من غسل الصحون وإريكسن الذي كاد أن يفارق الحياة – سيناريوهات درامية للدنمارك في اليورو

يُقدم منتخب الدنمارك عروض استعراضية راقية ضمن منافسات بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020) الجارية الآن، حتى وأنه نجح في حجز مقعدًا له في نصف نهائي البطولة.

لم يكن أشد الناس تفاؤلًا بين الشعب الدنماركي يتوقع مثل هذا السيناريو، خاصة وأن كافة الأصابع كانت تشير إلى فرنسا إلى جانب ألمانيا وإيطاليا بالوصول إلى نهائي نسخة يورو 2020، لكن المُدهش أن الدنمارك من بين الأربع المتواجدين حاليًا في المربع الذهبي رفقة كبار أوروبا: إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا.

إريكسن الذي كاد أن يفارق الحياة – ومعجزة الوصول إلى المربع الذهبي!

المنتخب الدنماركي خطف الانتباه إليه منذ اليوم الثانِ لبطولة يورو 2020، لم يكن بسبب أدائه المميز في أولى مبارياته في دور المجموعات، بل كانت واقعة “كريستيان إريكسن” السبب في كسب تعاطف عالمي لم يسبق له مثيل.

تعرض إريكسن لأزمة قلبية مفاجئة أثناء مشاركته في أول مباراة لمنتخب الدنمارك في يورو 2020 أمام فنلندا، ظل اللاعب مُغشيًا عليه داخل أرضية الملعب قرابة الـ 15 دقيقة، حتى خرج محمولًا على كرسي الإسعاف رفقة الطاقم الطبي ومن حوله كافة لاعبي منتخب بلاده.

إريكسن صاحب الـ 29 عامًا، وفي الدنمارك يعتبرونه فتاهم المُدلل لديهم، أو ابن الشعب الدنماركي كما يُطلقون عليه، هذا اللاعب الذي نجح في تسجيل أول ظهوره له مع المنتخب الأول وهو في سن الـ 17 عامًا.

لذا، وبعيدًا عن الإنسانية التي جعلت الكثيرين يشعرون بالتعاطف حد البكاء على مشهد سقوطه في أولى مباريات الدنمارك، لكن هذا الفتى المُدلل لدى الشعب الدنماركي كان له دور فعال في صنع معجزة جديدة تحدث الآن في بطولة يورو 2020، بأقدام زملائه وبروحه هو أيضًا.

الدنمارك وقع في المجموعة الثانية رفقة بلجيكا وفنلندا وروسيا، خسر أول مباراتين أمام فنلندا وبلجيكا رغم تقديم أداء مميز وراقِ طوال المباراتين، فيما نجح في الفوز برباعية في آخر مباراة له أمام روسيا ليتأهل بفارق الأهداف بينه وبين منتخب فنلندا.

تأهل الدنمارك فيما بعد إلى دور الـ 16 لمواجهة ويلز وحقق مفاجأة جديدة بعدما فاز برباعية بيضاء، القدر استمر في مواصلة معجزاته ليلتقي الدنمارك في دور ربع النهائي بجمهورية التشيك، وحقق فوزًا مستحقًا بثنائية مقابل هدف.

ليضرب الدنمارك موعدًا في نصف نهائي يورو 2020 مع منتخب إنجلترا، والآن أمامه طريقين، إما مواصلة تحقيق المعجزات والوصول إلى المباراة النهائية في تاريخه.

أو خوض مباراة تحديد المركز الثالث والرابع، وهنا سيكون أمام هدف قوي لمعادلة إنجازه السابق بالحصول على المركز الثالث وبرونزية البطولة والذي سبق وحققه لأول مرة في تاريخه في نسخة يورو 1984.

معجزة يورو 1992 – والتصريح الأشهر “كنا ذاهبين لغسل الصحون فأصبحنا ملوك”

“كنا ذاهبين لغسل الصحون فأصبحنا ملوك”.. هذه العباراة التي قالها بيتر شمايكل في أول تعقيب له بعد تتويج منتخب الدنمارك بذهب بطولة يورو 1992.

المنتخب الدنماركي لم يصل إلى بطولة يورو 1992 بالأساس، فلم ينجح في تحقيق الفوز في التصفيات المؤهلة للبطولة بالأصل.

قبل انطلاق البطولة بأيام اندلعت الحروب الأهلية في يوغوسلافيا، فقرر الاتحاد الأوروبي معاقبة المنتخب باستبعاده تمامًا من بطولة يورو 1992، وتم استدعاء الدنمارك بدلًا منه، خاصة وأن الدنمارك المنتخب الوحيد الذي ألحق الهزيمة بيوغوسلافيا على أرضها ضمن التصفيات.

علم مدرب الدنمارك القرار، فقام بجمع لاعبيه من شواطئ البحر حيث كانوا يقضون أجازاتهم الدولية، في تلك الأثناء تراجع الأخوين “لاردروب” من الاعتزال الدولي وعادوا لقيادة المنتخب الدنماركي المشارك في البطولة، خاصة وأنهم قاموا بالاعتزال في السابق بسبب تراجع نتائج الفريق وفكر المدرب الذي لم يتماشى مع فكرهم.

كانت بداية الدنمارك في منافسات اليورو تُشير غلى خروج مبكر، حيث تعادلت مع أنجلترا بهدف لكل فريق، وخسرت أمام السويد بهدف دون رد، ولم يتبقى سوى مباراتها أمام فرنسا حيث يتأهل الفائز مباشرة إلى الدوري التالي.

كانت المفاجأة تتجسد في فوز الدنمارك بهدفين مقابل هدف! المفاجأة الثانية كانت في تأهل الدنمارك رفقة السويد إلى الدور التالي “نصف النهائي” فيما وّدعت فرنسا وإنجلترا البطولة من الدور الأول.

المعجزة تجسدت في فوز الدنمارك على هولندا في نصف النهائي بركلات الحظ الترجيحية بنتيجة 5\4، وتأهلت إلى المباراة النهائية لمواجهة ألمانيا الغربية.

المُدهش أن منتخب الدنمارك الذي تم جمع لاعبيه من على شواطئ البحر قبل أيام من انطلاق البطولة؛ نجح في الإطاحة بالمرشح الأول “ألمانيا الغربية” والتتويج بالذهب في معجزة فريدة تم تدوينها ضمن تاريخ بطولة اليورو.