رسالة من مشجع لريال مدريد إلى ميسي (مقال رأي)
كنت أكرهك، نعم كنت، وربما لو عاد بي الزمن كنت سأكرهك أكثر، تلك المشاعر لا تتعارض تماما مع اعترافي التام بكونك الأفضل في كل العصور، وهنا تكمن المشكلة، لم أتمنى أن تكون غريمي ومنافسي وكابوسي الأكبر لمدة 16 عاما، هذا الـ “ميسي” كان يجب أن يكون ملكية عامة لكل عاشق لكرة القدم، ليس من العدل أن يكون هناك “ميسي” واحد في عالم كرة القدم، ويملكه فريقا واحدا فقط.
كان يجب أن يكون هناك نسخة من ميسي في كل دوري، في كل فريق، من أجل عدالة كروية ومنافسة شريفة. أو لو هناك ميسي واحد في العالم، من حق الجميع أن يتمتع به، يرتدي قميص أكثر من فريق، يزيد عدد محبيه عندما يرتدي قميصهم، ويزداد عدد كارهيه، ولم نصبح “نحن” -جماهير ريال مدريد– جانب الشر في القصة.
يوم انتقاله إلى باريس سان جيرمان كان أسعد أيام حياتي، وكنت أتمنى أن يلعب في مانشستر سيتي أو أحد أندية الدوري الإنجليزي، ويخبرني عشاق مانشستر يونايتد وليفربول وبقية منافسيه هناك “الذين طالبوا بالمتعة واستمرار ميسي في الملاعب إلى أطول وقت ممكن”، عن شعورهم وهو منافسهم، وقتها كان سيصلهم نفس شعوري تجاهه!
يوما ما تذكرت أنني لم أكره رونالدينيو بالرغم من تشجيعي لريال مدريد، والأمر ذاته ينطبق على أصدقائي مشجعي برشلونة مع زين الدين زيدان عندما كان لاعبا، لأن الفطرة البشرية تحب كل ما هو جميل وممتع. وميسي جميل وممتع ورائع، ربما كرهته بسبب استمراريته كمنافس لي لعدد سنوات أطول بكثير من عمر زيدان ورونالدينيو وأي ساحر آخر، لكن الآن يمكنني أن أشاهد ميسي بعين المحايد ولا يؤذيني هدف أو تمريرة ساحرة أو مراوغة من مراوغاته، كتلك التي فعلها مع جفارديول الذي كان يراه البعض المدافع الأفضل في كأس العالم، مسكين هذا الشاب!
لست حزينا وميسي بطلا لكأس العالم، كرة القدم يجب أن تنصف أمثاله وأمثال كل المبدعين، تأثرت بمشهد بكاء رونالدو ومودريتش بعد وداع المونديال الذي قد يكون الأخير لهم جميعا، كرة القدم أظهرت عدالتها وابتسمت لشخص، وقسوتها على أساطير أخرى.
اكتب لك يا صديقي في عالمي الافتراضي، وكنت أتمنى لو كتبت قصتنا سويا بطريقة أخرى لم تكن فيها خصمي لسنوات طويلة، لم أكن أتخيل منذ سنوات أن أضعك ضمن قائمة أصدقائي في عالمي الافتراضي وأنت عدوي الأول، لم أكن أتخيل عدم حزني لفوزك بكأس العالم، أنا سعيد من أجلك.
وفي ختام رسالتي لدي طلب واحد فقط، لا تعود إلى برشلونة من جديد.
صديقك في عالمه الإفتراضي: أحمد يحيى.