريس، يعيش كيليان مبابي واحدة من أفضل فتراته الكروية مع ريال مدريد، بعد بداية بطيئة، تأقلم سريعًا مع الفريق وأصبح أحد هدافيه الأساسيين، مسجلًا 31 هدفًا في جميع المسابقات حتى الآن، كما عاد مؤخرًا إلى تشكيلة المنتخب الفرنسي بعد غيابه عن عدة مباريات عقب الخروج من نصف نهائي يورو 2024.
بكل تأكيد، سيظل الحديث عن علاقته مع باريس سان جيرمان قائمًا، لكن ربما يكون دوري الأبطال هو المسرح الأفضل لإنهاء هذا الفصل من التوتر، سواء بمصالحة مباشرة أو بمواجهة شرسة في الملعب تُحدد من هو الطرف المنتصر في النهاية.