بين الحرب والصيد.. كيف أثرت عائلة مودريتش في شخصيته وقراراته؟
يعتبر الكرواتي لوكا مودريتش نجم فريق ريال مدريد، من الأساطير الذين سيخلدون في التاريخ لفترات طويلة، وذلك ليس فقط بسبب البطولات والإنجازات.
قد يكون تأثير مودريتش الأكبر في اللعبة بعيدا عن مستواه الفني المميز مع ريال مدريد أو منتخب كرواتيا وبطولاته، ولكنه يكمنه في قراراته وتصرفاته داخل وخارج الملعب.
ولكن قد لا يكون عدد كبير من جماهير لوكا حول العالم، يعرفون أن قدرته في الجمع بين الفنيات والأخلاقيات والقرارت الحكيمة هذه، تعود في الأساس إلى أسرته وعائلته.
مودريتش الذي استلهم الصبر من جينات أجداده
وبالطبع سيسأل أحدهم ما هي تلك القرارات التي قد يكون مودريتش قد اتخذها وكانت ذات تأثير في مسيرته، أو ما الدليل على الصبر الذي يتمتع به نجم كرواتيا.
حسنا بداية الأمر بالطبع ستكون عند فوزه بجائزة الكرة الذهبية عام 2018، في سن كبير من عمره وبالتحديد وهو في اثلثالثة والثلاثين من عمره، بعد تقديمه لمستوى استثنائي هذا العام.
وفي أوج تألقه هذا ونجوميته كان لوكا في ريال مدريد مستمرا بشكل طبيعي دون أن يكون له أي مطالب أو شروط، بل وفي السنة الماضية تحديدا ظل لاعبا إحتياطيًا في تشكيل كارلو أنشيلوتي ولم يكن له أي مطالب ولم يفتعل أي مشكلات.
بل وعندما جاءت مرحلة تجديد عقده وافق مودريتش على التجديد لعام إضافي مع ريال مدريد حتى عام 2025 دون أن يضع أي شروط أو مطالب، بينما على النقيد عندما شعر الألماني توني كروس أنه سيكون إحتياطيا في الفريق قرر الإعتزال بشكل نهائي.
وإذا نظرنا إلى هذه المواقف وغيرها الكثير، سنجد أن لوكا تأثر بشجرة عائلته وأصوله والظروف التي مروا بها التي أثرت كثيرا في تكوين شخصيته.
لوكا يعود أصله إلى زادار، وهي مدينة تقع على ساحل دالماتيا في كرواتيا، وواجهت عائلته العديد من الصعوبات خلال حرب الاستقلال الكرواتية، وهو تاريخ مليء بالتحديات التي شكلت شخصية لوكا ومسيرته الكروية.
ينحدر ستيب مودريتش والد لوكا من سلالة طويلة من الصيادين المجتهدين الذين يعيشون في زادار منذ أجيال، وقد انتقلت مرونتهم وتصميمهم في مواجهة الشدائد عبر العائلة، وهذه هي الروح الثابتة التي يحملها لوكا معه في ملعب كرة القدم.
ولعب والد مودريتش دورًا كبيرًا في حياة ابنه، لم يكن ستيب ميكانيكيًا في الجيش فحسب، بل كان أيضًا فردًا مخلصًا ومجتهدًا واجه العديد من التحديات لإعالة أسرته، كانت وظيفته تتطلب ساعات عمل طويلة وعملًا بدنيًا، مما يجعلها مهنة صعبة ومتطلبة، وعلى الرغم من النضال، حرص ستيب دائمًا على ألا يفوت لوكا الصغير تدريباته الكروية، حتى لو كان ذلك يعني التضحية براحته ووقته الشخصي.
وإلى جانب والديه، لدى لوكا شقيقتان لعبا دورًا مهمًا في حياته، كانت ديورا مودريتش شقيقته الكبرى، دائمًا أكبر داعميه ومقربيه، من تشجيعه في المدرجات خلال أيامه الأولى في البطولات المحلية للشباب إلى تقديم الدعم العاطفي خلال الأوقات الصعبة، كان وجود ديورا الثابت مصدرًا دائمًا للقوة بالنسبة له.
وبهذا تأثرت شخصية مودريتش بشكل كبير بعائلته التي أثرته في صبره ومسابرته وقتاله من أجلهم ومن أجل كل ما حصل عليه وشاهده في طفولته، ولعلها كانت السبب في كل الإنجازات التي يحققها أسطورة ريال مدريد في الوقت الحالي بسبب قراراته هذه.
ما هو عدد بطولات لوكا مودريتش؟
ويملك مودريتش صاحب الـ 39 عاما، 32 لقبا حتى الآن حصدهم طوال مسيرته الكروية سواء مع ريال مدريد أو دينامو زجرب فريقه القديم، بخلاف 9 ألقاب فردية من بينهم الكرة الذهبية وأفضل لاعب في أوروبا، وجائزة الفيفا لأفضل لاعب.