هل فينيسيوس جونيور ظالم أم مظلوم؟
يثير أسلوب الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور ، جناح ريال مدريد في تعامله مع اللاعبين وجماهير أندية الدوري الإسباني، جدلًا كبيرًا في الصحافة المحلية، إذ يرى البعض منها أن البرازيلي يتعمد في بعض الأحيان استفزازهم.
بعض الجماهير وحتى النقاد الرياضيين أو النجوم السابقين، يروا أن فينيسيوس من خلال حديثه أو السقوط المتكرر على الأرض “المبالغ فيه” يستفز الخصوم.
وعلى إثر ذلك تعرض فينيسيوس جونيور لشتائم عديدة من قبل الجماهير الإسبانية، منها جماهير فرق فالنسيا، ريال مايوركا وبلد الوليد وبرشلونة، وأندية عديدة في لا ليجا.
متى بدأت العنصرية ضد فينيسيوس؟
الأمر لم يكن وليد اللحظة في الموسم الماضي أو قبل الماضي، بل ظهر لأول مرة في 25 أكتوبر 2022، وكان ذلك بعد أيام فقط من إبلاغ اللاعب “بالتوقف عن الرقص مثل القرد” من قبل بيدرو برافو، رئيس جمعية الوكلاء الإسبان، في البرنامج التلفزيوني “El Chiringuito”، عندما تحدث عن احتفال البرازيلي بأهدافه.
وأدان نادي ريال مدريد تعليقات برافو “المؤسفة” التي تراجع عنها لاحقًا، وذكر أن وصف “القرد” كان مرتبطا بكون فينيسيوس جونيور يقوم “بأشياء غبية”.
أثار الحادث دعمًا واسعًا لفينيسيوس، خاصة من مواطنيه، وقد كان نيمار وبيليه ورافينيا من بين أولئك الذين دافعوا عن نجم ريال مدريد.
ومُنذ ذلك الحين لم تتوقف العنصرية ضد فينيسيوس جونيور في العديد والكثير من الملاعب الإسبانية، وتطور الأمر حتى وصل إلى المحاكم.
تباين في تصرفات فينيسيوس جونيور!
بعد ذلك الحين كان فينيسيوس جونيور ضحية لبعض التصرفات العنصرية، فيما كان تعمد استفزاز بعض الخصوم وخرج عن النص في الكثير من الأحيان.
وفي مارس 2023 وأمام ريال مايوركا بالدوري الإسباني، تعرض الدولي البرازيلي لعدة مخالفات، وذكرت صحيفة ماركا أن مدرب مايوركا خافيير أجيري أمر لاعبيه بإيذاء الجناح.
وفي مقابلة إذاعية، نفى خافيير أجويري مدرب مايوركا أن يكون لاعبوه قد استهدفوا فينيسيوس في المباراة المتوترة، والتي تعرض فيها البرازيلي لعشرة مخالفات، وهو أكبر عدد من المخالفات لأي لاعب في الدوري الإسباني هذا الموسم. مخالفة كل تسع دقائق موسم 2023-2024.
ومع تزايد الإحباط لدى اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا، شوهد فينيسيوس في مقطع فيديو وهو يواجه المدرب المخضرم على خط التماس أثناء المباراة.
استياء من لاعبي الريال ودفاع من أنشيلوتي!
لكن إذاعة “كادينا سير” الإسبانية، نقلت عن موقع “فوتبول إسبانيا” ، أن فينيسيوس جونيور كان يبذل قصارى جهده لاستفزاز لاعبي مايوركا طوال المباراة؛ ويشير التقرير أيضًا إلى أن فيني جونيور كان يسأل لاعبي الفريق المنافس:
وبحسب صحيفة “آس” الإسبانية ، فإن غرفة ملابس ريال مدريد غير راضية عن تصرفات فينيسيوس، وطلبت من البرازيلي مرارًا وتكرارًا تحسين سلوكه الاستفزازي على أرض الملعب.
وقال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد بعد الهزيمة أمام مايوركا: “اليوم تجاهل الحكم الأخطاء المتكررة، من المفترض أن يعني هذا إنذارا إذا تكررت الأخطاء مرارا وتكرارا”.
وأضاف: “كل ما يحدث ليس خطأ فينيسيوس جونيور. إنه يريد فقط لعب كرة القدم، ولكن هناك أجواء استفزازية تسبب فيها الخصوم الذين يتدخلون ضده ويرتكبون الأخطاء ضده. يجب أن يتغير التركيز الخارجي في هذه الحالة. حان الوقت لدراسة ما حدث لفينيسيوس اليوم”.
حكم بالجسن بعد أزمة مباراة فالنسيا
في منتصف يونيو الماضي 2024، أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن لثلاثة من جماهير فالنسيا لمدة ثمانية أشهر، ومنعهم من الدخول إلى الملاعب لمدة عامين، بتهمة السب والشتم والتصرفات العنصرية ضد فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، بالإضافة إلى إلزامهم بتحمل تكاليف المحاكمة.
وقد وقعت الحادثة في الحادي والعشرين من مايو خلال مباراة بين فالنسيا وريال مدريد في ملعب ميستايا، ونجح فينيسيوس في التعرف على أحد المتهمين، وتم تحديد هوية اثنين آخرين من خلال كاميرات المراقبة بالملعب.
وتوقفت المباراة عدة مرات بعد تعرض فينيسيوس لإساءات عنصرية من جانب جماهير فالنسيا التي وصفته بـ”القرد”، ليتحدث حكم المباراة، ريكاردو دي بيرجوس بينجوتيسيا، مع مسؤولي الملعب الذين طالبوا في مكبرات الصوت بإيقاف الإساءات العنصرية فورًا، كي تستمر المباراة.
وتعرض اللاعب البرازيلي للطرد في الوقت المحتسب بدل الضائع مع اندلاع الاشتباكات بين الجانبين، ما دفع حكم الـVAR ليقرر بأن ضربة فيني على مهاجم فالنسيا هوغو دورو تستدعي بطاقة حمراء.
وكان فينيسيوس، الذي بدا أنه تم الإمساك به من رقبته في البداية خلال المشاجرة، فقد أعصابه بشكل واضح قبل خروجه، وشُوهد وهو يشير إلى جماهير فالنسيا بأصبعين، كناية عن اقتراب هبوطهم إلى الدرجة الثانية.
وتم تقديم القضية، التي هي الأولى من نوعها في إسبانيا، بناء على شكوى من الليجا، وانضم إليها الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وريال مدريد، وأيضًا فينيسيوس جونيور.
وخلال المحاكمة، قدم المتهمون اعتذارًا علنيًّا للنجم البرازيلي، ورابطة الليغا، بالإضافة إلى إدارة الميرنجي، مع الاعتراف بجهود الليجا في محاربة العنصرية.
العنصرية ضد فينيسيوس جونيور لم تقتصر فقط على أحداث مباراة فالنسيا، فكثيرًا ما يكون النجم البرازيلي ضحية لهتافات مماثلة خلال مشاركة فريق ريال مدريد في المباريات القارية، وحتى مع منتخب بلاده البرازيل.
وكانت هناك أمور مروعة أخرى في “كامب نو” ضد برشلونة في نوفمبر 2021 وفي أتلتيكو مدريد في سبتمبر 2022.
كما حققت الشرطة الإسبانية أيضًا في جريمة كراهية محتملة ضده بعد تعليق دمية ترتدي قميصه رقم 20 على جسر أمام مركز تدريب النادي قبل ديربي مدريد في يناير.
ما يحدث وصمة عار!
وقال خبير كرة القدم الإسبانية جراهام هانتر في مقال كتبه لشبكة ESPN : “فينيسيوس جونيور لاعب برازيلي أسود شاب وموهوب ومثير وناجح، ومن وجهة نظري لا جدال فيها، يتم التعامل معه بشكل فظيع من قبل كرة القدم الإسبانية وبعض قطاعات البلاد”.
وأضاف: “جزئيًا بسبب لون بشرته. ما يحدث هو وصمة عار صريحة، وهو أمر ينبغي للناس العادلين الشرفاء أن ينفروا منه ويشجعوهم على الاحتجاج عليه.
وتساء: “هل كان من الممكن أن يعامله نفس المعاملة لو كان شاباً إسبانياً أبيض البشرة؟ لدي شكوك قوية في هذا الأمر. بل إنني على يقين من أن الأمر كان ليختلف كثيراً”.
رأي سابق مُخالف لأنشيلوتي!
بعكس دفاعه عن فينيسيوس بعد واقعة مايوركا، ولكن بعد الهزيمة مايوركا وقبل مونديال قطر 2022، وانتقد فيني بشكل علني.
وقال أنشيلوتي آنذاك عبر صحيفة “آس” الإسبانية: “فينيسيوس يجب أن يتحسن . الاستفزاز ليس لعبًا عادلاً ، أنت تدخل الملعب للعب كرة القدم وليس للاستفزاز. لكن من الواضح أنه يمكنه التحسن لأنه شاب وسيفعل ذلك. إنه يحب كرة القدم ويلعب بأفضل ما يمكنه. الاستفزاز ليس شيئًا يفعله بانتظام، واللاعبون الذين يفعلون ذلك مخطئون ومن الصعب تصحيح ذلك لأنهم لا يرون الأمر على هذا النحو “.
فيما قال أنشيلوتي في مؤتمر صحفي بعد مباراة ريال مدريد وألميريا: “من الواضح أن الاحتجاج على قرارات الحكام لا يفيد فينيسيوس، ففي النهاية هو من يتحصل على بطاقات صفراء على الرغم من الأخطاء التي تُرتكب ضده”.
غضب في ميونخ من صاحب القميص رقم 7
في مايو 2024، عبر عدد من جماهير بايرن ميونخ الألماني، عن غضبهم، بسبب تعمده استفزاز كيميش خلال مباراة الفريقين في دوري أبطال أوروبا.
وشهدت المباراة لقطات استفزازية للنجم البرازيلي، تجاه كيميش، كادت أن تخرج لاعب الفريق الألماني عن تركيزه.
فينيسيوس كان يلعب رمية تماس، وذهب كيميش مسرعًا نحوه، لوضع الكرة في يديه حتى لا يضيع الوقت، ولكن استمر اللاعب البرازيلي في استفزازه ليضع الكرة على الأرض ويرفض لعبها.
في النهاية قد يُنظر إلى فينيسيوس على أنه استفزازي ولكنه أيضًا هو اللاعب الذي يتلقى أكبر عدد من الأخطاء، وأكبر عدد من الضربات.